"صور" .. تجار البهجة والسعادة رغم الظروف والإعاقة
الخميس 14/يونيو/2018 - 07:14 ص
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: محمد توفيق
طباعة
حيث الطبقة الراقية والمتوازية مع المتوسطة فَثَمّ "وسط القاهرة"، المولات تزدان بمشاعر البهجة والسعادة، وتزداد بالزبائن بين شراء للملابس الفاخرة، أو زيارة للأماكن التي تبيع لوازم العيد، قرر هذين الرجلين أن يأتيا بكرسيٍ متحرك وأمامهما بضائع "متواضعة" من الألعاب النارية والبلالين وقليل من الولاعات والأقلام والمناديل، في ابتسامة رضىً من أحدهما، واستسلام للإرهاق من الآخر، في مجتمع يراهما بنظرة قاصرة تصفهم بـ "ذوي الاحتياجات الخاصة"، أما الرؤية الشاملة التي التقطتها عدسة المواطن، تكشف أنهم "قاهرين للظروف ومتحدين للإعاقة".
الرضا قبل أي شيء آخر
بائع البهجة رغم الإعاقة
ابتسامة راضية من بائع الخردوات وهو يتجول ببضائعه على كرسيه المتحرك، في أناقة من قميصه الذي يرتديه، وهندمة لتسريحة شعره، وعيون مفعمة بالنظرات الحانية المتفجرة بالأمل، على عكس النظرة الظلامية التي تحتل وجوه الناس بسبب الأسعار والزحام.
النور من بائع الخردوات في قلبه النابض بالإصرار على نشر البهجة في الشارع قبل أن يشعر بها هو، ولم يفضل أن يجلس في منزله وحيداً، وكان يدري أنه يستطيع قهر الظروف رغم إعاقته فخرج ليس متسولاً وإنما قرر التحرك تاجراً للسعادة.
النور من بائع الخردوات في قلبه النابض بالإصرار على نشر البهجة في الشارع قبل أن يشعر بها هو، ولم يفضل أن يجلس في منزله وحيداً، وكان يدري أنه يستطيع قهر الظروف رغم إعاقته فخرج ليس متسولاً وإنما قرر التحرك تاجراً للسعادة.
الكرامة تقهر الإعاقة
بائع البهجة رغم الإعاقة
حين يصاب الإنسان بـ الإعاقة فإن هناك قدر من ثلاثة سيكون موعداً له، فإما أن يرضى بالمصير ويقرر التأقلم معه دون خوف، وإما أن يعيش بضمير ضرير ويتخذ من عجزه ذريعة للسرقة باسم الله، وإما أن يبقى عالة على غيره.
قرر المسكين الطيب ذا الجلباب المتواضع وبجانبه كوب بلاستيكي صغير للشراب، أن يمد يده وينتظر الجنيهات، ليس تسولاً وإنما لبيع ما تيسر له من بلالين وألعاب بلاستيكية دون أن ينطق بـ "لله لله"، أو "نفعني يكسبك ربنا ثواب".
يعي جيداً أن أيامه مريرة وبالتالي لابد من تحلية لها، فكان العمل قبل عيد الفطر ببيع البلالين الزاهية وألعاب الأطفال البلاستيكية أفضل وسيلة له لكي يتعايش مع حياته.
لا يبدو مبتسماً مثل الرجل السالف ذكره، لكن ميل رأسه وغفوة عينيه يفسران رغبته في تحقيق حلمٍ ما يود تحقيقه ويثق في وصوله له نظراً لأن جسده الضئيل الذي يخبئ الجراح، فيه روح تسري وبالتالي لا بد أن يسعى لرزقه أولاً ثم البهجة ثانياً.
قرر المسكين الطيب ذا الجلباب المتواضع وبجانبه كوب بلاستيكي صغير للشراب، أن يمد يده وينتظر الجنيهات، ليس تسولاً وإنما لبيع ما تيسر له من بلالين وألعاب بلاستيكية دون أن ينطق بـ "لله لله"، أو "نفعني يكسبك ربنا ثواب".
يعي جيداً أن أيامه مريرة وبالتالي لابد من تحلية لها، فكان العمل قبل عيد الفطر ببيع البلالين الزاهية وألعاب الأطفال البلاستيكية أفضل وسيلة له لكي يتعايش مع حياته.
لا يبدو مبتسماً مثل الرجل السالف ذكره، لكن ميل رأسه وغفوة عينيه يفسران رغبته في تحقيق حلمٍ ما يود تحقيقه ويثق في وصوله له نظراً لأن جسده الضئيل الذي يخبئ الجراح، فيه روح تسري وبالتالي لا بد أن يسعى لرزقه أولاً ثم البهجة ثانياً.
هؤلاء ذكرهم الله في سورة البقرة
صور | تجار البهجة والسعادة رغم الظروف والإعاقة
يقول الله تعالى في سورة البقرة آية 272 " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ".
رغم أن هذه الآية كان سبب نزولها المهاجرين الذين تركوا مكة وعاشوا في المدينة، لكنها تنطبق في شأن تجار السعادة رغم الإعاقة، ويليق بهم تفسير بن كثير لهذه الآية، فقوله، أي : الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء ، من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم .
رغم أن هذه الآية كان سبب نزولها المهاجرين الذين تركوا مكة وعاشوا في المدينة، لكنها تنطبق في شأن تجار السعادة رغم الإعاقة، ويليق بهم تفسير بن كثير لهذه الآية، فقوله، أي : الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء ، من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم .
بائع البهجة رغم الإعاقة
وفي هذا المعنى الحديث المتفق على صحته، عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان ، واللقمة واللقمتان ، والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ، ولا يسأل الناس شيئا".
وقوله : لا يسألون الناس إلحافا أي : لا يلحون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال ، فقد ألحف في المسألة، فعن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه قال : سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسأله ، فأتيته فقعدت ، قال : فاستقبلني فقال : " من استغنى أغناه الله ، ومن استعف أعفه الله ، ومن استكف كفاه الله ، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف ".
وقوله : لا يسألون الناس إلحافا أي : لا يلحون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال ، فقد ألحف في المسألة، فعن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه قال : سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسأله ، فأتيته فقعدت ، قال : فاستقبلني فقال : " من استغنى أغناه الله ، ومن استعف أعفه الله ، ومن استكف كفاه الله ، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف ".