"يوم عيده يشبع عبيده".. الأمثال الشعبية مرآة عبرت عن وجدان الشعب بالعيد
الجمعة 17/أغسطس/2018 - 05:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"يوم عيده يشبع عبيده"، من منا لم تتردد على مسامعه الأمثال الشعبية، التي يقف أمامها مذهولًا لاسيما وأنها تعتبر مرآة المجتمع، والذي تعبر عن ثقافته، والمصريون برعوا في هذه اللون الأدبي الشعبي، حيث لم تمر مناسبة إلا وتجد لها أمثالًا شعبية حاضرة في ذاكرة الناس، ومن بين تلك المناسبات العيد الذي حظى بنصيب كبير من تلك الأمثال، فمن منا لم يتردد على مسامعه، أمثلة للعيد.
الأمثال الشعبية بين السلبي والإيجابي
المثل الشعبي بحسب ما ذكر حامد طاهر في كتابه "الفلسفة المصرية من الأمثال المصرية"، هو قول مأثور يتضمن نصيحة شعبية، أو حقيقة عامة، أو ملاحظة تجريبية، أو موقف ساخر من عادة اجتماعية أو أسلوب سياسي معين، وبناءً على ذلك نجد أن هناك مجموعة من الأمثال العادة الدينية والاجتماعية في آن واحد العيد بشكل عام، وعيد الأضحى بشكل خاص.
"يوم عيده يشبع عبيده"، يحضر هذا المثل في أذهان الناس في أول يوم العيد، ويعني أن الله سبحانه وتعالى يُرضي جميع عباده يوم العيد، حيثُ يمن عليهم بالرزق الوفير والخيرات، لاسيما عيد الأضحى الذي توزع فيه الأضاحي على الفقراء والمساكين، والأقرباء أيضًا فالجميع يسعدون، ويطعمون ممن من الله عليهم به.
بعض الأمثلة تأتي بتغيير طفيف أو في نصها لتعطي معنيين، حيث أن هناك مثال يقول: "اللي ما يذبح شاته يحط ابنه تحت باطه"، فهذا المثل يعني أن الأضحية تفدي الأبناء من الشرور، وبها يمن الله على المُضحي بالبركة في صحة أبنائه، ومن لم يضحي، سيصب ابنه مكروهًا، وهذا يدل على مدى تبرك الناس بفكرة الأضحية وتقديسها النابع من الوازع الديني الموجود لديهم، ولذلك ما البعض إلى التشديد على ذلك من قولهم: "اللي ما يذبح شاته يتعزى في حياته"، أي أنه حياة ذلك الذي لم يشهد ذبح أضحيته ستكون حياته مكروبه.
وفي هذين المثالين المُشار إليهم، نجد أنهما يحملا جوانب سلبية، من خلال الاقتناع التام بأن من لم يشهد أضحيته سيصيبه مكروهًا أو يصيب أبنائه، وهذا يتنافى مع ما جاء في الإسلام، لاسيما وأن من يشهد أضحيته سيُغفر له وإن لم يشهدها لا شيء عليه.
أمثلة مرآة لأجواء العيد
و"من العيد للعيد تتمسك اللحمة"، هذا المثل مضربه جاء لتوصيف حالة الفقر التي يعيشها بعض الناس في الفترة الزمنية التي قيل فيها المثل، إلى أن يأتي العيد ويُنعم على الناس بأكل لحوم الأضاحي، التي قسم الله موارد توزيعها، والتي كانت على رأسها أولئك الفقراء والمحتاجين، والذي جاء فيهم المثل.
وبالطبع يرى الناس أن "العيد بيطلع المخبأ"، ويضرب هذا المثل في فرحة الناس بالعيد التي تدفعهم إلى ارتداء الملابس الجديدة، وشراء كل الأشياء التي من الممكن أن يكونوا قد حُرموا طوال العام، ولكن العيد دفعهم إلى إسعاد نفسهم بكل شيء، لاسيما وأن الزيارات تكثر خلاله، فيحبذ الناس أن يظهروا في أحسن صورة وأحسن حال.
ومثله، المثل الذي يقول: "العيد بيلم الأجاويد"؛ أي أن العيد يدفع الناس إلى الخروج بكل ما يملكون من أموال، ومأكولات وغير ذلك، بمعنى آخر أن العيد يدفع الناس أن يجودوا على أنفسهم، وعلى من حولهم.
حتى بعد العيد المثل حاضرًا
وهناك بعش الأمثلة التي تُقال عقب الانتهاء من أيام العيد، ومنها "العيد راح والزيارة باقية"، والمقصود بها أن زيارات الناس لبعضهم البعض ستظل مستمرة حتى ولو بعد العيد، وهذا يدل عن مدى السعادة التي تُحدثها صلة الرحم خلال العيد، والتأثير الإيجابي لها.
وأما عن مثل "العيد خلص كل واحد يلبس خلقه"، يعكس الحالة التي يكون فيها الناس في فترة العيد، والتي يكونوا فيها يرتدون الملابس الجديدة، وما إلى ذلك من المظاهر التي اعتاد الناس عليها، وبعد انتهاء العيد فعلى الناس العودة إلى حياتهم الطبيعية، والتي تمثلها عبارة "كل واحد يلبس خلقه".
وأما عن مثل "النبي قاعد والزيارة باقية"، فذلك المثل يقال لمن لم يُكرمه الله بالحج في موسم الحج في عام بعينه، تخفيفًا عليه وإيصال رسالة فحواها أن الله سيكرمه في عام آخر بالحج الذي يتمناه.
وفي هذا السياق يقول خبير التراث الثقافي، الدكتور يسري عبد الغني، أن المثل هو صوت الشعب؛ أي المُعبر عن آماله وأحلامه، بل وعن إحباطاته وخوفه، مُشيرًا إلى أنه يجب الاهتمام بالمثل الشعبي من الرؤية الاجتماعية والنفسية، لفهم تركيبة الشعب.
وأضاف عبد الغني في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الوجدان الشعبي مرتبط جدًا بفريضة الحج، مما دفعه إلى إطلاق الأمثلة المُتعلقة بهذه الفريضة، فنجده يقول: "النبي قاعد والزيارة باقية"؛ أي أنه حتى ولو انقضى موسم الحج، فالنبي ما زال موجودًا وزيارته متاحة أيضًا، مُشيرًا إلى أن ذلك يدل على تعلق الناس بالدين وفرائض الله.
ولفت يسري إلى أن الجوانب السلبية في الأمثال الشعبية دخيلة على تُراث الأمثال المصرية من ثقافات أُخرى، مُشددًا على أنه يجب تحليل الأمثلة الشعبية حتى نتمكن من فهمها والخروج بالأبعاد الإيجابية لها، لاسيما وأن هناك بعض الأمثلة التي يُساء فهمها.
الأمثال الشعبية بين السلبي والإيجابي
المثل الشعبي بحسب ما ذكر حامد طاهر في كتابه "الفلسفة المصرية من الأمثال المصرية"، هو قول مأثور يتضمن نصيحة شعبية، أو حقيقة عامة، أو ملاحظة تجريبية، أو موقف ساخر من عادة اجتماعية أو أسلوب سياسي معين، وبناءً على ذلك نجد أن هناك مجموعة من الأمثال العادة الدينية والاجتماعية في آن واحد العيد بشكل عام، وعيد الأضحى بشكل خاص.
"يوم عيده يشبع عبيده"، يحضر هذا المثل في أذهان الناس في أول يوم العيد، ويعني أن الله سبحانه وتعالى يُرضي جميع عباده يوم العيد، حيثُ يمن عليهم بالرزق الوفير والخيرات، لاسيما عيد الأضحى الذي توزع فيه الأضاحي على الفقراء والمساكين، والأقرباء أيضًا فالجميع يسعدون، ويطعمون ممن من الله عليهم به.
بعض الأمثلة تأتي بتغيير طفيف أو في نصها لتعطي معنيين، حيث أن هناك مثال يقول: "اللي ما يذبح شاته يحط ابنه تحت باطه"، فهذا المثل يعني أن الأضحية تفدي الأبناء من الشرور، وبها يمن الله على المُضحي بالبركة في صحة أبنائه، ومن لم يضحي، سيصب ابنه مكروهًا، وهذا يدل على مدى تبرك الناس بفكرة الأضحية وتقديسها النابع من الوازع الديني الموجود لديهم، ولذلك ما البعض إلى التشديد على ذلك من قولهم: "اللي ما يذبح شاته يتعزى في حياته"، أي أنه حياة ذلك الذي لم يشهد ذبح أضحيته ستكون حياته مكروبه.
وفي هذين المثالين المُشار إليهم، نجد أنهما يحملا جوانب سلبية، من خلال الاقتناع التام بأن من لم يشهد أضحيته سيصيبه مكروهًا أو يصيب أبنائه، وهذا يتنافى مع ما جاء في الإسلام، لاسيما وأن من يشهد أضحيته سيُغفر له وإن لم يشهدها لا شيء عليه.
أمثلة مرآة لأجواء العيد
و"من العيد للعيد تتمسك اللحمة"، هذا المثل مضربه جاء لتوصيف حالة الفقر التي يعيشها بعض الناس في الفترة الزمنية التي قيل فيها المثل، إلى أن يأتي العيد ويُنعم على الناس بأكل لحوم الأضاحي، التي قسم الله موارد توزيعها، والتي كانت على رأسها أولئك الفقراء والمحتاجين، والذي جاء فيهم المثل.
وبالطبع يرى الناس أن "العيد بيطلع المخبأ"، ويضرب هذا المثل في فرحة الناس بالعيد التي تدفعهم إلى ارتداء الملابس الجديدة، وشراء كل الأشياء التي من الممكن أن يكونوا قد حُرموا طوال العام، ولكن العيد دفعهم إلى إسعاد نفسهم بكل شيء، لاسيما وأن الزيارات تكثر خلاله، فيحبذ الناس أن يظهروا في أحسن صورة وأحسن حال.
ومثله، المثل الذي يقول: "العيد بيلم الأجاويد"؛ أي أن العيد يدفع الناس إلى الخروج بكل ما يملكون من أموال، ومأكولات وغير ذلك، بمعنى آخر أن العيد يدفع الناس أن يجودوا على أنفسهم، وعلى من حولهم.
حتى بعد العيد المثل حاضرًا
وهناك بعش الأمثلة التي تُقال عقب الانتهاء من أيام العيد، ومنها "العيد راح والزيارة باقية"، والمقصود بها أن زيارات الناس لبعضهم البعض ستظل مستمرة حتى ولو بعد العيد، وهذا يدل عن مدى السعادة التي تُحدثها صلة الرحم خلال العيد، والتأثير الإيجابي لها.
وأما عن مثل "العيد خلص كل واحد يلبس خلقه"، يعكس الحالة التي يكون فيها الناس في فترة العيد، والتي يكونوا فيها يرتدون الملابس الجديدة، وما إلى ذلك من المظاهر التي اعتاد الناس عليها، وبعد انتهاء العيد فعلى الناس العودة إلى حياتهم الطبيعية، والتي تمثلها عبارة "كل واحد يلبس خلقه".
وأما عن مثل "النبي قاعد والزيارة باقية"، فذلك المثل يقال لمن لم يُكرمه الله بالحج في موسم الحج في عام بعينه، تخفيفًا عليه وإيصال رسالة فحواها أن الله سيكرمه في عام آخر بالحج الذي يتمناه.
وفي هذا السياق يقول خبير التراث الثقافي، الدكتور يسري عبد الغني، أن المثل هو صوت الشعب؛ أي المُعبر عن آماله وأحلامه، بل وعن إحباطاته وخوفه، مُشيرًا إلى أنه يجب الاهتمام بالمثل الشعبي من الرؤية الاجتماعية والنفسية، لفهم تركيبة الشعب.
وأضاف عبد الغني في تصريح خاص لـ"المواطن" أن الوجدان الشعبي مرتبط جدًا بفريضة الحج، مما دفعه إلى إطلاق الأمثلة المُتعلقة بهذه الفريضة، فنجده يقول: "النبي قاعد والزيارة باقية"؛ أي أنه حتى ولو انقضى موسم الحج، فالنبي ما زال موجودًا وزيارته متاحة أيضًا، مُشيرًا إلى أن ذلك يدل على تعلق الناس بالدين وفرائض الله.
ولفت يسري إلى أن الجوانب السلبية في الأمثال الشعبية دخيلة على تُراث الأمثال المصرية من ثقافات أُخرى، مُشددًا على أنه يجب تحليل الأمثلة الشعبية حتى نتمكن من فهمها والخروج بالأبعاد الإيجابية لها، لاسيما وأن هناك بعض الأمثلة التي يُساء فهمها.