وثائق واشنطن بوست: قطر دعمت الإرهاب في سوريا وتم أسر 11 من عائلة تميم
موقف غريب وأخر عادي
لا شك أن إتباع واشنطن كافة المحاولات، وإصرارها على استغلال الفرص بشتى السبل، من
أجل ضرب العرب، هو أمر عادى، لكن ما يعد غريبا حقا، هو مساندة قطر لها، ومساعدتها
على ذلك وقبولها أن تكون هي السلاح الذي يضرب به أشقاءها من أعداء العروبة، لكن ما
كشفت عنه الصحافة الأمريكية، يؤكد أن قطر بالفعل تعد وبالا على المنطقة ككل وراعيا
أوحدا لمختلف الجماعات الإرهابية.
كشف المستور
على الرغم من أن قطر تعد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكي، سلاح قوي يساعدها على
تحقيق أحلامها وأهدافها في المنطقة العربية، إلا أن "واشنطن بوست
الأمريكية"، لم تتراجع عن كشف حقيقة خطيرة، توضح ألاعيب قطر السرية، التي
تثبت أنها داعم قوي للإرهاب في المنطقة العربية.
تعاون قطري إيراني
وفقا للوثائق التي نشرتها "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد تأكد تعاون قطر
مع عناصر من قوات إيرانية، وعناصر أخرى على علاقة بتنظيم القاعدة في سوريا، وذلك
من أجل مساعدتها على إطلاق سراح أعضاء مختطفين من العائلة
المالكة، وأفادت الصحيفة الأمريكية أنه ووفقا للمعلومات التي ربت لها، فإن هذه
العملية تم الإتفاق عليها من أجل الإفراج عن 26 شخصًا بينهم أفراد من الأسرة
الحاكمة في قطر كانوا يصطادون الصقور في جنوبي العراق في ديسمبر 2015.
شرح تفصيلي
لم يقتصر الإهتمام بما قامت به قطر على مجرد الإعلام الأمريكي فحسب، فقد كان هناك
اهتمام ملحوظ من قبل الصحافة البريطانية أيضا، وهو ما بات واضحا من خلال إهتمام كل
من "ديلي ميل" و"فانينشال تايمز"، حيث قدما كل منهما شرحا
تفصيليا كمحاولة لتوضيح ملابسات ما حدث، وأفاد أن الحدث وقع عندما اختطفت مجموعة جهادية في 16 ديسمبر 2015 قطريين
من معسكر صحراوي لصيادي الصقر في جنوب العراق، تمكنوا من الدخول بصورة
قانونية، وذلك من أجل الصيد في محافظة المثنى، والتي تقع على بعد حوالى 370 كيلومترًا، من جنوب شرق
بغداد، وهنا يكون لنا وقفة هامة، لأن هذه المنطقة، هي التي تنشط فيها الميليشيات
الشيعية وتعمل بشكل وثيق مع إيران المعروفة بتوجهها الشيعي في المذهب الديني.
أسرى الأسرة الحاكمة
قالت "فانينشال تايمز" البريطانية، أنها تمكنت من التواصل مع شخص، ممن
حضر إتمام عملية المفاوضات ودفع الفدية للإفراج عن الأسرى، مشيرة إلى أنه أكد لها
أنه ومن ضمن الأسرى 11 شخص ممن ينتموا لعائلة أل ثاني الحاكمة في قطر، كما حرصت
الصحيفة، على إضفاء رؤيتها، فهي ترى أن إتمام مثل هذه الصفقة يعزز مرة أخرى من
المخاوف بين
الدول العربية، بأن قطر تدعم الجماعات الإرهابية.
سر غضب السعودية
وفقا لما أوردته الصحف التي تمثل الإعلام الأمريكي، وغيرها مما يمثل الإعلام
البريطاني، فإن إتمام عملية صفقة الإفراج عن الأسرى لم يغضب المملكة السعودية،
وإنما أكثر ما جعلها تشعر بالاستياء، هو أن الدوحة دفعت هذه الفدية لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تقاتل في سوريا ورجال أمن
إيرانيين، مع توضيح أن مبلغ الفدية وصل إلى 700 مليون دولار وقد
تم دفعه لشخصيات
إيرانية وميليشيات محلية تدعمها إيران، لتحرير القطريين الـ26 المختطفين في العراق.
نشاط قطر الإرهابي في سوريا
أكدت وثائق "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ممثلي النظام القطري، دفعوا من 200 إلى 300
مليون دولار إلى جماعات المتطرفة في سوريا، ذهب معظمها إلى جماعة فتح الشام
المرتبطة بتنظيم القاعدة، مقابل إطلاق سراح 50 مسلّحًا شيعيًّا كانوا في قبضتهم.
تلميحات غير مباشرة
حاولت كل من "فانينشال تايمز والديلي ميل
وواشنطن بوست"، ومن خلال تغطيتهم للقضية إعطاء تلميحات غير مباشرة،
بأن كل من "حزب الله وإيران" هما الذين قاموا بإتمام عملية إختطاف هؤلاء
القطريين، حيث أفادت كل منها، أن السر وراء إحتطافهم، هو إعطاء فرص لحزب الله
وإيران للتفاوض
من أجل إطلاق سراح مقاتلين شيعة محتجزين لدى جبهة النصرة، وتمثل فرع تنظيم القاعدة
في سوريا، كما أن "فانينشال تايمز" قد تواصلت مع
شخصيات قيادية في المعارضة السورية قولها، والتي أكدت إن قطر استخدمت ترتيبات
الإجلاء لدفع مبلغ 120 إلى 140 مليون دولار لجماعة فتح الشام، فضلًا عن 80 مليون
أخرى لجماعة أخرى هي أحرار الشام.