ثورة يوليو.. كشفت خداع الإخوان وأكدت إحترام يهود مصر لـ عبدالناصر
الإخوان قبل ثورة يوليو
لابد من الإعتراف من أن الإخوان وقفوا ضد النظام الملكي، وأعربوا عن انتقادهم للأوضاع التي كانت سائدة حينذاك، والتي كانت نتاج الجهل والفساد، علاوة على إعلاء المصالح الشخصية، وبعد وقوف الإخوان ضد النظام الملكي يوحي للجميه بأن هدفهم صالح البلاد والشعب في المقام الأول، لكن للأسف.
الإخوان مع اندلاع ثورة يوليو
تظاهر الإخوان في بداية الأمر، أنهم مع ثورة يوليو، وداعمين لها ولضباط الجيش
المصري، ولحركة الضباط الأحرار، وكانت أول مفاجأة بالنسبة لهم، عندما عرفوا أن
الرئيس جمال عبد الناصر، هو المتحكم في كل شيء، نظره لأنه هو من قام بتشكيل
التنظيم، ووضع الخطط الثابتة التي تساعد على إنهاء النظام الملكي، لكنه وفي نفس
الوقت، كان من الصعب أن يظهر هو في
الصورة، كونه لم يتعد الـ36 عاما، فكان لابد من أن يظهر أمام الجميع أن
القائد، لواء ذو منصب ومكانة كبيرة في الجيش ووقع الإختيار على "محمد
نجيب"، وبعد أن تدارك الإخوان صدمة أن ناصر هو المتحكم الأول وصاحب القرار في
كل شيء، بدأوا معه في إتباع سياسة بعينها.
الصدمة التالية
حرص الرئيس جمال عبد الناصر على التواصل مع الإخوان، وكان هدفه في المقام الأول هو الوصول لنقطة تلاق معهم، لكي يصب ذلك في النهاية في صالح مصر والشعب، لكنه أكتشف هدفهم، فقد ظن المستشار القاضي، حسن اسماعيل الهضيبي، الذي تولى مسؤولية التنظيم بعد حسن البنا، أن هذا الشاب الصغير، ونظرا لصغر سنه سيكون من الممكن السيطرة عليه، وخداعه، لكن كانت الصدمة هي أن ابن الصعيد البار، كشف أغراضه، وبات على يقين من أنه يريد فرض سيطرته، وأن يكون له نصيب من إبداء القرارات
سياسة ناصر
حرص الرئيس جمال عبد الناصر، على التظاهر بالهدوء ولكي نكون أكثر دقة، فقد أتبع
سياسة التجاهل التام، ولم يحاول أن يظهر أي إهتمام، لكن كان من الصعب على الإخوان التقاعس، فعند التأكد من أنهم لن ينالوا ما يرغبونه من فرض سيطرتهم على الحكم حاولوا اغتيال ناصر في حادثة المنشية، مما يدل على أن إتباع سياسة العنف وفرض الرأي
بالقوة غاية وهدف بالنسبة لهم ومنذ أمد بعيد.
نبذة عن يهود مصر
قبل ثورة الضبّاط الأحرار عام 1952، كان اليهود جزءاً من الشعب
المصري، يسكنون بجوار الأقباط والمسلمين في سلام، لكن ومع قيام
دولة إسرائيل عقب احتلال فلسطين وهزيمة العرب 1948، إنتقل بعض اليهود من مصر
للمشاركة في احتلال فلسطين، وبناء دولتهم الدينيّة هناك.
موقف جمال عبد الناصر
لابد من الإعتراف بأن جمال عبد الناصر شعر أن اليهود يشكلون خطرا حقيقيا على مصر،
وفقا لرؤيته، فقرّر طردهم، وذلك عن طريق قانونٍ
وضعه ليقيّد عودة أي يهودي يخرج من مصر، بحيث بعد مرور 6 أشهر على خروج اليهودي،
يتمّ إسقاط الجنسيّة المصريّة عنه، وإذا عاد، تتمّ معاملته معاملة الأجانب، لكن ما سيثير الدهشة
لديك عزيز القاريء، هو ما عرف عن عشق اليهود له رغم ما فعله معهم، والأهم تعاطفهم
معه ضد الإخوان.
تعاطف يهودي ضد مؤامرات الإخوان
في العدد رقم 214 لصحيفة "الكليم" عام 1954، والتي كانت
تصدر من القاهرة بشكلٍ نصف شهري عن لجنة "الشبان الإسرائيليّين
القرائين"، تصدّرت صورة جمال عبدالناصر الغلاف بعنوان "كلمات خالدة".
وجاء
تحت العنوان أبرز ما قاله ناصر عقب محاولة اغتيالة بالإسكندرية :"أيّها
المواطنون... دمي فداؤكم، وفداء مصر، سأعيش من أجلكم وسأموت من أجل حريتكم
وكرامتكم".
سيظل جمال عبد الناصر رمزا مشرفا لكل مصري وعربي، تمكن من قلب كينونة نظام بأكمله، وأصبح أيقونة مشرفة لكل عربي على مستوى المنطقة.