"بوابة المواطن" .. تفتح أخطر ملف يهدد الرياضة المصرية.. "التجنيس" يقضي على المواهب والمسئولين في عالم آخر
جشع اللاعبين يدفعهم للهروب من جحيم الإهمال
.
ناقوس خطر جديد يدق أبواب الرياضة المصرية.
التفكير المادي يُسيطر على اللاعبين.
مسئولي الرياضة السبب في اتجاه اللاعبين للتجنيس.
أشعلت أزمة تجنيس محمود فوزي لاعب منتخب
مصر للمصارعة نيران مسئولي الرياضة المصرية مجددا، بعدما كان هذا الملف على وشك النسيان،
لتطرح الأزمة سؤال هام للمسئولين عن السبب الرئيسي في قبول بعض اللاعبين التجنيس واللعب
لبلد آخر هل هو الإهمال أم سوء التقدير المادي والمعنوي؟ أشياء كثيرة أخرى وأسئلة تجوب
وجدان المسئولين،ر وتحوّل التجنيس إلى شبح يطارد الألعاب الفردية فى الفترة الأخيرة
وخطف أبطال مصر المرشحين لنيل الميداليات في المنافسات الأولمبية.
إهمال المسئولين للاعبين المميزين وتجاهل
وجود عدد كبير من اللاعبين أصحاب المواهب والقدارت العالية والذين يحققون ميداليات
متنوعة على المستوى الدولى، فتح باب الاهتمام بهم من خلال الدول الأوروبية والعربية
لتجنيسهم وإغرائهم للعب باسمهم فى البطولات والمحافل الدولية المقبلة بالماديات تارة
والتقدير المعنوي تارة أخرى.
الإهمال:
وفي هذا الشأن يقول محمود محجوب رئيس اتحاد رفع الأثقال:" إنه لابد من وضع ضوابط لما يحدث، بالإضافة لرعاية الأبطال المصريين وموهبتهم في مختلف اللعبات، واستشهد محجوب بواقعة تم فيها تجاهل محمد إحسان لاعب منتخب مصر لرفع الاثقال، وتأخرت موافقة وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية على سفره إلى ألمانيا لتشخيص إصابته لأكثر من عام ونصف الإصابة، على الرغم من إرسال مذكرة إلى الوزارة واللجنة الأولمبية للمطالبة بتحمل تكاليف سفره للخارج، خصوصًا أن إصابته تسببت فى غيابه عن المشاركات الدولية والأولمبية.
وتابع:" فى رفع الأثقال شهدت حالات كثيرة مماثلة للاعبين الذين خرجوا من أجل التجنيس، كفارس حسونة، بطل مصر في لعبة رفع الأثقال ونجل أحد نجوم اللعبة السابق إبراهيم حسونة والذي تم تجنيسه في قطر، وفاز بالعديد من الميداليات معهم.
التفكير المادي:
يقول يحيي يوسف المدير الفني لفريق الأهلي لكرة اليد مواليد 2000، إن التفكير المادي يسيطر على اللاعبين الذين يفضلون اللعب لمنتخب أخر غير منتخب بلادهم من أجل الأموال، مطالبا بوضع ضوابط وقوانين للسيطرة على هذا الموضوع، خاصة أنها أصبحت ظاهرة يتباهى بها اللاعبون، ويسعى إليها أولياء الأمور وبعض المدربين والإداريين في الأندية، ولابد من تعاون الجميع، سواء وزارة الرياضة أو اللجنة الأولمبية والاتحادات.
وأكمل:" لابد من تغيير النظام في الفيفا ليصبح مثل كرة القدم، اللاعب الذي يشارك مع منتخب بلاده لايجوز له اللعب لمنتخب أخر.
وكان حسن عواض نجم الأهلي قد حصل على الجنسية القطرية وشارك ضد منتخب مصر في مباراة رسمية، على الرغم من مشاركته مع الفراعنة من قبل.
ودافع حسن عواض أبن عائلة عواض الشهيرة في كرة اليد المصرية والتي أنجبت العديد من المواهب عن لعبه لمنتخب قطر قائلا:" لست خائنا كوني لعبت لمنتخب أخر أنا مصري أبا عن جدا، وأعشق تراب مصر ولكن هذه مجرد مهنة بالنسبة لي وقمت بذلك من أجل تأمين مستقبل أولادي، اذا قمت بسؤال أي لاعب باستثناء سيقول لك أن هذه اللعبة راتبها لايكفي لأسرة من فردين الآن.
وفي واقع الأمر في كرة اليد أن الأمر لم يقتصر على عواض، بل انضم للقائمة 4 لاعبين مصريين بالمنتخب القطرى تم تجنسيهم، هم: محمود زكى حسب الله وأحمد عبدالحق وعبدالرحمن عبده وأحمد مجدى، أحمد رجب مرجان لاعب سبورتنج السابق ومنتخب مصر للناشئين.
المصارعة لا تستفيد من أخطاء الماضي:
وعلى غرار أزمة محمود فوزي الذي تم إيقافه منذ أيام من الاتحاد الدولي للمصارعة، رفض كرم جابر لاعب منتخب مصر للمصارعة اللعب لمنتخب أمريكا بعد حصوله على الميدالية الذهبية لمصر في أولمبياد أثينا 2004، وقال كرم جابر:" شرف تمثيل منتخب مصر لا تضاهيه أموال الدنيا، ورفضت الجنسية الأمريكية رغم ما واجهته من أزمات، ومستعد لعودة للعب والمنافسة على ميدالية جديدة في الأولمبياد المقبل من أجل بلادي، مشيرا إلى أنه طالب مجالس إدارات الاتحادات الرياضية باحتواء أزمات اللاعبين بدلاً من تصعيدها، حتى لا يفكروا في الرحيل واللعب باسم دولة أخرى.
ومنذ عام تقريبا تم تجنيس طارق عبد السلام لاعب منتخب المصارعة السابق وحصل على الجنسية البلغارية، بعدما رفض الاتحاد علاجه من الإصابة التى تعرض لها، فتوجه إلى بلغاريا وعمل بائع شاورما بجانب التدريبات وتم تجنيسه لينجح فى الفوز بالميدالية الذهبية ببطولة أوروبا التى أقيمت فى صربيا، بعد تغلبه على بطل روسيا تشينجيز لا نودى بازانوف، فى المباراة النهائية بنتيجة 4-1 لوزن تحت 75 كجم، لكنه رفع علم بلغاريا بدلا من العلم المصرى بسبب تعنت مسئولى الاتحاد رغم تصريحاته بأنه كان يتمنى أن يرفع علم مصر.
فيما كانت البداية مع محمد عبد الفتاح بوجى لاعب منتخب المصارعة، الذى لعب باسم منتخب البحرين، والغريب أنه نشر موفقة الاتحاد وقتها على تمثيل المنتخب البحريني، قبل أن يتوجه إلى أمريكا حيث يعمل حاليا مدربا للمنتخب الأمريكي.
فشل المسئولين في احتواء المواهب وغياب القوانين التي تردع التجنيس:
قال المستشار خالد زين الدين رئيس اللجنة الاولمبية السابق، إن من أبرز أسباب لجوء اللاعبين إلى التجنيس هو الفشل الذريع لمسئولي الرياضة في توفير سبل الدعم للأبطال، بينما على الجانب الأخر يتم الاهتمام بهم فى الخارج، بالإضافة لعدم تقديرهم ماديًا، إضافة إلى الامتيازات التى يحصلون عليها بعد حصولهم على جنسيات أخرى والشهرة العالمية والإشادة الدولية بهم مقابل عدم الاهتمام بهم فى مصر وتوفير أقل الإمكانات.
وأكمل:" إنه يجب على وزارة الرياضة، واللجنة الأوليمبية، ومسئولى الاتحادات، التعاون فى تشكيل لجنة مشتركة لبحث الأزمات والمشاكل التى تواجه اللاعبين مع عمل جواز سفر رياضى يمنع هروب اللاعبين، ويتم تجديده بالقرارات الوزارية، أو عمل جواز سفر مجمع للاعبى المنتخب، على أن يكون له مدة محددة بامتيازات تسهل استخراج التأشيرات داخل السفارات ويكون للاتحاد حق الاحتفاظ به".
وتابع:" أطالب المسئولين بوضع قوانين رادعة بسحب الجنسية المصرية من أي لاعب يلعب لمنتخب أخر غير منتخب مصر مقابل المال، بالإضافة لدعمهم بشكل مناسب".
في النهاية أصبح لزاما على المسئولين إعادة النظر في أزمة التجنيس، ومحاولة احتواء اللاعبين والمواهب الرياضية، ودعمهم بشتى الطرق من أجل الحصول على ميدالية أولمبية.