صور .. خطأ وقع فيه هؤلاء بمسجد عمرو بن العاص أيام عيد الأضحى 2018

الأربعاء 22/أغسطس/2018 - 04:01 ص

كتب: وسيم عفيفي - تصوير: محمد توفيق

خارج مسجد عمرو بن العاص فاتح مصر، فُرِشَت الحُصُر الخضراء وأزالت سواد الإسفلت ليجلس عليها المصلين في انسجامٍ وهدوء وفرح تراص الناس وبدأوا في تكبيرات العيد بأجواء إيمانية رشيقة داخل أول مسجد في مصر والقارة الإفريقية، في مشهد سنوي يتكرر منذ أن عرفت مصر الإسلام، ولم يتغير حتى مع المد الشيعي الذي بدأ في العهد الفاطمي واستبدال المسجد الأزهر بجامع عمرو بن العاص.

مسجد عمرو بن العاص

رغم التنظيم الذي شهده محيط مسجد عمرو بن العاص في استقبال عيد الأضحى إلا أن خطأ تنظيمياً قاتلاً وقعت فيه وزارة الأوقاف وإدارة المسجد وهو الإضاءة لجملة التكبير، حيث أن لفظ الجلالة المقدس لم يضاء وظلت الحروف باهتة على عكس كلمة "أكبر"، في منظر لا يليق بالاحترام إلى لفظ الجلالة.

إقرأ أيضاً:ـ أجواء العيد داخل مسجد عمرو بن العاص في ذكرى وفاة مؤسسه

لفظ الجلالة الله له قدسية كبيرة وإعجازات لغوية أيضاً، ويمكن إدارك الإعجاز اللغوي في جملة لـ أحمد الفقيه الباحث في اللغة العربية وشارح تفسير الشعراوي حيث قال " اختلف البصريون والكوفيون في نداء الاسم الشريف "الله" بأداة النداء "يـــا"؛ فلم ينادى لفظ الجلالة بــ يا أيها الله إلا لعلة عقدية فيما أزعم لأن الهاء للتنبيه وربنا الله ليس بغافل فينبّه".

مسجد عمرو بن العاص

أما الشيخ علي جمعة فأفرد في كتابه عن شرح أسماء الله الحسنى، فصلاً كاملة لشرح لفظ الجلالة فقال "لفظه فريدة، لا وجود لمثلها بهذا التركيب وبهذه الكيفية في أي لغة من لغات العالم؛ لفظ الجلالة الله كلمة اختصت بها العربية، ودلتنا عليها، والله سبحانه وتعالى قد أخفى اسمه الأعظم في الحقيقة في أسمائه الحسنى، والذي يحاول أن يبحث عنه فإنه يذكر بكل الأسماء، الله أخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى كما أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، والسبع المثاني في القرآن العظيم، والصلاة الوسطى في الصلوات من أجل أن يقوم المؤمن بكل هذه العبادات بشوق ويقوم المؤمن بكل هذه العبادات بهمة؛ حتى يصيب هذا الفضل العظيم الذي في ليلة القدر أو في قراءة السبع المثاني، أو في الصلاة الوسطى، وكذلك هنا في اسم الله الأعظم.

مسجد عمرو بن العاص

"الله" إذا ما أطلق شعر الإنسان فيها -في هذه اللفظة- بالرحمة، وشعر الإنسان فيها أيضًا بالملك، وبأنه على كل شي قدير، وبكل شي عليم، فهذا اللفظ قد جمع فأوعى؛ ولذلك يتقبله الخلق على مستويات عدة؛ مستوى الرجاء، ومستوى الخوف، والعاقل من جمع بينهما، لا يجعل الرجاء يدفعه إلى الطمع في رحمة الله، حتى يتهاون في حياته وهو يشعر بأن الله سبحانه وتعالى سوف يعفو عنه ويغفر له، وهذا أمر مطلوب، ولكن ينبغي عليه أيضًا أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالخير، ونهانا عن الشر، ودعانا إلى التوبة، وإلى الرجوع إليه سبحانه، وأنه يغضب، يغضب إذا ما آذينا الناس، ويغضب إذا ما أفسدنا في الأرض، ويغضب إذا ما خالفنا أوامره واجترأنا على نواهيه، هذا الغضب مغلف بالرحمة، فينبغي على المؤمن أن يخشى عذاب الله، وينبغي على المؤمن أن يرجو رحمة الله.

مسجد عمرو بن العاص

"الله" لفظ يملأ الأكوان، ونجده هو المستعمل في كل الأذكار، الكلمات الطيبات كلها فيها لفظ الجلالة: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا لا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، الله أكبر، أستغفر الله، توكلت على الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ما شاء الله كان، حسبي الله ونعم الوكيل.

مسجد عمرو بن العاص

درج المسلمون على أن يسموا هذه الأذكار بالكلمات العشر الطيبات، والخمسة الأولى يسميها أهل الذكر وأهل الله بالباقيات الصالحات: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله. حتى إذا ما صلينا على النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: اللهم فنذكر لفظ الجلالة أيضًا، و (الميم) في قولهم: اللهم إنما هي محل النداء، يعني: يا الله؛ فمن كثرة الاستعمال وضعوا ميمًا تشير إلى هذا النداء في نهاية الكلمة فقالوا: اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله.

مسجد عمرو بن العاص

فلفظ الجلالة نراه في الباقيات الصالحات، ونراه في الذكر بالعشر الطيبات التي يعيش بها المسلم في صلاته، وقبل صلاته، وبعد صلاته "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ".
هذه الكلمات الطيبات تجعل اسم الله على كل لسان لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله هذه الكلمات الطيبات ينبغي علينا أن نكثر منها خاصة في الأيام المباركة، وفي الساعات المباركة؛ لأنها هي المدخل لاستجابة الدعاء ولذكر الله في القلوب الذي ينور القلب، ويغفر الذنب، وييسر الغيب.