"البتاعة" الاسم الحركي لـ " الدورة الشهرية " حتى لا ينكشف السر العظيم
الأحد 24/يونيو/2018 - 01:57 م
مريم مرتضى
طباعة
كانت لا تزال طفلة في الثالثة عشر من عمرها، عندما فاجأتها آلام شديدة في أسفل بطنها أثناء ذهابها إلى المنزل بعد يوم دراسي طويل، وعندما دخلت لتستحم فوجئت بقطرات من الدم تسيل على قدميها، فزعت بالطبع وأخبرت والدتها، وفجأة صاحب الخوف آلامها، وأصبحت الهمسات من حولها بأنها كبرت وأصبحت "آنسة" بمثابة فيلم رعب، وأدركت بغريزة الخوف أنه منذ تلك اللحظة ستكون عليها مسئوليات وإن كانت لا تعلم ما هي، كما فرضت عليها أمها قيود شديدة وقائمة طويلة من التعليمات بعدم التحدث إلى الأولاد أو اللعب معهم، وأنها لابد أن تهتم بنفسها جيدًا، وإن لم تعلمها كيف !، كل ما علمته الفتاة المسكينة أن هذه الدماء تُسمى الدورة الشهرية، وأنها تكره هذه الدورة وآلامها وقيودها بشدة.
السر العظيم
تُعتبر الدورة الشهرية في مجتمعاتنا الشرقية واحدة من أعظم أسرار الفتيات، حيث يجب على الفتاة أن تخفي ذلك السر بروحها، لا يجب أن يعلم أحد أنها في فترة الحيض، ولا يجب حتى أن تُظهر آلامها لأحد، فمجتمعنا يرى أنه شيء يدعو للخجل ولا يجب الحديث عنه، بل أنهم حتى لا يدعونها فيما بينهم بأسمائها الحقيقية، فأطلقوا عليها العديد من الأسماء التي تغلفها، مثل: "البتاعة، الظروف، الزفتة"، وهكذا، العديد من الأسماء.
ولكن هي في النهاية "الدورة الشهرية" فقط، ذلك الدم الذي يخرج من رحم الأنثى، وبه يُخلصها الله من سموم جسدها، ذلك الدم الذي لولا وجوده لن يتكون الجنين في رحمها، وبالرغم من أن المجتمع يعي تمامًا أن الأمر حدث طبي صحي، وأنه مجرد حالة عضوية تحدث للأنثى دون الرجل، إلا أنهم يتعاملون معها وفق موروثات ثقافية وتاريخية تناقلتها الأجيال جيلًا بعد آخر تحمل فيما معناه أن ذلك الحدث يُعد إنتقاص للأنثى دون أي مبرر لذلك الانتقاص.
تُعتبر الدورة الشهرية في مجتمعاتنا الشرقية واحدة من أعظم أسرار الفتيات، حيث يجب على الفتاة أن تخفي ذلك السر بروحها، لا يجب أن يعلم أحد أنها في فترة الحيض، ولا يجب حتى أن تُظهر آلامها لأحد، فمجتمعنا يرى أنه شيء يدعو للخجل ولا يجب الحديث عنه، بل أنهم حتى لا يدعونها فيما بينهم بأسمائها الحقيقية، فأطلقوا عليها العديد من الأسماء التي تغلفها، مثل: "البتاعة، الظروف، الزفتة"، وهكذا، العديد من الأسماء.
ولكن هي في النهاية "الدورة الشهرية" فقط، ذلك الدم الذي يخرج من رحم الأنثى، وبه يُخلصها الله من سموم جسدها، ذلك الدم الذي لولا وجوده لن يتكون الجنين في رحمها، وبالرغم من أن المجتمع يعي تمامًا أن الأمر حدث طبي صحي، وأنه مجرد حالة عضوية تحدث للأنثى دون الرجل، إلا أنهم يتعاملون معها وفق موروثات ثقافية وتاريخية تناقلتها الأجيال جيلًا بعد آخر تحمل فيما معناه أن ذلك الحدث يُعد إنتقاص للأنثى دون أي مبرر لذلك الانتقاص.
في أيام الدورة تتغير المرأة فسيولوجيًا ونفسيًا كثيرًا نتيجة لتغيير هرموناتها، فبجانب الشعور بالألم أسفل البطن، و شعورها بالتوتر والضغط، آلام المفاصل، الشعور بالصداع، بالإضافة إلى إحتباس السوائل في جسمها، يوجد أيضًا المعاناة الكبرى من ضغط إخفاء السر العظيم، وكأنه من العيب أن تُبيح بأنها في فترة حيض، حيث تجد البعض من أصحاب العقليات المنغلقة يرون أن الحديث عن الدورة الشهرية يُشبه بالظبط الحديث في الأمور الجنسية لدى المجتمع، فالحديث عنها ممنوع بين الجنسين، أو حتى بين الفتيات وبعضهن، وإن حدث وصرحت فتاة بأنها في فترة الحيض فسوف تواجه شيء من أثنين على الأرجح: الأول أن يتهمها من حولها بأنها "بِجحة " لأن الحديث عن الدورة الشهرية عيب، والثاني أن ينفر منك الذكور الذين يُثير الحديث عن الدورة الشهرية إشمئزازهم.
الأسوء من ذلك أن الفتاة قد تعاني من مشاكل صحية وتُظهرها الدورة الشهرية، لكن الخوف والرهبة التي تتربى عليهم بخصوص تلك الفترة يجعلها لا تتكلم أو تتألم بصوت، ومن تتجرأ عليها مواجهة المجتمع، أو لتصمت وترضى بمعاناتها.
بطانة الرحم المهاجرة
مرض بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض المُزمنة غير معروفة السبب، وفيه تنمو بعض خلايا بطانة الرحم وأنسجتها في أماكن وأعضاء أخرى ليس من الطبيعي أن تنمو فيها كقناتي فالوب والمبيضين، وبعد الإصابة لا تستطيع خلايا وأنسجة الرحم المهاجرة الخروج خارج الرحم من المهبل، فتنزف في مكانها وتتسبب في حدوث تقرحات وندوب على هذه الأعضاء، كما أن الدم الناتج عنها قد يتجمع وبالتالي يكون أكياس داخل جسد الفتاة، وتكرار ذلك مع كل مرة تحدث فيها الدورة الشهرية قد يؤدي إلى تضخم هذه الأجزاء، وزيادة سمكها، وبالطبع معظم الفتيات المصابات بهذا المرض لا يعلمن به أصلًا، نتيجة للموروثات الثقافية التي تُحرم على الفتاة التحدث عن آلامها وقت الدورة، وهذا المرض قد يتسبب في حدوث العقم، وكلما تأخر الكشف عنه يقل الأمل في الشفاء منه.
وبالطبع ليس ذلك هو المرض الوحيد الذي قد يُصيب الفتيات، بل هناك العديد من الأمراض الأخرى التي تدخل مع آلام الدورة، وتخاف المريضات من الإفصاح عن آلامهن.
مرض بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض المُزمنة غير معروفة السبب، وفيه تنمو بعض خلايا بطانة الرحم وأنسجتها في أماكن وأعضاء أخرى ليس من الطبيعي أن تنمو فيها كقناتي فالوب والمبيضين، وبعد الإصابة لا تستطيع خلايا وأنسجة الرحم المهاجرة الخروج خارج الرحم من المهبل، فتنزف في مكانها وتتسبب في حدوث تقرحات وندوب على هذه الأعضاء، كما أن الدم الناتج عنها قد يتجمع وبالتالي يكون أكياس داخل جسد الفتاة، وتكرار ذلك مع كل مرة تحدث فيها الدورة الشهرية قد يؤدي إلى تضخم هذه الأجزاء، وزيادة سمكها، وبالطبع معظم الفتيات المصابات بهذا المرض لا يعلمن به أصلًا، نتيجة للموروثات الثقافية التي تُحرم على الفتاة التحدث عن آلامها وقت الدورة، وهذا المرض قد يتسبب في حدوث العقم، وكلما تأخر الكشف عنه يقل الأمل في الشفاء منه.
وبالطبع ليس ذلك هو المرض الوحيد الذي قد يُصيب الفتيات، بل هناك العديد من الأمراض الأخرى التي تدخل مع آلام الدورة، وتخاف المريضات من الإفصاح عن آلامهن.
بطانة الرحم المهاجرة
أعلنت إحدى الشركات البريطانية عن إعطاء أيام الحيض إجازة للسيدات، ونشرت صحيفة "اندبيندينت" أن الشركة قامت بتخصيص إجازة للموظفات أثناء فترة حيضهن، وذلك للتخفيف من آثار الضغط عليهن، والشركة أخذت في عين الاعتبار احتياجات الموظفات النفسية والجسدية في تلك الفترة من الشهر، وتُعد هذه هي الخطوة الأولى من نوعها لكسر حاجز الصمت فيما يتعلق بموضوع الدورة الشهرية.
