تعددت الأسباب .. "الرصيف" سرير الغلابة الحنين فى مواجهة قسوة الحياة
الأحد 08/يوليو/2018 - 12:28 م
أحمد حمدي
طباعة
"يا شعب نايم ع الرصيف وبالمقشة بتتكنس.. فيك ناس بتشقى ع الرغيف وناس بتتعب م التنس"
هكذا لخص صلاح جاهين حال المواطن المصري، الذي يسكن على الأرصفة.
في أي دولة من دول العالم يكون منظر الأشجار وأعمدة الإنارة شيئا طبيعيا، فالمكان الطبيعي لكل إنسان، أن يكون له سكن خاص أو مأوي يسكنه، يقيه من شرور الشارع وتقلبات الجو ولكن أن ترى أشخاصا يفترشون الرصيف وينامون أسفل الكباري فهذا هو المشهد الغريب.
زادت هذه الظاهرة فى الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ وأصبحت اليوم ظاهرة ثابتة، يؤكد البعض أن المتسبب فى كل ذلك مسؤولي المحافظة والبعض يؤكد أن السبب هو الظروف الاقتصادية وأعباء الحياة، قصص عديدة لأشخاص من المواطنين، الظروف المختلفة أودت بهم لحافة الرصيف، منهم من ترك حياته وجاء للرصيف هربا من الواقع المرير الذي تعرض له، ومنهم من تعرف على هذا الرصيف بعد أن فقد الثقة في أقرب الناس إليه، ومنهم من فارق حبيبًا لينتهي به الحال فى الشارع دون المبالاة للحياة وقسوتها.
"التشرد"ظاهرة تعاني منها المجتمعات الغربيّة والعربيّة على حدٍ سواء، لكن باختلاف النسب والظروف في كل دولةٍ ومجتمع، وتظهر ملامح ظاهرة التشرد بشكلٍ كبير ومخيف في الدول النامية بشكلٍ خاص إضافةً للدول المنكوبة بفعل الكوارث الطبيعيّة مثل الزلازل والفيضانات والبراكين.
"شعبان محمد" رأى زوجته فى أحضان صديقا له على فراش الزوجية، فما كان منه الا ان انهار على الأرض مغشيا عليه، وقرر ترك الحياة الطبيعية لينام فى الشارع ليل نهار دون أن يخبر أحد بذلك.
يتعرض الرجل لاعتداء البلطجية عليه من حين لآخر، خاصة مع دخول أوقات الليل، وعندما يجدون منه اعتراض يقوم بشن حفلة تعذيب عليه دون رحمة أو شفقة حتى الصباح.
"أبو عمر" رجل خمسيني نزل من محافظة أسيوط ترك محافظته هاربا من أولاده بعد أن قاموا بالحجر عليه، فجاء إلى المنيا بحثا عن المعيشة، قرر النوم بالقرب من موقف المنيا في بنى مزار ويعيش على فضلات طعام الركاب والسائقين، ومساعدة أهل الخير ممن يهدوه بطانية من جمعية خيرية تقيه من البرد القارص.
كورنيش النيل، بمحافظة المنيا تسمع العجب العجاب، فتاة تبيع مناديل نهارا وتفترش الكورنيش ليلا، تثول:"مات أبى وتزوجت أمى من آخر مدمن كان يريد أن يفعل معي الفحشاء فقمت برتك المنزل خوفا على نفسى منه.. أعمل طوال اليوم في بيع المناديل لزوار الكورنيش وفى الليل أنام تحت شجرة".
فى إحدى الشوارع الرئيسية بمدينة طنطا يجلس العديد من البسطار دون سقف يحميهم من برد الشارع، فعلى الرصيف نومتهم وأسفل الكباري ملاذهم والكلاب الضالة رفاقهم لا ينتظر العديد منهم سوى أبسط الأشياء التي تساعدهم على البقاء، ولا يحلمون بالرغد أو الثراء، ولكن بفتات الطعام والملابس الثقيلة.
على حافة ترعة المريوطية، اعتاد عشرات من العمال الفقراء أن يقضوا بقية ليلهم جثثا متراصة تنام على الرصيف، يجتاحهم برد الشتاء، يتناوبون نعاسهم القلق تحت أضواء السيارات، تقبع أهرامات الجيزة بالقرب منهم وعلى مقربة من بطونهم الخاوية تنتشر عشرات الملاهى الليلية، تهدر فيها آلاف الجنيهات تلبية لغرائز بعض المسرفين، وهكذا يشهد أبو الهول على مزيد وقائع معاناتنا نحن المصريين.
هكذا لخص صلاح جاهين حال المواطن المصري، الذي يسكن على الأرصفة.
في أي دولة من دول العالم يكون منظر الأشجار وأعمدة الإنارة شيئا طبيعيا، فالمكان الطبيعي لكل إنسان، أن يكون له سكن خاص أو مأوي يسكنه، يقيه من شرور الشارع وتقلبات الجو ولكن أن ترى أشخاصا يفترشون الرصيف وينامون أسفل الكباري فهذا هو المشهد الغريب.
زادت هذه الظاهرة فى الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ وأصبحت اليوم ظاهرة ثابتة، يؤكد البعض أن المتسبب فى كل ذلك مسؤولي المحافظة والبعض يؤكد أن السبب هو الظروف الاقتصادية وأعباء الحياة، قصص عديدة لأشخاص من المواطنين، الظروف المختلفة أودت بهم لحافة الرصيف، منهم من ترك حياته وجاء للرصيف هربا من الواقع المرير الذي تعرض له، ومنهم من تعرف على هذا الرصيف بعد أن فقد الثقة في أقرب الناس إليه، ومنهم من فارق حبيبًا لينتهي به الحال فى الشارع دون المبالاة للحياة وقسوتها.
"التشرد"ظاهرة تعاني منها المجتمعات الغربيّة والعربيّة على حدٍ سواء، لكن باختلاف النسب والظروف في كل دولةٍ ومجتمع، وتظهر ملامح ظاهرة التشرد بشكلٍ كبير ومخيف في الدول النامية بشكلٍ خاص إضافةً للدول المنكوبة بفعل الكوارث الطبيعيّة مثل الزلازل والفيضانات والبراكين.
"شعبان محمد" رأى زوجته فى أحضان صديقا له على فراش الزوجية، فما كان منه الا ان انهار على الأرض مغشيا عليه، وقرر ترك الحياة الطبيعية لينام فى الشارع ليل نهار دون أن يخبر أحد بذلك.
يتعرض الرجل لاعتداء البلطجية عليه من حين لآخر، خاصة مع دخول أوقات الليل، وعندما يجدون منه اعتراض يقوم بشن حفلة تعذيب عليه دون رحمة أو شفقة حتى الصباح.
"أبو عمر" رجل خمسيني نزل من محافظة أسيوط ترك محافظته هاربا من أولاده بعد أن قاموا بالحجر عليه، فجاء إلى المنيا بحثا عن المعيشة، قرر النوم بالقرب من موقف المنيا في بنى مزار ويعيش على فضلات طعام الركاب والسائقين، ومساعدة أهل الخير ممن يهدوه بطانية من جمعية خيرية تقيه من البرد القارص.
كورنيش النيل، بمحافظة المنيا تسمع العجب العجاب، فتاة تبيع مناديل نهارا وتفترش الكورنيش ليلا، تثول:"مات أبى وتزوجت أمى من آخر مدمن كان يريد أن يفعل معي الفحشاء فقمت برتك المنزل خوفا على نفسى منه.. أعمل طوال اليوم في بيع المناديل لزوار الكورنيش وفى الليل أنام تحت شجرة".
فى إحدى الشوارع الرئيسية بمدينة طنطا يجلس العديد من البسطار دون سقف يحميهم من برد الشارع، فعلى الرصيف نومتهم وأسفل الكباري ملاذهم والكلاب الضالة رفاقهم لا ينتظر العديد منهم سوى أبسط الأشياء التي تساعدهم على البقاء، ولا يحلمون بالرغد أو الثراء، ولكن بفتات الطعام والملابس الثقيلة.
على حافة ترعة المريوطية، اعتاد عشرات من العمال الفقراء أن يقضوا بقية ليلهم جثثا متراصة تنام على الرصيف، يجتاحهم برد الشتاء، يتناوبون نعاسهم القلق تحت أضواء السيارات، تقبع أهرامات الجيزة بالقرب منهم وعلى مقربة من بطونهم الخاوية تنتشر عشرات الملاهى الليلية، تهدر فيها آلاف الجنيهات تلبية لغرائز بعض المسرفين، وهكذا يشهد أبو الهول على مزيد وقائع معاناتنا نحن المصريين.