بعد دموع دعاء فاروق .. علماء لـ "بوابة المواطن" يجيبون: هل ظلم الإسلام المرأة ؟
الجمعة 10/أغسطس/2018 - 09:34 ص
إسلام مصطفى
طباعة
صراع دائم يدور داخل كل أنثى مسلمة بالغة، خصوصًا فيما يتعلق باللباس والزينة وما إلى ذلك، هذا الصراع له جذور متأصلة منذ آلاف السنين، ولكن كل فترة يطل علينا حدث بعينه يزيل الغبار العالق من فوق ذلك الصراع، وهذه المرة ما سلط الضوء على ذلك الصراع كان الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي للإعلامية دعاء فاروق خلال برنامجها "اسأل مع دعاء"، خلال محاورتها للشيخ أشرف الفيل، للرد على سؤال إحدى المتصلات التي تساءلت عن حكم الشرع في تزين المرأة خارج منزلها.
وكانت المفاجأة التي فجرتها الإعلامية دعاء فاروق بالرد على المتصلة، بأنه لا حرج في أن تضعي مكياجًا خفيفًا يخفي العيوب، وما كان من الشيخ إلا أن يقاطعها قائلًا: لا يجوز شرعًا، فانتفضت دعاء مجسدة الصراع الذي يدور داخل كل امرأة مسلمة، والمتبلور في أن الدين يكبت المرأة ويحرمها من أن تظهر بصورة جميلة، ولاسيما أن التفاسير التي جاءت في آية "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منهن"، يتمحور حول تحريم وضع المرأة للمكياج، وأنها لا تظهر أي زينة منها مطلقًا.
فكما تساءلت دعاء بدموع القهرة، تتساءل العديد من النساء، هل يرضي الله أن يظهر الرجل في أحسن مظهر، في حين أنه محرمًا على المرأة أن تحاول من تحسين مظهرها، والحقيقة أن هذا التساؤل يُثار في أذهان الكثير من المسلمات، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، هل الله هو ذلك الكائن السادي الذي سيعذب المرأة لمجرد أنها فكرت في أن تتزين؟ والإجابة على هذا التساؤل تدفعنا إلى البحث في الآراء الفقهية في مسألة زينة المرأة، وأؤكد أنها آراء فقهية، لاسيما وأن البعض يتساءل أين الآيات التي حرم فيها الله على المرأة وضع المكياج، وأوضح فيها أن عقابها سيكون الزج بها في جهنم لمجرد القيام بذلك؟
وفيما يتعلق بزي المرأة وزينتها، كانت تلك الإجابة من أرشيف دار الإفتاء المصرية والذي ورد فيه أنه من الواجب أن يكون زي المرأة المسلمة ساترًا لجميع عورة الحرة المسلمة، بشرط ألا يكون شفافًا أو واصفًا أو قصيرًا، وأن يكون سميكًا، بحيث لا يجعل المرأة كاسية عارية، كما يجب أن يكون فضفاضًا، حيث أن الضيق لا يستر، فضلًا عن أنه يجب ألا يكون مُعطرًا، كما أن الساتر للعورة فرضًا ألا يكون زينة في نفسه كالباروكة أو التاج.
كل هذه الشروط المجحفة ما دفعت دعاء فاروق إلى إظهار الصراع الداخلي الدائر بداخلها، إلا أن ردود رجال الدين دائمًا تتبلور في أن حجاب المرأة ولبسها الشرعي الذي يغطيها من رأسها حتى قدمها إلا الوجه والكفين، فيه من الجمال والتشبث بالدين ما يكرم المرأة بناءً على ما جاءت به الشريعة، وأن جمال المرأة في احتشامها وليس العري والتبرج على حد وصفهم، مُدللين على رأيهم ذلك، بالآيه رقم 59 من سورة الأحزاب وفيها يقول الله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا".
والغريب في تلك الفتوى أن رد دار الإفتاء جاء فيه، "قفي أيتها الفتاة وحكمي عقلك أما اثنتين: إحداهما تغطي شعرها وتستر جسدها، والأخرى شعرها منفوش وجسدها عار، فأي الفتاتين أجمل وأكمل؟"
وكانت المفاجأة التي فجرتها الإعلامية دعاء فاروق بالرد على المتصلة، بأنه لا حرج في أن تضعي مكياجًا خفيفًا يخفي العيوب، وما كان من الشيخ إلا أن يقاطعها قائلًا: لا يجوز شرعًا، فانتفضت دعاء مجسدة الصراع الذي يدور داخل كل امرأة مسلمة، والمتبلور في أن الدين يكبت المرأة ويحرمها من أن تظهر بصورة جميلة، ولاسيما أن التفاسير التي جاءت في آية "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منهن"، يتمحور حول تحريم وضع المرأة للمكياج، وأنها لا تظهر أي زينة منها مطلقًا.
فكما تساءلت دعاء بدموع القهرة، تتساءل العديد من النساء، هل يرضي الله أن يظهر الرجل في أحسن مظهر، في حين أنه محرمًا على المرأة أن تحاول من تحسين مظهرها، والحقيقة أن هذا التساؤل يُثار في أذهان الكثير من المسلمات، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، هل الله هو ذلك الكائن السادي الذي سيعذب المرأة لمجرد أنها فكرت في أن تتزين؟ والإجابة على هذا التساؤل تدفعنا إلى البحث في الآراء الفقهية في مسألة زينة المرأة، وأؤكد أنها آراء فقهية، لاسيما وأن البعض يتساءل أين الآيات التي حرم فيها الله على المرأة وضع المكياج، وأوضح فيها أن عقابها سيكون الزج بها في جهنم لمجرد القيام بذلك؟
وفيما يتعلق بزي المرأة وزينتها، كانت تلك الإجابة من أرشيف دار الإفتاء المصرية والذي ورد فيه أنه من الواجب أن يكون زي المرأة المسلمة ساترًا لجميع عورة الحرة المسلمة، بشرط ألا يكون شفافًا أو واصفًا أو قصيرًا، وأن يكون سميكًا، بحيث لا يجعل المرأة كاسية عارية، كما يجب أن يكون فضفاضًا، حيث أن الضيق لا يستر، فضلًا عن أنه يجب ألا يكون مُعطرًا، كما أن الساتر للعورة فرضًا ألا يكون زينة في نفسه كالباروكة أو التاج.
كل هذه الشروط المجحفة ما دفعت دعاء فاروق إلى إظهار الصراع الداخلي الدائر بداخلها، إلا أن ردود رجال الدين دائمًا تتبلور في أن حجاب المرأة ولبسها الشرعي الذي يغطيها من رأسها حتى قدمها إلا الوجه والكفين، فيه من الجمال والتشبث بالدين ما يكرم المرأة بناءً على ما جاءت به الشريعة، وأن جمال المرأة في احتشامها وليس العري والتبرج على حد وصفهم، مُدللين على رأيهم ذلك، بالآيه رقم 59 من سورة الأحزاب وفيها يقول الله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا".
والغريب في تلك الفتوى أن رد دار الإفتاء جاء فيه، "قفي أيتها الفتاة وحكمي عقلك أما اثنتين: إحداهما تغطي شعرها وتستر جسدها، والأخرى شعرها منفوش وجسدها عار، فأي الفتاتين أجمل وأكمل؟"
الزينة للمرأة والرجل
د. سعد الهلالي
وفي هذا السياق قال أستاذ الفقه المُقارن بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، إن الفتوى لا تُلزم الإنسان، إنما تُلزم صاحبها، وعلى كل شخص أن يفهم القرآن الكريم كما يريد ويخرج برأي يرضي ضميره.
وأضاف الهلالي في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" أن الله عندما قال: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" قصد بها الرجل والمرأة، موضحًا أن آية، "ولا يُبدين زينتهن إلا لبعولتهن.." إلى آخر الآية فعلى كل فرد أن يفسر التفسير المناسب؛ بمعنى أن توضيح الزينة المخصصة للزوج أو للأخ وغيره.
ولفت إلى أن الله تطرق للأمر في الآيات بألفاظ مجملة، وترك التفصيل لكل إنسان يقرأ الآيات، وذلك لأن الله يقول "وكل إنسان ألزمناه طائره بعنقه"، موضحًا أن أي رجل دين إن جاء بتفسير على اعتبار أنه كلام الله فهو كاذب، فلا أنا ولا الأزهر ولا أي مخلوق يعرف مراد الله.
وأوضح الهلالي أن جملة "إلا ما ظهر منها"، جاءت مجملة، ولها ثلاث تفسيرات وعلى فرد أن يأخذ ما يتماشى معه، "لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، ضرورة أو حاجة أو عرفًا، تم إضافتها لتفسير المجمل.
وعن دموع دعاء فاروق قال الهلالي: أن أي فرد يلتزم بفتوى تحدث بداخله صراع وتقيده يكون منافقًا لنفسه، خصوصًا وأن الفتاوى لا تلزم الناس، إنما هي آراء، ودعا إلى فك إلزام الفتوى عن الناس.
والحقيقة آيات الحجاب التي يُقر بها رجال الدين فرضية الحجاب هي نفس الآيات التي يرى البعض لها تفسير آخر وفيه ينفون فرضية الحجاب أيضًا، ومسألة فرضية الحجاب والزينة حولها الكثير من الاختلافات بدليل رأي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سعد الدين الهلالي، في هذه المسألة والذي لطالما أثار الجدل حوله، حيث قال الهلالي في تصريحات متلفزة، أن الله سبحانه وتعالى لم يحسم قضية الحجاب، مُدللًا على كلامه بأن الآية 31 من سورة النور والتي تقول "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ"، لم تحدد في الأساس الزينة التي يجب أن تبديها المرأة.
وأكد الهلالي في تصريحاته أن جملة "إلا ما ظهر منها"، مجهولة وأن القرآن لم يحدد شئ بعينه، حتى أن الآية 59 من سورة الأحزاب أيضًا غير محددة.
هل سيحاسب الله المرأة المسلمة على شيء لم يحدده بالقرآن الكريم ؟
أحمد كريمة
رفض الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، التعقيب على الأمر، خصوصًا فيما يتعلق بقول بالتساؤل الذي يدور حول فكرة، أن الله سبحانه وتعالى سيترك كل شيء ويلقي المرأة في جهنم بسبب هذه الأشياء الصغيرة، معللًا ذلك بأنه من الواجب عند الاستفسار عن الأشياء المتعلقة بالشرع أو في الأمور التي تخص الخالق أن يكون مهذبًا، واتهم المُتسائلين بالكفر لمجرد أن الأسلوب لم يعجبه.
ومن جانبه نفى الهلالي أن يكون الإسلام المرأة، لا دخل للإسلام بظلم المرأة في هذه الجزئية على الإطلاق، مُشيرًا إلى أنه لا يوجد حكم شرعي يُلزم المرأة بزي معين أو عدم إبداء الزينة.
وأوضح الهلالي في تصريح خاص لـ"المواطن"، ما جاء بالقرآن الكريم ما هو إلا هديًا، كما قال الله سبحانه وتعالى، في الآيات الكريمة التي تقول: "شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هُدى للناس"، و"ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين"، مُشددًا على أن الله لو أراد أن يُلزم الناس بما جاء في القرآن لكان أبلغنا أنه قانون من الواجب الالتزام به.
وتساءل سعد الدين الهلالي، إذا كان كلام الله هدى لماذا نعذب الناس به؟ مُضيفًا أنه على كل إنسان فهم ذلك الهدى بما يتناسب مع قناعته التي سيقابل بها الله، ولذلك قال الرسول: "استفت نفسك، استفت قلبك، وإن افتاك المفتون".