على جنب يا سطى.. سيدة تكسر الحواجز من أجل إثبات الذات
الأربعاء 29/أغسطس/2018 - 06:49 م
أمل عسكر
طباعة
تتحمل نظرات كل من يشاهدها وكأنها تقوم بشيء حرام أو خطأ، هذا المجتمع لم يرحم الضعفاء مثلها ولا الذي يبحث عن قوت عيشه، ولكنها لم تيأس ولا تخجل يوما من عملها على الرغم من الصعاب التي كانت تواجهها في كل يوم تذهب فيه إلى عملها منذ الصباح وحتى انتهاء " ورديتها " على الميكروباص.
" ث.غ " سيدة في أوائل عقدها الخامس تعمل سائقة ميكروباص، كسرت جمود العادات التي فرضت قيودًا على عمل المرأة في المجتمع، وتحررت من تلك الأفكار القديمة العقيمة التي أصبحت في مجتمعنا هذا لا جدوى منها، وتحدت كل من وقف أمام طريقها وحاول تشويش أفكارها وجعلها سيدة تجلس فقط في البيت تنظف وتربي الأولاد.
قالت: " لم يكن عمري عائقًا أمام عملي كسائقة ميكروباص، ولكن نظرات الناس حولي وحديثهم الذي ليس له فائدة ولا طعم هو من كان يحبطني"، متابعة بعاميتها: " بس أكل العيش مر نعمل ايه "، لم يكن لدي طريقة غير هذا العمل، فضلًا عن مصاريف أسرتها خاصةً أنها المنقذ والعائل الوحيد لأفراد أسرتها، مما دفعها للتخلي عن أبسط حقوقها كامرأة والاضطرار للعمل سائقة ميكروباص.
تابعت: " زوجي توفى والمعاش الذي تركه لنا أنا والأولاد لا يكفي " العيش الحاف "، مضيفة وأنا لدي خمسة أولاد وكل منهم له مصرزفاته الخاصة وطلبات لن تنتهي ولا استطيع أرفض جميع طلباتهم، فهم لهم حق علي لأنني والدتهم، فوجدت العمل هو الحل لي وقمت بالعمل على ميكروباص، لم أنكر في أول الأمر كنت خائفة من ردود الأفعال حولي وكلام الناس كان يصبني بالإحباط في أوقات كثيرة، ولكن عندما نظرت إلى أولادي شعرت بأنني لم يجب الالتفات لهؤلاء البشر فهم يتحدثون فقط.
وأوضحت: " نظرات الناس لي كانت كالسهام وحديثهم الجانبي عليّ أثناء ركوبهم معي وصدمتهم أنني سيدة كانت تجعلني أشعر بالضيق أوقات كثيرة، كان منهم من يقوم بالسخرية ومنهم من يقرر النزول من السيارة، والكثير من المواقف ولكنني تعودت على ذلك، وحاليا أصبح لا يؤثر في فأنا أعمل مثل أي شخص لا فرق بيني وبين أي سائق، وقمت بعمل كيان وأسم لي في المنطقة التي أعمل فيها حتى لا أحد يستغل أنني سيدة وضعيفة والآن أعمل ولا يهمني أحد ".