استعراض قوة أم تفريغ للكبت .. لماذا يصور المصريون مشاهد ذبح الأضاحي ؟
الأربعاء 22/أغسطس/2018 - 02:30 م
كتبت: شيماء اليوسف ـ تصوير: محمد توفيق
طباعة
تعتبر الأضحية إحدى الشعائر الدينية التي يتقرب بها المسلمون إلى الله، من أول أيام عيد الأضحى، حتى آخر التشريق، وهي شعيرة مشروعة ومجمع عليها، كما أنها إحدى السنن المؤكدة لدى المذهب الشافعي والحنبلي والمالكي ومن الأحاديث التي دلت على مشروعية الأضحية، عن أنس بن مالك قال: " ضحى النبي، صلى الله عليه وسلم، بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر".
ذبح الأضاحي في مصر القديمة
مع تطور تكنولوجيا الآلة والصورة، وانتشار الوسائل، أصبح الناس في كل مكان يوثقون لحظاتهم الهامة بهواتفهم المحمولة، ومن ثم يسارعون في نشرها عبر حساباتهم الخاصة لمواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن تلك اللحظات إن كانت مؤهلة ومستحب تصويرها ونشرها أم لا، ويقوم الأشخاص بتدوين أوقاتهم مرفقة بالصور بهدف الذكرى.
وصل الأمر بالأفراد إلى تصوير الذبائح والأضاحي، خاصة التقاط " الصور السلفي " مع الخراف المذبوحة، وهي غارقة في دمائها، بالكاد سلوك غير إنساني وغير ديني وغير آدمي، لا علاقة لهذه السلوكيات الشاذة بالدين ولا علاقة له بالإيمان بالله وليس هناك ما يربط هذا التصرف بالسنة المحمدية.
ذبح الأضاحي في مصر القديمة
أضحت شعائر الله، صور ترفع عبر نوافذ البث الإلكترونية، فلا نندهش في القريب العاجل عندما نجد امرأة تلتقط صورا لها وهي تعطي زكاة أموالها للفقراء ترافقها عبارة منك وإليك يارب، وغيرها رجل يصور نفسه وهو ذاهب للصلاة أو وهو صائم، لطالما باتت العبادات والفرائض الدينية صورة مغلوطة نرسلها للعالم مجانا.
البعض يبرر هذا التصرف باعتبار الذبح شعيرة دينية وثيقة الصلة بالعيد، وسلوك الأفراد وتصويرهم للذبائح نابع تماما من فرحتهم بالعيد، والبعض الأخر يرى أن الأفراد يخرجون كبتهم في الذبح ويفرغون عن أنفسهم.
هل هناك نص قرآني أو حديث من السيرة النبوية قد شدد على ضرورة تصوير الأضاحي ونشر صورها عبر الانترنت ؟ ! هل يوجد ما يدعو للتفاخر بالأضحية ؟.
ذبح الأضاحي في مصر القديمة
في 2001م، أفتى أحد أعضاء هيئة العلماء بالسعودية، يدعى محمد بن صالح العثيمين، بأن تصوير الذبيحة بهدف الذكرى وغيره لا يجوز، وهذا التاريخ القديم، لا يعد نقطة في بحر من التطور الآلي الذي نشهده حاليا، كما أننا ننقل صورة ساقطة عن الإنسانية التي نعيشها في مجتمعاتنا.
على الجانب الأخر تجد رجال دين آخرون يفتون بجواز تصوير الأضاحي مذبوحة، ما دامت الصور لم تلتقط من أجل التقديس، مؤكدين، بأنه لا حرج من تصوير الأضاحي وأعمال الذبح والتقطيع لأجل الذكرى، واضعين شرط عدم كشف العورات أو الاطلاع على ما ينبغي ستره !
الصور المتداولة للذبائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعتبر جزء من الشعيرة الدينية، غير أن مناظر الدماء ليس مرغوب فيها بل لها مردود سيئ في النفس، ولا توجد أي متعة في قتل الأرواح، غير أن نقل هذه المظاهر للعالم حولنا يعطي انطباع عنا بأننا شعب بربري وهمجي يفرح بقتل الكائنات الضعيفة.