أسرار محاولة إغتيال "أبي أحمد" وعلاقته بملف "سد النهضة"
النجاة بأعجوبة
قال محمد علي كلياني، الإعلامي التشادي، إن محاولة إغتيال أبي أحمد تعتبر رسالة سياسية وأمنية خطيرة ضد شاب سياسي شديد الاندفاع تجاه حل قضايا دولية وإقليمية معقدة، مشيرًا إلى أن هناك جهات تريد إرسال رسالة إليه، لاسيما أن الإصلاحات في إثيوبيا وإبداء حسن نية التعاون مع مصر حول سد النهضة قد يقف وراء هذه الرسالة.
وأكد كلياني في تصريحات لـ"بوابة المواطن"، أن دول إفريقية معينة لا يريدون هذا الشاب الإثيوبي الذي عمل بسرعة فائقة على حل القضايا الداخلية والخارجية بطريقة قد ينقل دعوى إصلاحات رواندا إلى عدد من البلدان الإفريقية وهو مؤشر يساهم في فقدان الزعامات الإفريقية لمكانتهم السياسية في المنطقة، بجانب أن هناك صراع بين أجهزة الدولة المختلفة بين الحرس القديم والصاعدين الجدد في أديس أبابا.
وأضاف الإعلامي التشادي، أن الشاب أحمد قد عالج في وقت وجيز ملفات داخلية وخارجية معقدة للغاية، ومنها المصالح مع إريتريا وفق تفعيل إتفاق الجزائر وإجراء لقاء جمع أطراف الأزمة في جنوب السودان وهذا سيشمل تحديًا جديدًا لبعض قيادات دول المنطقة الذين فشلوا في معالجة قضية جنوب السودان في إطار منظمة الإيجاد.
ولذلك فإن الشاب أحمد قد يواجه تيارات إفريقية وإقليمية ودولية متعاكسة في المنطقة كونه يحاول كسر التقليد السائد في سمت العلاقات "الإفريقية- الإفريقية"، والتي جعلها تخضع لتيارات معينة في المنطقة وتستفيد منها في سياستها الداخلية والخارجية.
5 قرارات
بينما لخص عبد القادر نور جومي، السياسي في جبهة تحرير الأورومو، السر في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في 5 قرارات شملها برامج إصلاحاته، مثل زيارته إلى أوغندا ودول الجوار وتصريحاته في مصر، وترحيبه للتفاوض مع الجبهات المسلحة الإثيوبية.
وأكد جومي في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن القرارات الأخرى التي أزعجت المفسدين منه هي عزل بعض قيادات القوات المسلحة من عرقية "التجراي"، وتسليم الأراضي المتنازع عليها إلى حكومة إرتريا، ودعوته إريتريا للسلام الدائم مع إثيوبيا، ولم يعجبهم أن يكون أحد الأوروميين رئيسا للوزراء ظنا منهم بأن الأورومو لا يصلحون لقيادة الدولة.
وأضاف السياسي، أن هوية منفذ المحاولة الذي ينتمي لـ"التجراي" أظهر الحق وأوضح من هم الإرهابيين منذ 27 عامً، مطالبًا رئيس الوزراء الآن أخذ زمام الأمور بيد من حديد تجاه هؤلاء القتلة وأن يتقدم برنامجه الإصلاحي.
سد النهضة
وأضاف "سوتي"، أن الفاسدين في إثيوبيا نتوقع منهم أكثر من ذلك كون التغير أفشل مخططهم الذي ظلوا عاكفين عليه لمده 27 عامًا من نهب إثيوبيا.
وأردف سوتي، أن أصابع من بعض المنتسبين لقبيلة "التجراي" خلف الحادث، مؤكدًا أن الإصلاحات التي كان يقوم بها سوف تفقدهم الميزة التي كانوا يحصلون عليها في السابق، كما أنه متهم في نظرهم بالتنازل للمصريين بموافقته بملء خزان سد النهضة لمدة 11 عامًأ بدلاً من 3 أعوام.
قال حامد العجب، مسؤول ملف اللاجئين بحركة 24 مايو الإرترية، إن أصابع الاتهام في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي تشير إلى من يقف خلف العملية الدولة العميقة من "التجراي"، وذلك كونهم علي رأس من تشملهم عملية الإصلاح، حيث بدأ بهم تخلصًا من نفوذهم، مضيفًا أن هذا وضح جليًا في أقوال مدير الشرطة النائب الخاص به وأركان الجيش والطيران.
وأكد العجب في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن" أن أبي أحمد بدأ حملة علي الفاسدين من التجراي، مضيفًا أنه قال أثناء جلسته من البرلمان أنهم أفسدوا أشياء كثيرة، غير اتفاقيته مع إرتريا التي أوقفت العديد من مصالح المستفيدين من توتر العلاقات مع دول الجوار.
قال جوما زخاريا، الأمين العام وعضو المكتب السياسي السابق لدى حزب جبهة الإنقاذ الديمقراطية المتحدة بجنوب السودان، إن الأساليب المتبعة في محاولة إغتيال أبي أحمد، تشبه أساليب استخبارات الإسرائيلية "الموساد" في تصفية القيادات القوية التي تحاول النهوض بشعبها.
وأكد زخاريا في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن المخابرات الإفريقية ضعيفة دائمًا فى تفكيك الخلايا الإرهابية ورصدها هذه الحادثة تبين فشل منظومة الأمن الإثيوبي بالكامل في احتواء الحادثة واكتشافها قبل حدوثها.
وأضاف زخاريا، أن محاولة الاغتيال عبارة عن صراع بين بعض دول الأقاليم، وما يحدث الآن في داخل أديس أبابا هي التحقق من المعلومات الأولية ومن ثم توجيه اتهام وفقًا للأدلة المتوفرة.
وأوضح زخاريا، أن أديس أبابا أصبحت منطقة غير آمنة لإجراء أي محادثات سلام لأن منظومات أمنها الداخلي فشلت في حماية رئيسها من الاغتيال بإجراءات احترازية وقائية .