"فيديو" .. سافر من أسيوط إلى القاهرة للعمل في البلالين وشعاره: الإيد البطالة نجسة
الخميس 23/أغسطس/2018 - 02:30 م
شيماء اليوسف تصوير : محمد الشوكي
طباعة
البحث في ملكوت الحياة عن لقمة العيش، معركة شرسة، تدوس كل من يهابها، لا يفلت منها غير المغامرون، الذين يعصفون بيد الجهد والكفاح قهرها، يقلبهم على نيران من صديد ضيق الحال، فيثورون على أحوالهم ويغادرون أوطانهم الصغيرة متجهين نحو أرض الحرب، معلنين النزال، ربما يتعلقون في قشة المرسى، التي تخرجهم إلى النور.
خرج في أحلك سواد الليل من بلدته المسكينة، الواقعة على أطراف صعيد مصر بأسيوط إلى القاهرة، يحمل على كتفيه أحلام أطفاله وزوجته، تصور مخيلته، حجاتهم المدرسية، ثيابهم، كراسهم، أقلامهم، أحذيتهم وجوع ليلهم وحتى قطرة المياه التي يشربونها، فكيف يلبي رغباتهم إلا بالعمل ! وكيف يطعمهم إلا بالحلال تغمره البساطة والقناعة، ويتخفى في جفنيه صرخاته المريرة، التي تتوحش مؤنس الأسرة والزوجة ؟!
مشهد رصدته عدسة بوابتنا " المواطن " في زحمة عيد الأضحى، حيث بهجة العيد وفرحته، وأجواء ليل القاهرة، كأن القدر جاء ليلقف بائع " البلالين " أحمد فؤاد، في طريق المراسلين، لينقلوا أصوات الصعيد الخافتة، ويعبروا عن الشارع بكل ما فيه وله.
يبدو على وجهه، ملامح كبرت قبل أوانها، وترقد على لسانه كلمات الحمد المتتالية، لا يعرف لنفسه مستقر، تأخذه البلاد بحسب مواسمها، فيصحب نفسه إلى مدينة بورسعيد بحلول الصيف، ويرحل إلى دمياط في عيد الفطر، يعمل في كل المهن، يبيع بالونه بخمسة جنيهات، ما إن وجد شخصيا فقيرا فيبيعها له بنصف الثمن، فعجبا على من قالوا أن فاقد الشيء لا يعطيه بل يعطي ويفيض بعطائه، لكن.. هل يستطع البالون أن يشبع حاجات أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأبناء ؟!
أي قهر الذي دفع شاب من أقصى صعيد مصر، للسفر إلى العاصمة ليبيع البلالين ؟ ! مهرولا إلى كل مكان يجد فيه تجمهر للمواطنين فيبيع لهم، لا يشغله شاغل سوى البحث عن لقمة العيش التي يتحصلها بعرق جبينه، فينفق من خلالها على أسرته التي حملت على ظهره أعبائها وثقلاتها، حتى ابتسامتهم، هي بالكاد مسئوليته هو.
لا يخجل من عمله، ففيه يجد مأوى غلبة الدهر، وأوجاعه، راض بكل ما فيه، يثق تماما أن الفرج قادم ولكن التعب لا مفر منه، فهو مصير محتوم، يضرب بائع البلالين، مثالا عظيما، للشاب الكادح، الذي آبى أن يمد يده لغيره، الذي يبحث في كل متنفس عن لقمة العيش.
خرج في أحلك سواد الليل من بلدته المسكينة، الواقعة على أطراف صعيد مصر بأسيوط إلى القاهرة، يحمل على كتفيه أحلام أطفاله وزوجته، تصور مخيلته، حجاتهم المدرسية، ثيابهم، كراسهم، أقلامهم، أحذيتهم وجوع ليلهم وحتى قطرة المياه التي يشربونها، فكيف يلبي رغباتهم إلا بالعمل ! وكيف يطعمهم إلا بالحلال تغمره البساطة والقناعة، ويتخفى في جفنيه صرخاته المريرة، التي تتوحش مؤنس الأسرة والزوجة ؟!
مشهد رصدته عدسة بوابتنا " المواطن " في زحمة عيد الأضحى، حيث بهجة العيد وفرحته، وأجواء ليل القاهرة، كأن القدر جاء ليلقف بائع " البلالين " أحمد فؤاد، في طريق المراسلين، لينقلوا أصوات الصعيد الخافتة، ويعبروا عن الشارع بكل ما فيه وله.
يبدو على وجهه، ملامح كبرت قبل أوانها، وترقد على لسانه كلمات الحمد المتتالية، لا يعرف لنفسه مستقر، تأخذه البلاد بحسب مواسمها، فيصحب نفسه إلى مدينة بورسعيد بحلول الصيف، ويرحل إلى دمياط في عيد الفطر، يعمل في كل المهن، يبيع بالونه بخمسة جنيهات، ما إن وجد شخصيا فقيرا فيبيعها له بنصف الثمن، فعجبا على من قالوا أن فاقد الشيء لا يعطيه بل يعطي ويفيض بعطائه، لكن.. هل يستطع البالون أن يشبع حاجات أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأبناء ؟!
أي قهر الذي دفع شاب من أقصى صعيد مصر، للسفر إلى العاصمة ليبيع البلالين ؟ ! مهرولا إلى كل مكان يجد فيه تجمهر للمواطنين فيبيع لهم، لا يشغله شاغل سوى البحث عن لقمة العيش التي يتحصلها بعرق جبينه، فينفق من خلالها على أسرته التي حملت على ظهره أعبائها وثقلاتها، حتى ابتسامتهم، هي بالكاد مسئوليته هو.
لا يخجل من عمله، ففيه يجد مأوى غلبة الدهر، وأوجاعه، راض بكل ما فيه، يثق تماما أن الفرج قادم ولكن التعب لا مفر منه، فهو مصير محتوم، يضرب بائع البلالين، مثالا عظيما، للشاب الكادح، الذي آبى أن يمد يده لغيره، الذي يبحث في كل متنفس عن لقمة العيش.