الباعة المتجولون في السعودية.. جنسيات مختلفة وبضائع مخالفة
الأحد 26/أغسطس/2018 - 08:00 م
شيماء اليوسف
طباعة
الشارع.. الباب الوحيد الذي لا يعبث في وجه أحد، يحتضن كل العابرين فوقه والمارين جواره والنائمين على نواصيه، يحنو بحجارته الصلبة القاسية على كل من كبلته ظروف الحياة وطاردته كوابيس البحث عن لقمة العيش في متاهات الأزقة ورغم خشونته الحارة يرطب على أفئدة المقهورين في أمن وطمأنينة.
في كل بقاع الأرض يبقى الشارع مأوى رقيق جدا، كسائه العراء ولكن من تغطوا به يثقون تماما في رعايته الحميمة، يستظلون بقطرات الأمل على ظهره المديد، آملين أن تهبط على أنفاسهم حبات الرحمة التي قد تصحب جلوسهم الصعيب المستمر فتأتيهم من حيث لا يحتسبوا، مؤمنين بالصبر الذي رافقهم طوال طريقهم حيث الشارع.
لا يكل من الجالسين على ظهر قلبه، لا يمل من سماع شكواهم المتكررة، يصغى لهم بإمعان، يطرق العنان لألسنتهم المليئة بالقصص المحزنة، لا يقاطعهم أبدا يتحمل مشقاتهم ويقربهم من أمثالهم الجرحى أمثالهم الجرحى، عسى أن يهونوا على أنفسهم، يتباكوا معا ويسعدوا بالتقاء وجدانهم في كأس واحد، فيضحكوا مرة من المرات الشجية.
المرأة التي رحل زوجها إلى العالم الآخر وترك أطفاله في كنفها، ينتظرون استنشاق نفحة فرج، وثوب في العيد أو لعبة ولقمة، فتأخذ على عاتقها إسعادهم وتلبية حاجاتهم، وحدها تقوم بدور الأب والأم وتلجأ إلى الشارع تبتاع ما تيسر لها أن تبيع وتسعد بالقليل من المال الذي يذهب سوا عيشها ويدخل السرور على بيتها.. فكيف يكون الشارع أحن منا ؟
فحين تكبر تلك المرأة المعيلة ويخرج أطفالها من أسوار البيت الفقير تصدمهم متطلبات المجتمع وحاجات الدنيا ومظاهرها اللعينة، فأبسط رغباتهم الحياتية أن يعيشوا كجميع البشر وأن يشعروا بذاتهم وإنسانيتهم ولكن العين بصيرة والأيدي قصيرة وما لها من حيلة غير الشارع، فيقبلهم بصدر رحب يحتضن أحلامهم يمسح عرق جبينهم ويطمئنهم بأن الخير قادم مهما تأخر وأن بعد العسر حتما يسر.
رجل تحاصره شيخوخته المريرة العاجزة، كل من أفنى عمره في خدمتهم تركوه وحيدا، بدون مأكل أو ملبس أو مأوى خانوا رقائق العيش وحبات الملح وقطرات المياه التي كثيرا ما ارتشفوها معه، عجزوا عن عنايته وعن احترام صلة الرحم، ثم وجد نفسه بين يدي الشارع يغسل أوجاعه المشتعلة بحفنة نور فمن يرحم هذا من صقيع الشتاء القارص، وهو يلوك لسانه في فمه من شدة الجوع ويستظل بدفء الشارع في عتمة البرودة ؟
كم تحمل الشوارع من أوجاع وأحزان وأثقال تحاصر كل زواياها وعابريها ! نحن لسنا ملائكة كلنا مخطئون، وليس الملك في أيادينا، وكلنا معرضون ليكون الشارع مأوى لأثقالنا وتعاستنا إن شردتنا ظروف الحياة الكئيبة.. لكن ليس جميعنا يحافظ على حرمة الشارع، بمنظر يعوق المارة من المرتجلين والسائرين بمركباتهم.
و رغم أن الشارع يأوي جميعهم إلى ملاجئه شديدة الدفء إلا أن هناك من يقابل هذه الملاجئ بالعبث والتخريب، كما يفعله الباعة الجائلين الذين يفترشون الشوارع في بعض الأحياء السعودية قد تسببوا في تشكيل أحد مظاهر التلوث البصري وقضوا على المظهر الحضري وقد أحالوا شوارع الأحياء إلى استراحات وأحواش ماشية وعشش ومخيمات عشوائية نظموها على مداخل المدن غير أبهين بالاشتراطات البلدية، كانت هذه الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام عن المكتب الإعلامي لمحافظة جدة.
جنسيات مختلطة من كل حدب وصوب ينتشرون على جانبي الجادة العامة لحي شارع المنصور وبعض الأحياء الشعبية الأخرى، يفترشون ببضائع مخالفة، مستغلين قرب الحي من بيت الله الحرام وموسمي العمرة والحج حيث يتوافد المعتمرين والحجاج على الأحياء المجاورة للحرم، فتصبح كل الشوارع المؤدية له مكانا خصبا للتجارة التي المخالفة للنظام السعودي حتى في وضع النهار.
في كل بقاع الأرض يبقى الشارع مأوى رقيق جدا، كسائه العراء ولكن من تغطوا به يثقون تماما في رعايته الحميمة، يستظلون بقطرات الأمل على ظهره المديد، آملين أن تهبط على أنفاسهم حبات الرحمة التي قد تصحب جلوسهم الصعيب المستمر فتأتيهم من حيث لا يحتسبوا، مؤمنين بالصبر الذي رافقهم طوال طريقهم حيث الشارع.
لا يكل من الجالسين على ظهر قلبه، لا يمل من سماع شكواهم المتكررة، يصغى لهم بإمعان، يطرق العنان لألسنتهم المليئة بالقصص المحزنة، لا يقاطعهم أبدا يتحمل مشقاتهم ويقربهم من أمثالهم الجرحى أمثالهم الجرحى، عسى أن يهونوا على أنفسهم، يتباكوا معا ويسعدوا بالتقاء وجدانهم في كأس واحد، فيضحكوا مرة من المرات الشجية.
المرأة التي رحل زوجها إلى العالم الآخر وترك أطفاله في كنفها، ينتظرون استنشاق نفحة فرج، وثوب في العيد أو لعبة ولقمة، فتأخذ على عاتقها إسعادهم وتلبية حاجاتهم، وحدها تقوم بدور الأب والأم وتلجأ إلى الشارع تبتاع ما تيسر لها أن تبيع وتسعد بالقليل من المال الذي يذهب سوا عيشها ويدخل السرور على بيتها.. فكيف يكون الشارع أحن منا ؟
فحين تكبر تلك المرأة المعيلة ويخرج أطفالها من أسوار البيت الفقير تصدمهم متطلبات المجتمع وحاجات الدنيا ومظاهرها اللعينة، فأبسط رغباتهم الحياتية أن يعيشوا كجميع البشر وأن يشعروا بذاتهم وإنسانيتهم ولكن العين بصيرة والأيدي قصيرة وما لها من حيلة غير الشارع، فيقبلهم بصدر رحب يحتضن أحلامهم يمسح عرق جبينهم ويطمئنهم بأن الخير قادم مهما تأخر وأن بعد العسر حتما يسر.
رجل تحاصره شيخوخته المريرة العاجزة، كل من أفنى عمره في خدمتهم تركوه وحيدا، بدون مأكل أو ملبس أو مأوى خانوا رقائق العيش وحبات الملح وقطرات المياه التي كثيرا ما ارتشفوها معه، عجزوا عن عنايته وعن احترام صلة الرحم، ثم وجد نفسه بين يدي الشارع يغسل أوجاعه المشتعلة بحفنة نور فمن يرحم هذا من صقيع الشتاء القارص، وهو يلوك لسانه في فمه من شدة الجوع ويستظل بدفء الشارع في عتمة البرودة ؟
كم تحمل الشوارع من أوجاع وأحزان وأثقال تحاصر كل زواياها وعابريها ! نحن لسنا ملائكة كلنا مخطئون، وليس الملك في أيادينا، وكلنا معرضون ليكون الشارع مأوى لأثقالنا وتعاستنا إن شردتنا ظروف الحياة الكئيبة.. لكن ليس جميعنا يحافظ على حرمة الشارع، بمنظر يعوق المارة من المرتجلين والسائرين بمركباتهم.
و رغم أن الشارع يأوي جميعهم إلى ملاجئه شديدة الدفء إلا أن هناك من يقابل هذه الملاجئ بالعبث والتخريب، كما يفعله الباعة الجائلين الذين يفترشون الشوارع في بعض الأحياء السعودية قد تسببوا في تشكيل أحد مظاهر التلوث البصري وقضوا على المظهر الحضري وقد أحالوا شوارع الأحياء إلى استراحات وأحواش ماشية وعشش ومخيمات عشوائية نظموها على مداخل المدن غير أبهين بالاشتراطات البلدية، كانت هذه الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام عن المكتب الإعلامي لمحافظة جدة.
جنسيات مختلطة من كل حدب وصوب ينتشرون على جانبي الجادة العامة لحي شارع المنصور وبعض الأحياء الشعبية الأخرى، يفترشون ببضائع مخالفة، مستغلين قرب الحي من بيت الله الحرام وموسمي العمرة والحج حيث يتوافد المعتمرين والحجاج على الأحياء المجاورة للحرم، فتصبح كل الشوارع المؤدية له مكانا خصبا للتجارة التي المخالفة للنظام السعودي حتى في وضع النهار.