داعش .. "الصليبيون الجدد" الذين اعترف التاريخ بحقارتهم في سوريا
منذ زمن
ما تعيشه سوريا الآن من أزمات وأوضاع صعبة نتمنى أن تنتهي في أقرب وقت لا يعد وليد بضعة سنوات، فهذا البلد الشامخ مر عليه العديد من الأزمات الشبيهة، والتي ربما أقوى مما هي عليه الآن، وكان من أبرزه حالات الحصار لمختلف المناطق والقرى السورية، وهو ما تعيشه سوريا الآن، وللتأكيد على حقيقة تنظيم "داعش" وأن التاريخ قد أثبتها ومنذ عقود سابقة، لابد من التذكير بأهم ما مرت به دمشق في مرحلة عصيبة من تاريخها.
حصار الصليبيين
عند قراءة لمحة عن تاريخ الصليبيون بسوريا يتضح أنهم بدأوا في
بناء معسكرهم على بعد 13 كم جنوب دمشق لينطلقوا شمالاً، ووقتها حاول الجيش الدمشقي
منعهم، لكنه أجبر على الاندحار إلى وراء الأسوار، لتبدأ عمليات كر وفر في الغوطة
السورية مما دفع جيوش الصليبية بإرسال جيش بيت المقدس للقيام بعمليات لتطهير الغوطة.
الغوطة تقع تحت وطأة الصليبيين
أصبحت الغوطة الجنوبية تحت سيطرة
الصليبيين، وبعدها تقدم كونراد ملك فرنسا
إلى الربوة ومنطقة المزة، إلا أن التعزيززات التي طلبها أنر كانت تتدفق عبر بوابات
دمشق الشمالية ونجحوا في صد الهجوم، وشن هجومات متتالية.
بين
الماضى والحاضر
لا شك أن ما سبق ذكره هو في النهاية معلومات من تاريخ سوريا، وحتى وإن كانت غير
معروف لدى الكثيرون، لكن في النهاية من السهل معرفتها من خلال الإطلاع عليها، لكن
المقصود أبعد من ذلك بكثير، حيث أننا سنجد الصليبيين يعودون من جديد، لكن في ثوب
مختلف تمامت.
حصار داعش لسوريا
يعمل مسلحي تنظيم "داعش" على حصار، العديد من المناطق والقرى المختلفة
في سوريا، ويقتلون أبناءها ورجالها، وترمل نساءها، فالذي تعيشه سوريا الآن على يد
مسلحي هذا التنظيم البربري الدموي، أفظع مما واجهوه على يد الصليبيين، والسؤال ما
هو السر؟.
داعش
ومصالح الصليبيين
تعد القوى العظمى على مستوى العالم، عبارة عن مسخ دميم للصلبيين في الماضي، فهم
أيضا يريدون فرض سيطرتهم على المنطقة العربية، ونهب ثروات دول الشرق، لكن ولأننا
الىن لسنا كالماضي، فأصبح هناك مفاوضات دولية ومؤسسات تضع مواثيق وقوانين يستلزم
السير على نهجها ومن يحاول إختراقها يعد منتهكا لها شكلا ومضمونا، بات من الصعب
تنفيذ مخططاتهم الشيطانية ضد دول المنطقة العربية، لذلك عملوا على تشكيل مثل هذه
الجماعات الإرهابية المسلحة لتنفيذ أغراضهم.
نقطة
نظام
عند الإطلاع على مواقف الصليبيين، ومخططاتهم حيال دول الشرق، وعند مقارنتها
بتصرفات التنظيمات الإرهابية الحالية، يتأكد لنا أن "داعش وطالبان
والقاعدة" وغيرها من التنظيمات، هم والصليبيين وجهان لعملة واحدة ولا يوجد أي
فرق بينهما في أي شيء، إذا أعترف التاريخ وقبل الميلاد بحقيقة "داعش"
وكأنه يريد أن ينبهنا وللأسف لا يزال الكثيرون منا عاجز عن الانتباه، أو تفادي
الخطر.