كيف تتعاملين مع طفلك.. خبراء تنمية بشرية يوضحون خطورة الهواتف الحديثة على الأطفال
الجمعة 31/أغسطس/2018 - 01:35 م
شيماء اليوسف
طباعة
أن يكون المرء أبا أو أمًا، هي بالكاد مهمة على درجة خطيرة من الأهمية، فلابد من التهيؤ لاستقبال المنحة الإلهية الصغيرة البديعة، في هذا العالم المليء بالتقلبات، وتتغير حياة المرء تغيرا لن يعود على حالته السابقة منذ دخول أول طفل فيها، ويعلن وصوله بداية مسيرته المهنية.
تساؤلات عديدة تخالج ذهن الأم عندما تدق طبول مجيء طفلها، ليقاسمها حياتها، هل أمتلك ما يلزم فعله، هل بوسعي القيام بذلك كله،هل أشعر بمزيد من الطمأنينة؟ أغلب الآباء والأمهات الجدد يشعرون بالقلق ولا يعرفون كيف يتعاملون مع أطفالهم وكيف يديرون تلك المسئولية الجديدة!
"تربية الأطفال"
هل بمقدورك أن تربي طفلا مثاليا؟ في الواقع لا يوجد شخص مثالي مائة بالمائة.. لكن الاهتمام العميق بمسألة تربية الأطفال وإدراك كل ما تقتضيه من عمل شاق ومتواصل تعد أفضل نقطة انطلاق وحول طرق تربية الطفل وكيفية التعامل معه، قالت أسماء مراد الفخراني، مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات، في تصريحات خاصة لـ " بوابة المواطن" أن الطفل يتأثر بكافة انفعالات وتصرفات الأم بداية من مرحلة الحمل.
حيث أكدت مراد، أن المهمة في بادئ الأمر تقع على عاتق الأم خلال فترة حملها فيتأثر الجنين بشخصيتها والحالة النفسية التي تعيشها، والتي يمنع الأطباء فيها تناول العقاقير والأدوية، وتجنب الانفعالات العصبية والضغوط النفسية.
ليكن الحب هو استجابتك على الدوام لابنك أو ابنتك لتستمتعا بتفاعل صحي على مدى العمر.. ثمة مشاعر يدركها الطفل بعد الولادة خاصة تعامل أمه معه، وتوضح الفخراني، أن مرحلة ما بعد الولادة يجب أن تشعر الأم طفلها بالحب.. عند إرضاعه أو عند احتضانه، لأنه عند إحساسه بحالتها التي قد تبدو سيئة يرفض الرضاعة، كما لفتت أن الطفل الذي يتأخر في النطق يكون ناتج طبيعي لانشغال الأم عنه وعدم اهتمامها به وعدم التحدث إليه وتضيف: " طالما محدش بيتكلم معاه هيتعلم الكلام منين ".
وتعتبر الفخراني، أن الطفل يعتمد بشكل أساسي على أمه من حيث راحته البدنية وسلامته الصحية وأمانه الانفعالي وسعادته، مشيرة إلى تغيير نمط حياتها بشكل عام، حيث إن كانت تنظم حفلات وسهرات حتى وقت متأخر أو الأجازات الصيفية أو الأغذية غير المعتادة، أو شراء أغراض على أحدث الصيحات وبذل جهد كبير في صالة الألعاب الرياضية وغيره فكل ذلك يتطلب تغيير في نمط المعيشة وأسلوب الحياة بما يتفق مع احتياجات الطفل.
وقالت مدربة التنمية البشرية، إن مرحلة ما قبل المدرسة تطلب من الأبوين أن يحرصا دائما على تصرفاتهما ولغة الحوار بينهما أمام الطفل لأن هذه الفترة بالنسبة له تمثل مرحلة تقليد لأبويه، قد يقلد كل تصرفاتهما معا، مؤكدة أن الأسرة هي المدرسة الأولى في حياة الطفل التي يتعلم منها كل شيء، مشيرة إلى الاهتمام بإبعاد الهواتف الحديثة عن الطفل لما لها من آثار جانبية عليه مما تجعله خجول وانطوائي.
ويتوافق كلا من الوالدين مع احتياجات الطفل البدنية والعاطفية ويضبط كلا منهما حياته بحيث يلبي هذه المتطلبات وأن يتفهم كليهما دوره، وضرورة أن يظل كل شخص راشد حساس تجاه مشاعر واحتياجات شريك حياته من كافة الجوانب ونتيجة لهذا سيشعر الطفل بالرضا النفسي والحب وتضيف الفخراني، هذه الثقافة المتبادلة التي اكتسبها الطفل عن عائلته ستساعده بشكل كبير في المدرسة، لأن المدرسة لا تدعم السلوكيات بشكل خاص.
وتشكل المرحلة الإعدادية والثانوية من مراحل التعليم فترة انتقال الطفل إلى المراهقة والتي تخطيط وإعداد جيد خلال مرحلة الطفولة التي تطلب توافر جهود الأبوين وتكاتفهم معا، ليستقبل مرحلة الرشد وهو قادر على اتخاذ كافة قراراته وفق تربية سليمة وبدون تعارض أسري.