"المعلم عجوة" المزارع الذي أقنع محمد علي بأن المصريين عباقرة في الهندسة
الأحد 29/يوليو/2018 - 05:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
لو أنت طالب في كلية الهندسة ربما ستفهم لماذا لم يكره الطلاب الجامعيين تلك الكلية، فهي 14 قسم ومدة الدراسة فيها إن كانت أقل نسبياً من كلية الطب لكنها تمتاز بصعوبة المناهج أولاً فضلاً عن الامتحانات وتشعب الأقسام التي يكون لها أحياناً صلة بالفيزياء.
أبرز معلومة طريفة في كلية الهندسة ترجع إلى تاريخها، وبناءاً على هذا التاريخ لك أن تتخيل إجابة طالب في الهندسة على سؤال "ماذا تقول للمعلم عجوة الذي كان سبباً في بلاءك بالدراسة داخل كلية الهندسة" ؟.
يبدأ التعليم بالهندسة، هكذا كانت وجهة نظر الباشا محمد علي، لكن لم يكن هو صاحب الفكرة، إنما تأثر بشخصية المعلم حسين شلبي عجوة، والذي بسببه ظهرت كلية الهندسة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، وربما كانت هي الأولى في النهضة التعليمية التي شهدتها مصر في عصر محمد علي.
أبرز معلومة طريفة في كلية الهندسة ترجع إلى تاريخها، وبناءاً على هذا التاريخ لك أن تتخيل إجابة طالب في الهندسة على سؤال "ماذا تقول للمعلم عجوة الذي كان سبباً في بلاءك بالدراسة داخل كلية الهندسة" ؟.
يبدأ التعليم بالهندسة، هكذا كانت وجهة نظر الباشا محمد علي، لكن لم يكن هو صاحب الفكرة، إنما تأثر بشخصية المعلم حسين شلبي عجوة، والذي بسببه ظهرت كلية الهندسة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، وربما كانت هي الأولى في النهضة التعليمية التي شهدتها مصر في عصر محمد علي.
الجبرتي
تأسست مدرسة المهندسخانة في القلعة عام 1816 م، بهدف إعداد المتخصصين في المساحة ثم افتتح لها فرع في بولاق عام 1834 لتخريج المتخصصين الفنيين للعمل في المشروعات المدنية والعسكرية على السواء.
بسبب المعلم حسين شلبي عجوة اقتنع محمد علي بأن المصريين عباقرة في الهندسة، بل وصلت قناعة محمد علي لدرجة تصوره أن المصريين أكثر عبقريةً من الأجانب في الهندسة.
تعود قصة حسين شلبي عجوة، إلى تاريخ الجبرتي، حيث اخترع آلة لضرب الأرز وتحسين لونه وقدم نموذجاً لمحمد علي باشا والذي أعجب بها وأعطاه مكافأة عليها، ثم أمر بتركيبها في دمياط، وإنشاء واحدة أخرى في رشيد، وبالتالي ظهرت فكرة تأسيس المهندس خانة.
بسبب المعلم حسين شلبي عجوة اقتنع محمد علي بأن المصريين عباقرة في الهندسة، بل وصلت قناعة محمد علي لدرجة تصوره أن المصريين أكثر عبقريةً من الأجانب في الهندسة.
تعود قصة حسين شلبي عجوة، إلى تاريخ الجبرتي، حيث اخترع آلة لضرب الأرز وتحسين لونه وقدم نموذجاً لمحمد علي باشا والذي أعجب بها وأعطاه مكافأة عليها، ثم أمر بتركيبها في دمياط، وإنشاء واحدة أخرى في رشيد، وبالتالي ظهرت فكرة تأسيس المهندس خانة.
ويقول الجبرتي في تاريخه "إن الباشا لما رأى هذه النكتة من حسين شلبي هذا قال إان في أولاد مصر نجابة وقابلية للمعرفة، فأمر ببناء مكتب (مدرسة) بحوش السرايا (بالقلعة) ورتب فيه جملة من أولاد البلد، ومماليك الباشا، وجعل معلمهم حسن أفندي المعروف بالدرويش الموصلي، يقرر لهم قواعد الحساب والهندسة وعلم المقادير والقياسات، والارتفاعات، واستخرج المجهولات مع مشاركة شخص رومي (تركي) يقال له روح الدين افندي، بل وأشخاصا من الافرنج، وأحضر لهم آلات هندسية متنوعة من أشغال الانجليز يأخذون بها الأبعاد والارتفاعات والمساحة، ورتب لهم شهريات وكساوى في السنة، واستمروا على الاجتماع بهذا المكتب، وسموه مهندسخانة، في كل يوم من الصباح إلى بعد الظهيرة، ثم ينزلون إلى بيوتهم ويخرجون في بعض الأيام إلى الخلاء لتعلم مساحات الأراضي وقياساتها بالاقصاب وهو الغرض المقصود للباشا".
عبدالرحمن الرافعي
يعلق عبدالرحمن الرافعي على رواية الجبرتي، أن مدرسة المهندس خانة هي أول مدرسة عالية أنشئت في عصر محمد علي، وكان التعليم فيها مجانيا، ويحصل من رواية الجبرتي أن مدرسة الهندسة كان بها مدرسون من الافرنج، ولعل هذه المدرسة هي التي يشير إليها الأمر الصادر من محمد علي باشا بتاريخ 12سبتمبر سنة 1820 م، إلى كتخدا بك بتعيين معلم في اللغة الإيطالية، لكن محمد علي لاحقاً أصدر فرمانه بتسريح الأجانب في المهندسة خانة والإبقاء على المصريين.