من أجل "غشاء البكارة".. فتاة بعمر الزهور تفقد حياتها خضوعًا لتقاليد المجتمع
الأربعاء 03/مايو/2017 - 02:51 م
شيماء شعبان
طباعة
دفعت فتاه في عمر الزهور، حياتها ثمنًا للعادات والتقاليد، التي اختزلت الشرف في "غشاء البكارة"، وتناسى المجتمع أن مفهوم الشرف أكبر بكثير من ذلك، تلك الفتاة ذات الـ15 عاما، الآتية من إحدى قرى الصعيد الفقيرة، والمعروف بتشبث أهلها بتقاليد وعادات تفرضها عليهم طبيعة المكان الذين يعيشون فيه، لم تتخيل يوما أن تستيقظ على كابوس، يودى بحياتها التي لم تتعد سنوات قليلة.
لم يخطر ببالها أن يكون سبب الألم الذى تشعر به، تجمع دموي نتيجة عدم نزول دم الحيض، ومن ثم احتباسه بالمعدة مما يتطلب عمل فتحه بغشاء البكارة تؤدي إلى فضه، وبسبب نظرة المجتمع وخوف الأب من القيود التي فرضها عليهم، إذ رفض إجراء الجراحة مما أدى إلى وفاة الفتاة نتيجة تسمم غشاء البطن ودفعت حياتها ثمنا للتقاليد.
لم يكن الأب وحده الجاني، فالمسؤولية تقع على المجتمع بأسره، الذي اختزل الشرف في غشاء، وتناسى أن هناك كثيرين ليس لهم علاقة بالشرف ولم يكن لديهم غشاء، لمحاسبتهم على أساسه، وأن الشرف أكبر وأسمى من اختزاله في غشاء بالٍ.
القصر العيني شاهدًا
هذه الحالة المأساوية حدثت بمستشفى القصر العيني، حيث أتت تلك الفتاة تشكو من آلام بالمعدة، وعند إجراء الفحص الطبي لها تبين أنها تعانى من تجمع دموي بمعدتها، سببه أن غشاء البكارة لديها من نوع يسمى في الطب " imperforate hymen" أي غشاء بدون فتحات تسمح للدم في فترة الحيض بالنزول، مما أدى لتجمع الدم الذي يشكل خطورة على الفتاة لأنه سيؤدى إلى حدوث "peritonitis " أي تسمم في غشاء المعدة ومن ثم الوفاة.
من جانبهم، أكد الأطباء، أنه لتفادي حدوث ذلك إنقاذا لحياة الفتاة لابد من إجراء فتحة صليبية، في غشاء البكاره شبيهه بعلامة "+"، وتحصل الفتاة بموجب ذلك على مستند مسجل به حالتها كمستند طبى على أنه تم فض غشاء البكارة في عملية جراحية إنقاذا للفتاة.
لكن هذا الحل رفضه الأب رغم شرح الأطباء له طبيعة الحالة وتأكيدهم على إعطائه مستند يؤكد أن فض الغشاء كان لضرورة طبية، وعلى يد الأطباء حفاظا على سمعة الفتاة، في حال زواجها، ورغم ما يحمله الأمر من خطورة على حياة ابنته رفض الأب هذا الأمر خاضعا لتقاليد قيدته ليس هو فقط بل ما زلنا جميعا رهائن وأسرى بين أيدي الكثير من الأفكار، التي أودت بحياة الكثيرين منا، ونحن على قيد الحياة.
علم الأطباء، بعد ذلك بوفاة تلك الفتاة نتيجة تسمم غشاء المعدة البروتيني، ودفعت حياتها ثمنا لأفكار لا ذنب فيها سوى أنها ولدت في مجتمع مقيد بها ولن يتخلى عنها بموتنا جميعا.
هذه الفتاة التي لم تكن الأولى، ولن تكو الأخيرة، وهي انعكاس لضحايا قتلهم المجتمع وما زال يقتلهم.
تفاصيل المرض
في هذا السياق، قال صلاح رسلان اخصائي النساء والتوليد ونقيب الأطباء بشمال سيناء، إن هذه الحالة تعانى منها الفتيات، في السن ما بين الـ 13 لـ 15 عاما، حيث تشتكى الفتاة من آلام بالمعدة؛ نتيجة عدم نزول دم الحيض، الناتج عن وجود غشاء كامل لا يحتوي على فتحات لتصريف الدم، أو وجود عيب خلقي به يمنع من نزول دم الحيض،مما ينتج عنه اختزان الدم بتجويف الرحم، ومن ثم نفخ قناة المهبل مما يتسبب في شعور الحالة بألم في المعدة والتهاب الغشاء البروتيني، ينتج عنه تورم ما بين السرة والعانة، وقد يشك الأهل بسبب هذا التورم في حمل الفتاة، ثم يعرضونها على طبيب، وبعد إجراء السونار الطبي لها يتضح أن الرحم مليء بالدم.
وأكد رسلان، أن هذه الحالة تحتاج إلى عمل فتحه في غشاء البكارة، لكى ينساب الدم من الرحم والمهبل، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة يتم عقد لجنة ثلاثية، مكونة من رئيس قسم النساء والتوليد وأكبر أثنين متخصصين بالقسم، وعلى أثر ذلك يتم إجراء العملية وإعطاء أهل الحالة خطاب رسمي من المستشفى، بأنه تم فض الغشاء بعمليه جراحية إنقاذا للفتاة.
وأضاف رسلان، أن هذه الحالة تتكرر باستمرار، ويتم إجراء العملية لأنها مسألة حياة أو موت، ولا تحتاج لإبداء الرأي، وفى حالة رفض الأهل إجراء العملية، لا توجد أية مسئولية جنائية على إدارة المستشفى، لأن الأطباء يقومون بشرح الحالة ومدى خطورتها لأهل الفتاة قبل إجراء الجراحة.
وأعرب عن تعجبه لتصرف والد الفتاة الذي رفض إجراء الجراحة، مشيرا إلى أن ذلك يعكس الجهل السائد في المجتمع، مضيفا أنه فحتى إذا تطلب الأمر عدم زواج الفتاه بسبب فض غشاء البكارة من غير المنطقي التضحية بحياتها من أجل ذلك، وتابع يمكن تفادي فض الغشاء عن طريق فتحة بحرفية تجنبا لفضه بالكامل.
أشار أخصائي النساء والتوليد، إلى أن والد الفتاة فرضت عليه العادات والتقاليد هذا التصرف لانخفاض مستواه التعليمي، الذي خاف من فض غشاء البكارة؛ اعتقادا منه أن هذا هو عنوان الشرف، رغم أن هناك كثيرون لديهم غشاء وليس لديها شرف على حد قوله.
المجتمع الجاني الأول
فيما يتعلق برأي المجلس القومي، للمرأة في هذه القضية قالت "عبير أبو العلا " مدير عام اللجان بالمجلس القومي للمرأة، إنها لا تستطيع اللوم على والد الفتاة، في ظل الجهل الذى يعانى منه المجتمع، مشيره أن موقف الوالد كان طبيعيا، في ظل مجتمع لن يعترف بأن الفتاة أجرت عملية جراحية، لفض غشاء البكارة إنقاذا لحياتها،مهما رأى الناس من شهادات طبية، وخاصة المجتمع الصعيدي، المعروف بقيمه وعاداته الخاصة به.
ووجهت أبو العلا، اللوم للمجتمع، معتبرة إياه المسئول الأول والأخير عن قتل تلك الفتاة.
وأضافت أن هناك العديد من الأفكار الموجودة بالمجتمع، تحتاج سنوات لتغيرها،من بينها ختان الإناث الذى يعتقد الكثير من الأهالى أنه إعفاف لبناتهن،متناسين أن التربية داخل الأسرة هى الأساس،وليس إجراء جراحة تتسبب في إيذاء الفتاة نفسيا وجسديا وأودت بحياة الكثيرين.
لم يخطر ببالها أن يكون سبب الألم الذى تشعر به، تجمع دموي نتيجة عدم نزول دم الحيض، ومن ثم احتباسه بالمعدة مما يتطلب عمل فتحه بغشاء البكارة تؤدي إلى فضه، وبسبب نظرة المجتمع وخوف الأب من القيود التي فرضها عليهم، إذ رفض إجراء الجراحة مما أدى إلى وفاة الفتاة نتيجة تسمم غشاء البطن ودفعت حياتها ثمنا للتقاليد.
لم يكن الأب وحده الجاني، فالمسؤولية تقع على المجتمع بأسره، الذي اختزل الشرف في غشاء، وتناسى أن هناك كثيرين ليس لهم علاقة بالشرف ولم يكن لديهم غشاء، لمحاسبتهم على أساسه، وأن الشرف أكبر وأسمى من اختزاله في غشاء بالٍ.
القصر العيني شاهدًا
هذه الحالة المأساوية حدثت بمستشفى القصر العيني، حيث أتت تلك الفتاة تشكو من آلام بالمعدة، وعند إجراء الفحص الطبي لها تبين أنها تعانى من تجمع دموي بمعدتها، سببه أن غشاء البكارة لديها من نوع يسمى في الطب " imperforate hymen" أي غشاء بدون فتحات تسمح للدم في فترة الحيض بالنزول، مما أدى لتجمع الدم الذي يشكل خطورة على الفتاة لأنه سيؤدى إلى حدوث "peritonitis " أي تسمم في غشاء المعدة ومن ثم الوفاة.
من جانبهم، أكد الأطباء، أنه لتفادي حدوث ذلك إنقاذا لحياة الفتاة لابد من إجراء فتحة صليبية، في غشاء البكاره شبيهه بعلامة "+"، وتحصل الفتاة بموجب ذلك على مستند مسجل به حالتها كمستند طبى على أنه تم فض غشاء البكارة في عملية جراحية إنقاذا للفتاة.
لكن هذا الحل رفضه الأب رغم شرح الأطباء له طبيعة الحالة وتأكيدهم على إعطائه مستند يؤكد أن فض الغشاء كان لضرورة طبية، وعلى يد الأطباء حفاظا على سمعة الفتاة، في حال زواجها، ورغم ما يحمله الأمر من خطورة على حياة ابنته رفض الأب هذا الأمر خاضعا لتقاليد قيدته ليس هو فقط بل ما زلنا جميعا رهائن وأسرى بين أيدي الكثير من الأفكار، التي أودت بحياة الكثيرين منا، ونحن على قيد الحياة.
علم الأطباء، بعد ذلك بوفاة تلك الفتاة نتيجة تسمم غشاء المعدة البروتيني، ودفعت حياتها ثمنا لأفكار لا ذنب فيها سوى أنها ولدت في مجتمع مقيد بها ولن يتخلى عنها بموتنا جميعا.
هذه الفتاة التي لم تكن الأولى، ولن تكو الأخيرة، وهي انعكاس لضحايا قتلهم المجتمع وما زال يقتلهم.
تفاصيل المرض
في هذا السياق، قال صلاح رسلان اخصائي النساء والتوليد ونقيب الأطباء بشمال سيناء، إن هذه الحالة تعانى منها الفتيات، في السن ما بين الـ 13 لـ 15 عاما، حيث تشتكى الفتاة من آلام بالمعدة؛ نتيجة عدم نزول دم الحيض، الناتج عن وجود غشاء كامل لا يحتوي على فتحات لتصريف الدم، أو وجود عيب خلقي به يمنع من نزول دم الحيض،مما ينتج عنه اختزان الدم بتجويف الرحم، ومن ثم نفخ قناة المهبل مما يتسبب في شعور الحالة بألم في المعدة والتهاب الغشاء البروتيني، ينتج عنه تورم ما بين السرة والعانة، وقد يشك الأهل بسبب هذا التورم في حمل الفتاة، ثم يعرضونها على طبيب، وبعد إجراء السونار الطبي لها يتضح أن الرحم مليء بالدم.
وأكد رسلان، أن هذه الحالة تحتاج إلى عمل فتحه في غشاء البكارة، لكى ينساب الدم من الرحم والمهبل، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة يتم عقد لجنة ثلاثية، مكونة من رئيس قسم النساء والتوليد وأكبر أثنين متخصصين بالقسم، وعلى أثر ذلك يتم إجراء العملية وإعطاء أهل الحالة خطاب رسمي من المستشفى، بأنه تم فض الغشاء بعمليه جراحية إنقاذا للفتاة.
وأضاف رسلان، أن هذه الحالة تتكرر باستمرار، ويتم إجراء العملية لأنها مسألة حياة أو موت، ولا تحتاج لإبداء الرأي، وفى حالة رفض الأهل إجراء العملية، لا توجد أية مسئولية جنائية على إدارة المستشفى، لأن الأطباء يقومون بشرح الحالة ومدى خطورتها لأهل الفتاة قبل إجراء الجراحة.
وأعرب عن تعجبه لتصرف والد الفتاة الذي رفض إجراء الجراحة، مشيرا إلى أن ذلك يعكس الجهل السائد في المجتمع، مضيفا أنه فحتى إذا تطلب الأمر عدم زواج الفتاه بسبب فض غشاء البكارة من غير المنطقي التضحية بحياتها من أجل ذلك، وتابع يمكن تفادي فض الغشاء عن طريق فتحة بحرفية تجنبا لفضه بالكامل.
أشار أخصائي النساء والتوليد، إلى أن والد الفتاة فرضت عليه العادات والتقاليد هذا التصرف لانخفاض مستواه التعليمي، الذي خاف من فض غشاء البكارة؛ اعتقادا منه أن هذا هو عنوان الشرف، رغم أن هناك كثيرون لديهم غشاء وليس لديها شرف على حد قوله.
المجتمع الجاني الأول
فيما يتعلق برأي المجلس القومي، للمرأة في هذه القضية قالت "عبير أبو العلا " مدير عام اللجان بالمجلس القومي للمرأة، إنها لا تستطيع اللوم على والد الفتاة، في ظل الجهل الذى يعانى منه المجتمع، مشيره أن موقف الوالد كان طبيعيا، في ظل مجتمع لن يعترف بأن الفتاة أجرت عملية جراحية، لفض غشاء البكارة إنقاذا لحياتها،مهما رأى الناس من شهادات طبية، وخاصة المجتمع الصعيدي، المعروف بقيمه وعاداته الخاصة به.
ووجهت أبو العلا، اللوم للمجتمع، معتبرة إياه المسئول الأول والأخير عن قتل تلك الفتاة.
وأضافت أن هناك العديد من الأفكار الموجودة بالمجتمع، تحتاج سنوات لتغيرها،من بينها ختان الإناث الذى يعتقد الكثير من الأهالى أنه إعفاف لبناتهن،متناسين أن التربية داخل الأسرة هى الأساس،وليس إجراء جراحة تتسبب في إيذاء الفتاة نفسيا وجسديا وأودت بحياة الكثيرين.