أروقة الجامع الأزهر .. مؤسسة منسية علمت أوروبا
الأحد 08/يوليو/2018 - 12:58 م
وسيم عفيفي
طباعة
ما بين تأسيس الأزهر كمسجدٍ للعبادة ومدرسة علمية شيعية، ثم تحويله إلى مؤسسة دينية بمنهج خاص بها على الفكر السني والبعد الصوفي والانتساب الأشعري فضلاً عن التمذهب الفقهي، صار الأزهر أكبر مؤسسة دينية رسمية إسلامية في العالم الإسلامي.
أدق وصف يمكن أن يصف حال القوة الحقيقة الذي يتسم بها الجامع الأزهر ما ذكره الكاتب عبدالله الطحاوي في سلسلة "الأزهر .. الخوذة والعمامة"؛ حيث قال "بين طموح المعز ومشروع صلاح الدين، تلوح الفكرة؛ من الفاطمية إلى الأيوبية ومن المملوكية إلى العثمانية، ولن يبقى أمامنا إلا هذا النزوح اليسير لتلك الجدران والمآذن نحو البقاء.
لماذا الأزهر وحده الذى تعرض لكل هذه التقلبات، ولماذا هو وحده الذى يصمد ولماذا هو وحده الذى يستمر؟.
أروقة وعلماء متكلمون وفقهاء ظل الأزهر يهب مصر الحضور الجليل، وتهبه مصر من ديمومتها الكثير، الإمام الأكبر للأزهر يقود الحرافيش فى طريق الحقوق والعلماء الذين يمسكون بالقلم والنبوت".
ضمن قوة الجامع الأزهر، تجيء الأروقة الأزهرية، تلك المجالس العلمية الموزعة على نطاق الجامع الأزهر لتكون مكاناً للإقامة الكاملة لمن يرغب الالتحاق بالأزهر وليس من أهل القاهرة، وسرعان ما تحولت أروقة الأزهر من مجرد "مدينة جامعية"، لتصبح مقراً لعلوم الشريعة الأصيلة والأصلية.
بلغت عدد أروقة الجامع الأزهر داخل المسجد وخارجه من فروع أكثر من 40 رواقاً تأسسوا على مدار التاريخ بقرار من سلاطين مصر، ونشأ فيها الطلاب الذين صاروا شيوخاً على يد شيوخهم، وشيئاً فشيئاً ترسخ المنهج الأزهري داخل هذه الأروقة.
البركة في الأروقة الأزهرية مفعمة بحكم التاريخ الذي مضى عليها، فضلاً عن الأجواء الإيمانية التي يمكن إدراكها من النفحات الروحانية التي اتسمت بها المؤسسة الأزهرية، ففي الرواق تكون الأصالة والمعاصرة في آنٍ واحد.
القوة الناعمة للأزهر الشريف منبعها الرواق الأزهري، حيث أن كافة العلوم الأزهرية القديمة يتم تدريسها وغالبية الحضور من الطلبة الغير مصريين، واكتسب الأزهر من تلك الأروقة نعت "المؤسسة الوسطية".
مع ظهور فكرة الجامعة كانت الفرصة ذهبية بالنسبة للجماعات الإسلامية أن تتغول في الأزهر لدرجة جعلت فروع الأزهر بمدينة نصر وكافة الكليات مفرخة للإرهاب والتطرف، عدا فرع الدراسة نظراً للقبضة الصوفية التي تتحكم في الأزهر ومناهجه.
مفارقة غريبة ذكرها المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي في كتابه " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار"، حيث قال أن بعثة أوروبية من الفرنجة كانت تدرس في الرواق الأزهري بعض العلوم الرياضية على والده الشيخ حسن الجبرتى الأزهرى، وكان هذا فى أواسط القرن الثانى عشر الهجرى الثامن عشر الميلادى، وأن هؤلاء الطلاب قد تلقوا على يدى أبيه علم الهندسة، وأهدوا إليه من مصنوعاتهم وآلاتهم، وأشياء نفيسة، ثم رجعوا إلى بلادهم، ونشروا بها ذلك العلم واستخرجوا صناعات بديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وما إلى ذلك من هذه الصناعات.
أدق وصف يمكن أن يصف حال القوة الحقيقة الذي يتسم بها الجامع الأزهر ما ذكره الكاتب عبدالله الطحاوي في سلسلة "الأزهر .. الخوذة والعمامة"؛ حيث قال "بين طموح المعز ومشروع صلاح الدين، تلوح الفكرة؛ من الفاطمية إلى الأيوبية ومن المملوكية إلى العثمانية، ولن يبقى أمامنا إلا هذا النزوح اليسير لتلك الجدران والمآذن نحو البقاء.
لماذا الأزهر وحده الذى تعرض لكل هذه التقلبات، ولماذا هو وحده الذى يصمد ولماذا هو وحده الذى يستمر؟.
أروقة وعلماء متكلمون وفقهاء ظل الأزهر يهب مصر الحضور الجليل، وتهبه مصر من ديمومتها الكثير، الإمام الأكبر للأزهر يقود الحرافيش فى طريق الحقوق والعلماء الذين يمسكون بالقلم والنبوت".
ضمن قوة الجامع الأزهر، تجيء الأروقة الأزهرية، تلك المجالس العلمية الموزعة على نطاق الجامع الأزهر لتكون مكاناً للإقامة الكاملة لمن يرغب الالتحاق بالأزهر وليس من أهل القاهرة، وسرعان ما تحولت أروقة الأزهر من مجرد "مدينة جامعية"، لتصبح مقراً لعلوم الشريعة الأصيلة والأصلية.
بلغت عدد أروقة الجامع الأزهر داخل المسجد وخارجه من فروع أكثر من 40 رواقاً تأسسوا على مدار التاريخ بقرار من سلاطين مصر، ونشأ فيها الطلاب الذين صاروا شيوخاً على يد شيوخهم، وشيئاً فشيئاً ترسخ المنهج الأزهري داخل هذه الأروقة.
البركة في الأروقة الأزهرية مفعمة بحكم التاريخ الذي مضى عليها، فضلاً عن الأجواء الإيمانية التي يمكن إدراكها من النفحات الروحانية التي اتسمت بها المؤسسة الأزهرية، ففي الرواق تكون الأصالة والمعاصرة في آنٍ واحد.
القوة الناعمة للأزهر الشريف منبعها الرواق الأزهري، حيث أن كافة العلوم الأزهرية القديمة يتم تدريسها وغالبية الحضور من الطلبة الغير مصريين، واكتسب الأزهر من تلك الأروقة نعت "المؤسسة الوسطية".
مع ظهور فكرة الجامعة كانت الفرصة ذهبية بالنسبة للجماعات الإسلامية أن تتغول في الأزهر لدرجة جعلت فروع الأزهر بمدينة نصر وكافة الكليات مفرخة للإرهاب والتطرف، عدا فرع الدراسة نظراً للقبضة الصوفية التي تتحكم في الأزهر ومناهجه.
مفارقة غريبة ذكرها المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي في كتابه " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار"، حيث قال أن بعثة أوروبية من الفرنجة كانت تدرس في الرواق الأزهري بعض العلوم الرياضية على والده الشيخ حسن الجبرتى الأزهرى، وكان هذا فى أواسط القرن الثانى عشر الهجرى الثامن عشر الميلادى، وأن هؤلاء الطلاب قد تلقوا على يدى أبيه علم الهندسة، وأهدوا إليه من مصنوعاتهم وآلاتهم، وأشياء نفيسة، ثم رجعوا إلى بلادهم، ونشروا بها ذلك العلم واستخرجوا صناعات بديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وما إلى ذلك من هذه الصناعات.