باسم الأمانة والضمير.. حارس مُستشفى زايد التخصصي يرفض مكافأة حقيبة الأموال التي عثر عليها
الخميس 23/أغسطس/2018 - 06:42 م
إسلام مصطفى
طباعة
يقف أمام المستشفى ترقب أعينه الحركة حولها من وهناك، وبين المهمة المُكلف بها طوال ساعات عمله، الذي هو بمثابة أمانة وُضعت بين يديه خصوصًا وأنه يُستأمن على أرواح مرضى، وبين ضميره الذي يُجاهد أن يظل حيًا حتى لا يخسر حبه لنفسه واحترامه لها، بينما هو واقف وعيناه مفتوحتان ترقب الجميع، تمر عليه مواقف كثيرة كلًا منها يترك في نفسه أثر.
وفي أحد الأيام تجده مُستعد استعدادًا كاملًا "مُصحصحًا" لعمله جيدًا، يد على السلاح ويد أخرى تمسك بفنجان يخبئ بداخله مقدارًا من الكافيين الأسود، حيث أن فنجان القهوة يقويه على السهر؛ ليؤدي عمله على أكمل وجه.
وفي أحد الأيام تجده مُستعد استعدادًا كاملًا "مُصحصحًا" لعمله جيدًا، يد على السلاح ويد أخرى تمسك بفنجان يخبئ بداخله مقدارًا من الكافيين الأسود، حيث أن فنجان القهوة يقويه على السهر؛ ليؤدي عمله على أكمل وجه.
حارس مستشفى الشيخ زايد
تمر الساعات مُعلنه الموعد المُقدر، ربما كان اختبارًا من الله جاء ليبعث له برسالة أنك أنت وإن كنت حي الضمير فالله وحده من يُقدر لك الأقدار السعيدة، لم تلك رسالة الله فقط ولكنها قناعة شخصية لدى الشاب جمال فرغلي فرد الأمن بمُستشفى الشيخ زايد التخصصي.
يداعبه القدر بلطف فيرسل إليه حقيبة يختبئ بداخلها 100 ألف جنيه، لحظة مرت عليه وكأنها سنوات عديدة مديدة لا فرح فيها ولا سعادة، فتلك اللحظة جرته إلى لحظات أُخرى يتعارك فيها الذهن والعقل والقلب والضمير، وهذه طبيعة بشرية لا حرج فيها على الإطلاق، وأثناء تلك المعركة حامية الوطيس تجد الضمير يعلو صوته ولسان حاله يقول: أهم شيء من الأموال احترام الإنسان لنفسه، وأثناء ترديد تلك العبارة، تجد النفس تلك الأمارة بالسوء تحفزه على الفوز بتلك الغنيمة الكبيرة.
ولكن كان الضمير حيًا بما فيه الكفاية ليرفث كل محاولات النفس السيئة، ليُعلن انتصاره مع اللحظات التي سلم فيها الشاب الأمين جمال فرغلي فرد الأمن البسيط للحقيبة بكل ما حوته من نقود، دون المساس ولو بجنهٍ واحد، لتجد الجميع من حوله والذين يحيون بضمير حيًا مثله، يربتون على كتفيه ولسان حالهم يقول: والله إنك أمين فعلًا، بارك الله لك في حياتك وصحتك.
يسمع تلك الكلمات والدعوات من هؤلاء وعيناه ترقص من الفرح، فهذا يكفيه لا مال الدنيا ولا كنوزها تتساوى في قيمتها ورونقها مع تلك الكلمات والدعوات، تاركًا وراء ظهره كلمات أخرى رأت أنه "فقري".
يداعبه القدر بلطف فيرسل إليه حقيبة يختبئ بداخلها 100 ألف جنيه، لحظة مرت عليه وكأنها سنوات عديدة مديدة لا فرح فيها ولا سعادة، فتلك اللحظة جرته إلى لحظات أُخرى يتعارك فيها الذهن والعقل والقلب والضمير، وهذه طبيعة بشرية لا حرج فيها على الإطلاق، وأثناء تلك المعركة حامية الوطيس تجد الضمير يعلو صوته ولسان حاله يقول: أهم شيء من الأموال احترام الإنسان لنفسه، وأثناء ترديد تلك العبارة، تجد النفس تلك الأمارة بالسوء تحفزه على الفوز بتلك الغنيمة الكبيرة.
ولكن كان الضمير حيًا بما فيه الكفاية ليرفث كل محاولات النفس السيئة، ليُعلن انتصاره مع اللحظات التي سلم فيها الشاب الأمين جمال فرغلي فرد الأمن البسيط للحقيبة بكل ما حوته من نقود، دون المساس ولو بجنهٍ واحد، لتجد الجميع من حوله والذين يحيون بضمير حيًا مثله، يربتون على كتفيه ولسان حالهم يقول: والله إنك أمين فعلًا، بارك الله لك في حياتك وصحتك.
يسمع تلك الكلمات والدعوات من هؤلاء وعيناه ترقص من الفرح، فهذا يكفيه لا مال الدنيا ولا كنوزها تتساوى في قيمتها ورونقها مع تلك الكلمات والدعوات، تاركًا وراء ظهره كلمات أخرى رأت أنه "فقري".
حارس مستشفى الشيخ زايد
يقف الشاب أمام المسؤولين عن المُستشفى، ويُقدم إليهم الحقيبة بمُحتوياتها، ووسط دهشة منهم، يرددون كلمات الشكر الحارة، مُشيدين بأمانته، والآن حان وقت عرض المُكافأة المُقدرة بـ10% من قيمة ما وجد، تلك اللحظة استدعت إلى ذهن الشاب البسيط معارك أُخرى، فبين حالته الاقتصادية التي أصابها ما أصاب الجميع في مصر، بين الحاجة وبين المُكافأة المشروعة بدأت تتواتر المعارك في ذهنه، إلا أن الضمير ما زال حيًا هنا، باعثًا له برسالة استفهامية فحواها، أنه هل ستأخذ مُقابل أمانتك، إذا فأين احترامك لنفسك، لتجد الضمير للمرة الثانية يُعلن الانتصار.
يعود الشاب مرة أُخرى لعمله ولكن هذه المرة، يرقب نظرات الجميع من حوله التي تعج بالاحترام، فهو ذلك الشاب الأمين صاحب الضمير الحي، رغم حاجته لم يُفكر شيء يقل من احترامه لنفسه.
يعود الشاب مرة أُخرى لعمله ولكن هذه المرة، يرقب نظرات الجميع من حوله التي تعج بالاحترام، فهو ذلك الشاب الأمين صاحب الضمير الحي، رغم حاجته لم يُفكر شيء يقل من احترامه لنفسه.