"بوابة المواطن" بين معارض الأثاث في دمياط .. الأسعار وراء تراجع المبيعات والجميع ينتظر "فيرنكس"

الخميس 02/أغسطس/2018 - 08:02 ص

هيثم عبد الرازق

لم تكن هذه هى المرة الأولى التي نتحدث فيها عن ارتفاع أسعار خامات صناعة الأثاث بدمياط، وأيضًا لم تكن الأخيرة، خاصة مع عجز المسئولين مواجهة التجار، والذين استولوا على السوق تاركين العناء لصناع الأثاث بالمحافظة.

مشكلة دائمة ومستدامة عانى منها صناع الأثاث بدمياط فترات من الزمن، وفي كل مرة تشهد ارتفاع الأسعار الخاص بخامات التصنيع على عجز المسئولين، وانهيار الصناعة رويدًا رويدًا حتى اندثرت فلم تعد دمياط قلعة صناعة الأثاث كسابق عهدها ولم يعد الأثاث الدمياطى يمتاز بمتانة المعهودة فكانت هجمات الأسعار وفشل الصناع فى مواجهتها الفضل وراء ذلك.

كما أن ظهور بعض المحافظات الأخرى على السطح أدى إلى صعوبة المنافسة، تحتدم الأمر شيئًا فشيئًا، وأمام هذه التحديات تتحرك الدولة نحو الحلول غير التقليدية ولكن ارتفاع الخامات يداهم الجميع، وفى السطور القادمة وتجولت "بوابة المواطن" الإخبارية، تكشف أسرار سوق الخشب الدمياطى.

-كيانات كرتونية ولا عزاء للعمال.

تعددت الكيانات العمالية على أرض دمياط، والتى طالبت بتخفيض أسعار الخامات أكثر من مرة، ولكن دون جدوى بل لم يتمكنوا من تقديم حلول جذرية للقضاء على تلك المشكلة بل تركوا قضايا العمال وانصرفوا إلى التقاط الصور التذكارية وإصدار البيانات، ناهيك عن احتدام الصراع فيما بينهم، بل تجلى فشل تلك الكيانات لعدم قدرتهم فى الحصول على أبسط الحقوق لصناع الأثاث بالمحافظة، فصانع الأثاث بدمياط عامل دون تأمين صحي ولا معاش، ولا تأمين إجتماعى، ببساطة هو "عامل بدون حقوق"، ولن تعترف به الدولة حتى الآن.

تسبب استمرار تلك الأزمة فى زيادة الإحتقان بين صفوف نجارين دمياط، واضطرار أغلبهم لغلق ورشته الصغيرة والخروج بحثًا عن "لقمة العيش" بأى مكان آخر، بل ووصل الأمر إلى ترك الصناعة نفسها والبحث عن عمل آخر أكثر أمانًا ليبتعدوا عن يد المتاجرين بهم.

- نواب دمياط يفشلون فى إحتواء الأزمة.

وجاء دور نواب دمياط ليكمل سلسلة الفشل بهذا الأمر، فلم يقدم أحدهم شيئا ملموسا فى هذا، اللهم بعض المعارض التي تأتى لتسويق المنتج دون النظر لمعاناة الصانع أثناء خروج المنتج نفسه.

9 نواب تمتلكها دمياط بينهم وكيل لجنة الصناعة، ولم يتقدم منهم أحدًا لمواجهة الارتفاع الجنونى لأسعار الخامات والتى تهدد بقاء صناعة الأثاث وصناعها على حد السواء.

وبالرغم من محاولات الدكتور إسماعيل طه، محافظ دمياط، ولقائه بتجار الأخشاب والخامات أكثر من مرة إلا أن الأمر لن ينتهى، ولم تلقى تلك اللقاءات بثمارها، بل زادت من أوجاع الصناع، فقد ارتفع سعر متر الخشب من 550 جنيه إلى 750 جنيه، فيما ارتفع سعر لوح الأبلكاش إلى 115 جنيه، بعدما كان سعره 70 جنيها، والسبب هو عدم استقرار الدولار وكأن الدولة منحت هؤلاء التجار الرخصة لإغتيال الصناعة وصانعيها.

- معارض الصندوق الإجتماعى ليست حل.

وجد البعض أن معارض الصندوق الإجتماعى والتى أنطلقت نهاية العام الماضى برعاية المحافظة، ليست الحل أمام ارتفاع الأسعار، فقد يعيق ارتفاع الأسعار خروج المنتج مما جعل تلك المعارض رغم نجاحها، مجرد مرحلة تسويقية فقط بينما تظل المعاناة قائمة بشكل يومي.

وفى سياق متصل أكد أهل المهنة أن المهنة تواجه خطرًا غير مسبوق، حيث أكد عطا منصور عامل، قفلت ورشتى وبدور على شغل تانى، بسبب ارتفاع سعر الخامة، ساردًا أن ما يواجهه صناع الأثاث أمر فوق الاحتمال.

بينما أكد محمد عبد الرازق، أن التاجر استباح دم الصناع، قائلًا:"بنشتغل عند التاجر، وبياخوا من قوتنا عشان يبنوا العمارات، ولا حد سأل فينا".

وقال أحمد عطوط، "ما سمعناش عن كيانات عمالية عملت حاجه للعمال، لافتًا إلى أن الكل يعمل لصالح نفسه ومصالحه الشخصية دون النظر للعمال نهائيًا.

- "فيرنكس دمياط" أمل الجميع للخروج من عنق الزجاجة.

ينتظر الجميع انطلاق معرض "فيرنكس دمياط" والمقرر اقامته منتصف سبتمبر القادم، بمدينة الأثاث، وتعود أهمية المعرض إلى احتوائه على أكثر من 70 دولة من العاملين فى مجال الأثاث حول العالم، مما يتيح فرصه جيدة أمام حركة التصدير وعزو الدمايطة للسوق الأوروربى.

الكل يتكاتف من أجل إنجاح المعرض، مبادرات يتم إطلاقها لصالح صغار الصناع، وتسهيلات تحمتلها شركة دمياط للأثاث لتحفيز العارضين، بينما تظل لجنة اختيار المعروضات هى ما تمتلك كقاليد الأمور خاصة وأنها المفوضة فى إختيار المشاركين.

استكمل "المواطن"، جولتها بين معارض دمياط، فقال أحمد السلوت أنا بقالى شهرين ما بنبعش، السوق واقف ومش عارفين السبب، ومحتاجين فعلًا أفكار جديدة تجذب المشتري، بينما أرجع وائل عباس أسباب تراجع المبيعات إلى ما يقدمه "السماسرة" من صورة سيئة لأبناء دمياط، مشيرًا إلى أن تلك الظاهرة كفيلة بتغير وجهة نظر الزبون فى السوق الدمياطى من الأساس.

وأكد السيد الدعدع، أن غلاء الخامات وارتفاع المعيشة وراء تراجع حجم المبيعات، لافتًا إلى أن أسعار الخامات ترتفع بشكل جنونى دون رادع، وأضاف قائلًا: "بنزود على الزبون غصب عننا، الخامات بتزيد كل يوم ومحدش عارف السبب وده كفيل يخلينا ما بنبعش زى الأول".

وفى هذا الأمر أكد محمد الزينى، رئيس الغرفة التجارية بدمياط، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن الأمر تم طرحه أمام المسئولين، لافتًا إلى أن وزارة التجارة والصناعة تبحث إمكانية التصدى لتلك الأسعار، موضحًا أنه على الجميع التعاون من أجل الوصول لما نريد.

وأضاف رئيس الغرفة التجارية بدمياط، أننا بصدد إصدار قوانين ستسهم فى تطوير الصناعة وتقديم التسهيلات اللازمة لها، موضحًا أن أمر ارتفاع أسعار الخامات أمرًا شائكًا ويجب معاونة الجميع كى نتخطاه، فضلًا عن ضرورة استقرار الأوضاع الاقتصادية لضمان نجاح الأمر.

وألفت "الزينى"، إلى أهمية الالتفاف حول معرض "فيرنكس"لما يحتويه من فرص حقيقية لتنمية الصناعة، وتغذية السوق الدمياطى، مشيرًا إلى أن هذا الأمر أولى الخطوات الحقيقية التى تمت على أرض دمياط بهدف ترويج الأثاث الدمياطى عالميا.

وأشاد رئيس الغرفة التجارية بدمياط، بالصانع الدمياطى قائلًا: "نمتلك أيدى عاملة على أعلى مستوى، لديها القدرة على التحدى واجتياز كافة الاختبارات التى يحتاجها السوق، ولكننا كنا نفتقد للطريق السليم الذى نسلكه و"فينكس" سيسهم فى تجاوز هذا الأمر.