"بعد سنوات الضياع" السياحة تعود إلى مصر من نافذة الفراعنة .. ما الجديد في معبد حتشبسوت ؟
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 07:30 م
إسلام مصطفى - تصوير: مصطفى الدايح
طباعة
على الضفة الغربية من النيل بمقابلة مدينة الأقصر الساحرة، تجده واقفًا شامخًا شاهدًا على عظمة المصريين القُدماء في العمارة، بل على عظمة المرأة المصرية مُنذ قديم الأزل، هو معبد الدير البحري الذي دشنته الملكة حتشبسوت لأداء الطقوس الدينية التي تكون رفيقها الأوحد في عالمها الآخر، وتُمكنها من الفوز بالنعيم الأبدي، طاعة للآلهة.
سائحة أمام معبد حتشبسوت
ثلاثة مُدرجات مُتصاعدة، دُشنت بإتقان هندسي رائع، لا يخلو من الجمال، بينهم منصات مُنحدرة تُمكن الزوار من الصعود والهبوط بين تلك المُدرجات، منظر يقف أمامه جميع السُياح المصري منهم والأجنبي، فاتحًا أعينه بل وفمه من هول جمال التشييد، ويكاد كلًا منهما لا يُصدق أن الجمال الهندسي والتصميم الرائع دُشن قبل 7000 آلاف سنة ق.م.
من أمام معبد الملكة العظيمة، تجد سائحة تلوح بعلامة النصر، ولسان حالها يقول: أنا حفيدة الملكة التي أمرت ببناء هذا الصرح العظيم، الذي جبر المُحبين على الإتيان إليه من كل بقاع العالم يهيمون في حبه عشقًا فيه وفي الحضارة المصرية القديمة.
من أمام معبد الملكة العظيمة، تجد سائحة تلوح بعلامة النصر، ولسان حالها يقول: أنا حفيدة الملكة التي أمرت ببناء هذا الصرح العظيم، الذي جبر المُحبين على الإتيان إليه من كل بقاع العالم يهيمون في حبه عشقًا فيه وفي الحضارة المصرية القديمة.
معبد الدير البحري
تماثيل عُظماء الفراعنة تجدها منصوبة في واجهة معبد الدير البحري، مُتخذة وضع التقديس، الذي يضع فيه المصري القديم يداه معكوستين على صدره، ولسان حالها يقول: ادخلوا آمنين فهنا تسقط الاختلافات، هنا مكان تواصلك مع الآلهة، هنا تجد الراحة النفسية والمعجونة بعظمة الإنسان القادر على إثبات نفسه.
وكيف لا وأنت في خضم مجموعة من معابد أجدادنا المصريين القُدماء، في المنطقة الفرعونية الساحرة، ومن بين تلك المعابد تجد معبد "حتشبسوت" و"منحوتب" و"تحتمس الثالث"، تخيل أنك في حضرة هؤلاء العُظماء، حالة مختلطة من المشاعر تنتابك لمجرد أنك تقف في حضرتهم، كل ذلك في بتذكرة قيمتها 20 جنيهًا فقط.
فهنا سائح أجنبي تجده يرفع "كاميرته" مُلتقطًا صورة للذكرى بعدما تاه عقله من جمال ما رأى على جُدران المعبد، هو هائمًا في جمال وسحر الحضارة الفرعونية القديمة، وعلى يمينه ابنته الصغيرة التي تجد أعينها تلمع من شدة جمال الحضارة الفرعونية، التي استطاعت أن تأثر قلبها كما أثرت قلب والداها وأجبرته على أن يحمل "كاميرته" مهرولًا إلى مقر أعظم وأقدم حضارة في العالم، مُتجولًا في حضرتها، تمس قلبه كل ما بها من أركان وطقوس دينية، وعلوم وثقافة مؤثرتين.
معبد الدير البحري
وهناك سُيّاح آخرين تجدهم هائمين في روعة وجمال الحضارة الفرعونية، فقرروا التقاط صورًا بجوار المعابد والأديرة الفرعونية القديمة، فتجد شخصًا يمد يده إلى احد السُياح التائه في جمال وسحر الدير البحري، طالبًا منه أن يلتقط له صورة مع هذا الصرح العظيم، ليكون التِذكار الذي لن تتمكن الأيام من محوه، وإن تمكنت بنسبة صغيرة من محو تلك الزيارة الساحرة من ذاكرته.
حالة من البهجة الحقيقية التي لن تجدها على الإطلاق في أي من المقابر حول العالم؛ والسبب أن المقابر المصرية القديمة ممزوجة بعبق التاريخ، والأحداث التاريخية، التي تُجبرك على أن تقف مُبتهجًا عن معرفة ذلك التاريخ القديم الحافل بالانتصارات، هذا من ناحية ومن ناحية أُخرى أن المصريين القدماء تعمدوا أن يضفوا نوعًا من البهجة على المباني التي يشيدوها.
فتجد معبد الدير البحري وغيره من المعابد وكل صرح وضع المصري القديم به بصمته، اهتم أن يدخله الشمس من كل جانب مما يبعث على تجديد الطاقة والحياة أولًا بأول داخله، ما يخلق حالة من البهجة في نفوس الزوار، وربما البهجة التي رصدتها كاميرا "المواطن" في أعين كل سائح أن سعر التذكرة زهيد جدًا، ولم يكلفهم الأمر تفكير عميق قبل زيارة الحضارة المصرية القديمة؛ ليفخروا بأجدادهم.