المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

خبير اقتصادي يكشف لـ "بوابة المواطن" تأثير حرب العقوبات التي تقودها أمريكا على الاقتصاد العالمي

الثلاثاء 14/أغسطس/2018 - 03:11 ص
الرئيس الروسي مع
الرئيس الروسي مع الرئيس التركي مع الرئيس الإيراني
أحمد عبد الرحمن
طباعة
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الهيمنة، وخصوصًا منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقاليد الحكم في أمريكا، وشرع في فرض العقوبات الاقتصادية على كل دولة تخالف سياسة الولايات المتحدة، والبداية كانت مع إيران وفرض عقوبات اقتصادية عليها، في محاولة انسحاب إيران من برنامجها النووي، وتلها فرض العقوبات على روسيا، الأمر الذي اعتبرته الخارجية الروسية بمثابة حرب اقتصادية، وأخيرا فرض العقوبات الاقتصادية على تركيا، وذلك لاحتجاز قوات الأمن التركية القس الأمريكي أندرو برانسون، واتهامه بالتجسس والإرهاب.

البداية مع إيران حيث بدأت أول مجموعة من العقوبات الأمريكية ضد إيران التي تم تخفيفها بموجب الاتفاق النووي التاريخي حيز التنفيذ في وقت مبكر الثلاثاء الماضي، بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستهدفت المعاملات المالية التي تشمل الدولار الأمريكي، وقطاع السيارات في إيران، وشراء الطائرات التجارية والمعادن بما في ذلك الذهب.

أدت العقوبات الاقتصادية الشديدة إلى تصاعد الضغوط على الجمهورية الإسلامية على الرغم من التصريحات التي أثارها الحلفاء الأوروبيون بشدة، بعد ثلاثة أشهر من قيام ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية الدولية التي تحد من أنشطة إيران النووية.

الدكتور على الادريسئ
الدكتور على الادريسئ الخبير الاقتصادي
وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور علي الادريسئ، إن الاقتصاد العالمي يشهد حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي نتيجة زيادة حدة الخلافات السياسية بين القوى الاقتصادية العظمى وعلى رأسهم أمريكا، والصين، وروسيا، وإيران. 

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ " بوابة المواطن " أن وجود عقوبات من جانب الولايات المتحدة تجاه عدة دول سوف يؤثر بالسلب على تلك الدول، وذلك لتبعية عديد من الدول لمقاطعة أو تقليل التعامل معها. 

وأكمل الإدريسيء حديثه قائلاً "سوف تفقد تلك الدول الكثير من قيمة عملاتهم أمام الدولار بالإضافة إلى تحقيق عجز في الميزان التجاري، وتراجع في معدلات نموهم الاقتصادي بشكل متفاوت بينهم في روسيا قد تتأثر سلبيا ولكن بشكل أقل حدة من إيران وتركيا".

واستدل الإدريسيء على صحة الوضع قائلاً "والدليل الآن أن الاقتصاد التركي يدفع ثمن الغباء السياسي والقرارات العنترية لأردوغان، والليرة التركية فقد أكثر من 70 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، ويتوقع تخفيض تصنيفها الائتماني، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي من 7% إلى ما يقرب من 4،7 % خلال عام 2018 وذلك بالإضافة لزيادة العجز في الموازنة ليصل نحو 1،5 % من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوقع أيضا انخفاض حجم الاستثمار الأجنبية المباشرة وانخفاض معدلات التبادل التجاري، وزيادة فاتورة الاستيراد".

وخصوصًا في قطاع الطاقة وغيرها من التحديات الاقتصادية ولكن مع عدول اردوغان عن سياساته الخارجية غير العاقلة ومع ما تمتلكه تركيا من هياكل إنتاجية قوية في كافة القطاعات قد يساعد ذلك لاستعادة الاستقرار الاقتصادي مرة أخري، لأنها من ضمن أقوى 20 اقتصاد على مستوى العالم.

وبالنظر إلى الاقتصاد الإيراني، عقب فرض العقوبات الأمريكية نجد أن العملة الوطنية، فقدت أكثر من نصف قيمتها، بجانب تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع سعر الموارد الأساسية، بالإضافة إلى إعلان الشركات كبيرة ومنها شركة " رينو " وشركة بي اس اي" الكبيرتين لصناعة السيارات وقف نشاطهم في إيران.

وكشف الخبير الاقتصادي أن الانخفاض سوف يستمر وسوف تتأثر بالسلب نتيجة المقاطعة لمنتجاتها وسوف يتأثر قطاع الصناعة بشكل كبير وبالأخص صناعة السيارات لديها، وأيضًا سوف ينخفض الطلب على النفط الإيراني ومشتقاته الذي يمثل جزء هام من دخلها القومي، بسبب المقاطعة والعقوبات من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بجانب الموقف المتوتر من دول الخليج تجاه إيران. 

وجاء تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحالة الاقتصادية للنظام، قال إننا نحث جميع الدول على اتخاذ مثل هذه الخطوات لتوضيح أن النظام الإيراني يواجه خيارًا، إما تغيير سلوكه المهدّد والمزعزع للاستقرار وإعادة الاندماج مع الاقتصاد العالمي، وإما مسار العزلة الاقتصادية.

وعلى الرغم من ادعاءات ترامب، فإن الاتفاق "يعمل ويسعى لتحقيق هدفه" المتمثل في الحد من برنامج إيران النووي، حسبما جاء في بيان رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

وقال الوزراء إن الصفقة الإيرانية حاسمة بالنسبة لأمن أوروبا والمنطقة والعالم بأسره، وأصدر الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين "قانونًا للحظر" لحماية الشركات الأوروبية من تأثير العقوبات.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة، يطلع الصحفيين بموجب القواعد الأساسية التي تتطلب عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة "ليست قلقة بشكل خاص" من جهود الاتحاد الأوروبي لحماية الشركات الأوروبية من العقوبات.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران ما زالت تستطيع الاعتماد على الصين وروسيا لإبقاء قطاعي النفط والمصارف على قدميهما. وفي حديثه في مقابلة تلفزيونية، طالب أيضا بتعويض لعقود من "التدخل" الأمريكي في الجمهورية الإسلامية.

إن أشهر عدم اليقين المحيطة بالعقوبات قد أضرت بالفعل بالاقتصاد الإيراني. وقد تم تداول عملة الريال في البلاد، وأثار الانكماش الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بيان نشر على موقع تويتر إن "إدارة ترامب تريد أن يصدق العالم شعورها بالقلق إزاء الشعب الإيراني". لكنه قال إن العقوبات التي أعيد فرضها ستعرض للخطر "الإيرانيين العاديين".

أصر المسؤولون الأمريكيون على أن الحكومة الأمريكية تقف مع الشعب الإيراني وتدعم العديد من شكاواهم ضد حكومتهم، وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون إن قيادة إيران "في وضع هش للغاية"، لكنه أصر على أن الضغط الاقتصادي من إدارة ترامب ليس محاولة "لتغيير النظام".

قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن العقوبات هي ركيزة مهمة في السياسة الأمريكية تجاه إيران وستظل قائمة حتى تغير الحكومة الإيرانية مسارها بشكل جذري.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو خصم قوي للحكومة الإيرانية، إن العقوبات ترمز إلى "التصميم على عرقلة العدوان الإقليمي لإيران، وكذلك خططها المستمرة لتسليح نفسها بالأسلحة النووية".

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads