"الزنا في الكعبة" قصة الحادثة التي أسست للعهد الإسلامي في مكة
الخميس 16/أغسطس/2018 - 02:04 م
وسيم عفيفي
طباعة
في 13 مارس سنة 1966 م صدرت الطبعة الأولى من كتاب "الحرب النفسية ـ معركة الكلمة والمعتقد" لرئيس المخابرات المصرية الأسبق صلاح نصر، وفي الجزء الثاني من الكتاب قام نصر بتصدير تعريف لـ "ميثولوجيا" حيث ساق تعريفاً لها وقال "عبارة عن شائعة أصبحت جزءاً من تراث الشعب الشفهي"؛ حرفياً ينطبق هذا التعريف على ما جرى في الكعبة قبل الإسلام حيث قصة الخطيئة التي وقع فيها إساف ونائلة.
تمثال إساف ونائلة
إساف ونائلة كما يذكر بن كثير كانا شخصين اجتمعا في الكعبة، فكان منهما الفاحشة، فمسخهما الله حجرين. وأهل السيرة يذكرون هذا الخبر دائما بصيغة تفيد عدم الجزم بصحته، فيقولون: يذكر أو يقال وما أشبه ذلك
ويقول بن كثير "ثم بغت جرهم بمكة، وأكثرت فيها الفساد، وألحدوا بالمسجد الحرام، حتى ذكر أن رجلا منهم يقال له إساف بن بغى وامرأة يقال لها نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة، فكان منه إليها الفاحشة، فمسخهما الله حجرين، فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد عبدا من دون الله في زمن خزاعة".
ويضيف ابن إسحاق "واتخذوا إسافا ونائلة، على موضع زمزم ينحرون عندهما، ثم ذكر أنهما كانا رجلا وامرأة فوقع عليها في الكعبة، فمسخهما الله حجرين. ثم قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة أنها قالت : سمعت عائشة تقول : مازلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله عز وجل حجرين".
ساهمت قصة إساف ونائلة في تأجيج فكرة الأصنام حول الكعبة، تلك الأوثان التي انتهت بقدوم الإسلام الذي هدمها وحرم الزنا بعد أن كان مباحاً وعادياً في العصر الجاهلي، غير أنه لا كلام عن الأوثان دون ذكر عمرو بن لحي أحد سادات العرب المشهورين.
ويقول بن كثير "ثم بغت جرهم بمكة، وأكثرت فيها الفساد، وألحدوا بالمسجد الحرام، حتى ذكر أن رجلا منهم يقال له إساف بن بغى وامرأة يقال لها نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة، فكان منه إليها الفاحشة، فمسخهما الله حجرين، فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد عبدا من دون الله في زمن خزاعة".
ويضيف ابن إسحاق "واتخذوا إسافا ونائلة، على موضع زمزم ينحرون عندهما، ثم ذكر أنهما كانا رجلا وامرأة فوقع عليها في الكعبة، فمسخهما الله حجرين. ثم قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة أنها قالت : سمعت عائشة تقول : مازلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله عز وجل حجرين".
ساهمت قصة إساف ونائلة في تأجيج فكرة الأصنام حول الكعبة، تلك الأوثان التي انتهت بقدوم الإسلام الذي هدمها وحرم الزنا بعد أن كان مباحاً وعادياً في العصر الجاهلي، غير أنه لا كلام عن الأوثان دون ذكر عمرو بن لحي أحد سادات العرب المشهورين.
المدينة و مكة
يقول الدكتور جواد علي بكتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، جاء عمرو بن لحي بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، استحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟ فأعطوه صنماً فجلبه معه.
وأما صنم هبل فكان لبني كنانة وقريش.
وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها.
فأما ود: فكان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق.
وأما سواع: فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له: رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة.
وأما يغوث: فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ.
وأما يعوق:فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، وخيوان: بطن من همدان.
وأما نسر: فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير.
وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله، حتى جاء الإسلام، وبُعث محمد بن عبد الله، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى وهي الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، وبعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع التي تعبدها هذيل، فهدمت جميعها.
وقد بين النبي محمد مصير عمرو بن لحي وسوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب"، وفي رواية: أول من غير دين إبراهيم، والسوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.
وأما صنم هبل فكان لبني كنانة وقريش.
وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها.
فأما ود: فكان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق.
وأما سواع: فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له: رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة.
وأما يغوث: فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ.
وأما يعوق:فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، وخيوان: بطن من همدان.
وأما نسر: فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير.
وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله، حتى جاء الإسلام، وبُعث محمد بن عبد الله، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى وهي الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، وبعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع التي تعبدها هذيل، فهدمت جميعها.
وقد بين النبي محمد مصير عمرو بن لحي وسوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب"، وفي رواية: أول من غير دين إبراهيم، والسوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.