الصدقة في عيد الأضحى 2018 .. قدموا الخير فليس للكفن جيوب
الأربعاء 22/أغسطس/2018 - 03:36 م
شيماء اليوسف
طباعة
الرسائل الإلهية.. تطرق أبواب المؤمنين، أينما ذهبوا، تعدو خلف نفحات أنفاسهم، كأنها تطبطب على قلوبهم وتطمئنهم مهما استحكمت حلقات الضيق وتشابكت تعقيدات الحياة في أعينهم، لكنه الفرج القريب البعيد، سيهبط على أوجاعهم متى أرادت حكمة الله.
جلست في زقاق بيتها الفقير، هي وأيتامها تعد حصى الأرض، وتأنس بذكر الإله، يعض الجوع قدميها، تنظر في وجوه أطفالها، فتقرأ أنات أوجاعهم، كأنهم يعاتبونها على الاحتياج الذي لا ذنب لها فيه، تفتقد ظل زوجها، وحنوه، تتذكره دامعة منكسرة الجبين وقلبها معلق بين الرجاء والأمل.
اعتادت أن تجلس كل يوم خلف بابها الحزين، تنتظر نصف قطرة من الرحمة، عسى أن يلتقف أحد العابرين صبرها ويأنس وحشتها بصدقة، فيترك لها طعاما أو قليلا من المال، فيطيب خاطر هؤلاء الأيتام ويجني ثمار فرحتهم.
كانت تلك الليلة شديدة الحزن، عندما تفجرت الأنوار في البيوت المجاورة لها، تهلل الأصوات بتكبيرات العيد، وهي وحدها، تتباكى على حالها، حتى سمعت صوت " خروف " أمام عتبة دارها، فخرجت لترى الأمر، حيث أن صاحبه كان قد اشتراه، فهرب منه وصار خلفه يطارده، حتى وصل إليها.
ظنت السيدة المعيلة، أن الرجل الذي تبدو على وجهه علامات الإرهاق والتعب، قد اشترى لها الخروف كصدقة، امتصت فرحتها الواضحة وعينيها خجلة ثم قالت له في صوت خافت موجوع: " الله يجعلها صدقة واصلة يا أبو محمد ".
شعر أبو محمد بفرحتها وسكنته غربتها التي لقيت ملاذ سعادة أطفالها في كبشه، ووجد الأطفال يلاعبون الخروف بهجة، وقد غمرت فرحة العيد، أعينهم، شعر بحاجتهم الدقيقة لهذه اللحظة، فلم يملك إلا أن يقول لها: " الله يتقبل واسمحي لنا يا أختي عن التقصير منكم "
توجه الرجل بقلبه ناحية القبلة ودعا الله في رجاء أن يتقبل صدقته، شقشق عليه فجر اليوم التالي، فذهب إلى السوق ليشتري خروفا آخر، فشاهد من بعيد سيارة محملة بالخراف، تقف في جبهة النصف البعيد من الطريق، فأسرع إليه واشترى خروف سمين.
سأل البائع عن السعر فقال له: " خذه ولن نختلف " سعد أبو محمد ببشاشة وجه الرجل وطيب كلامه، وحمل الخروف للسيارة، ثم عاد إليه يعاود السؤال عن ثمنه، قال له البائع هذا الخروف هدية مني لك.. حاول أن يقنعه بدفع ثمن الخروف ولكنه آبى ألا يتخلى عن إعطائه الهدية دون مقابل أو جزاء.
تدبر أبو محمد حكمة الله في أمره، ولكنه كان على إصرار بالغ أن يعرف السبب الذي دفع بالبائع أن يعطيه الهدية فعاود يسأله فاخبره، أنه رزق بميلاد كثير من الأغنام هذا العام بعكس الأعوام الماضية، وأخذ عهدا على نفسه نذرا ﺇن ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟأغنام سيعطي ﺃﻭﻝ ﻣﺸﺘﺮٍ منه " ﺧﺮﻭﻑ ﻫﺪﻳﺔ ".
جلست في زقاق بيتها الفقير، هي وأيتامها تعد حصى الأرض، وتأنس بذكر الإله، يعض الجوع قدميها، تنظر في وجوه أطفالها، فتقرأ أنات أوجاعهم، كأنهم يعاتبونها على الاحتياج الذي لا ذنب لها فيه، تفتقد ظل زوجها، وحنوه، تتذكره دامعة منكسرة الجبين وقلبها معلق بين الرجاء والأمل.
اعتادت أن تجلس كل يوم خلف بابها الحزين، تنتظر نصف قطرة من الرحمة، عسى أن يلتقف أحد العابرين صبرها ويأنس وحشتها بصدقة، فيترك لها طعاما أو قليلا من المال، فيطيب خاطر هؤلاء الأيتام ويجني ثمار فرحتهم.
كانت تلك الليلة شديدة الحزن، عندما تفجرت الأنوار في البيوت المجاورة لها، تهلل الأصوات بتكبيرات العيد، وهي وحدها، تتباكى على حالها، حتى سمعت صوت " خروف " أمام عتبة دارها، فخرجت لترى الأمر، حيث أن صاحبه كان قد اشتراه، فهرب منه وصار خلفه يطارده، حتى وصل إليها.
ظنت السيدة المعيلة، أن الرجل الذي تبدو على وجهه علامات الإرهاق والتعب، قد اشترى لها الخروف كصدقة، امتصت فرحتها الواضحة وعينيها خجلة ثم قالت له في صوت خافت موجوع: " الله يجعلها صدقة واصلة يا أبو محمد ".
شعر أبو محمد بفرحتها وسكنته غربتها التي لقيت ملاذ سعادة أطفالها في كبشه، ووجد الأطفال يلاعبون الخروف بهجة، وقد غمرت فرحة العيد، أعينهم، شعر بحاجتهم الدقيقة لهذه اللحظة، فلم يملك إلا أن يقول لها: " الله يتقبل واسمحي لنا يا أختي عن التقصير منكم "
توجه الرجل بقلبه ناحية القبلة ودعا الله في رجاء أن يتقبل صدقته، شقشق عليه فجر اليوم التالي، فذهب إلى السوق ليشتري خروفا آخر، فشاهد من بعيد سيارة محملة بالخراف، تقف في جبهة النصف البعيد من الطريق، فأسرع إليه واشترى خروف سمين.
سأل البائع عن السعر فقال له: " خذه ولن نختلف " سعد أبو محمد ببشاشة وجه الرجل وطيب كلامه، وحمل الخروف للسيارة، ثم عاد إليه يعاود السؤال عن ثمنه، قال له البائع هذا الخروف هدية مني لك.. حاول أن يقنعه بدفع ثمن الخروف ولكنه آبى ألا يتخلى عن إعطائه الهدية دون مقابل أو جزاء.
تدبر أبو محمد حكمة الله في أمره، ولكنه كان على إصرار بالغ أن يعرف السبب الذي دفع بالبائع أن يعطيه الهدية فعاود يسأله فاخبره، أنه رزق بميلاد كثير من الأغنام هذا العام بعكس الأعوام الماضية، وأخذ عهدا على نفسه نذرا ﺇن ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟأغنام سيعطي ﺃﻭﻝ ﻣﺸﺘﺮٍ منه " ﺧﺮﻭﻑ ﻫﺪﻳﺔ ".