"مقتل الصحفيين الروس الثلاثة" جريمة فتحت المسكوت عنه بشأن دور موسكو في أفريقيا الوسطى
الأربعاء 05/سبتمبر/2018 - 07:01 م
سيد مصطفى
طباعة
لم تكن قضية مقتل الصحفيين الروس في أفريقيا الوسطى، إلا جزء من سيناريو الوجود الروسي داخل تلك البلاد، ودعم حكومتها، وسط حرب مستعرة تقودها تلك الحكومة ضد أطراف عديدة مسلحة معارضة لها.
العلاقات الروسية
العلاقات الروسية
بوتين - رئيس إفريقيا الوسطى
نجحت روسيا نهاية العام الماضي، في تحصيل استثناء لها من حظر السلاح المفروض على أفريقيا الوسطى، رغم تردّد فرنسا في البداية، خاصّة لعدم منحها استثناءً مشابهًا قبل عام بمعارضة من روسيا.
وتشير تقارير، غير مؤكدة، إلى نشر جنود تابعين لشركة الأمن الخاصّة «فاغنر» في مناطق مختلفة من البلاد، وهي شركة مُسجّلة في الأرجنتين (لا يسمح القانون الروسيّ بمثل هذا النوع من النشاط الخاصّ)، ولها روابط غير رسميّة مع الكرملين.
استطاعت روسيا إذًا أن تنجز ما عجز عنه، أو رفضه، غيرها. منذ تلك النقطة، أخذت العلاقات بين البلدين منحى تصاعديًّا.
لم تقف جهود روسيا في أفريقيا الوسطى عند العتبة العسكريّة، بل سعت إلى تأسيس مقاربة أوسع. تعمل موسكو مثلًا على الجانب الإنسانيّ، حيث نشرت مستشفيات متنقلة، وتسعى إلى الإسهام في قطاع التعليم (تعلّم تواديرا نفسه في شبابه على أيدي أساتذة روس أُرسلوا إلى بلاده)، إضافة إلى البنى التحتيّة الأخرى.
لم يمض وقت طويل حتى وصلت ثلاث شحنات من السلاح الخفيف إلى البلد، ومعها مُدرّبون عسكريّون أنشئت لهم أكاديميّة في قصر الرئيس السابق بوكاسا، أكثر من ذلك، صار الروس جزءًا من الحرس الشخصيّ للرئيس تواديرا.
وتشير تقارير، غير مؤكدة، إلى نشر جنود تابعين لشركة الأمن الخاصّة «فاغنر» في مناطق مختلفة من البلاد، وهي شركة مُسجّلة في الأرجنتين (لا يسمح القانون الروسيّ بمثل هذا النوع من النشاط الخاصّ)، ولها روابط غير رسميّة مع الكرملين.
استطاعت روسيا إذًا أن تنجز ما عجز عنه، أو رفضه، غيرها. منذ تلك النقطة، أخذت العلاقات بين البلدين منحى تصاعديًّا.
في مايو هذا العام، تقابل تواديرا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش المنتدى الاقتصاديّ في سان بطرسبورغ، وأشارا خلال حديثهما إلى العلاقات التي جمعت بلديهما في عقدي الستينيات والسبعينيات، وأعلنا تطلّعهما إلى استعادة ذلك الوهج.
لم تقف جهود روسيا في أفريقيا الوسطى عند العتبة العسكريّة، بل سعت إلى تأسيس مقاربة أوسع. تعمل موسكو مثلًا على الجانب الإنسانيّ، حيث نشرت مستشفيات متنقلة، وتسعى إلى الإسهام في قطاع التعليم (تعلّم تواديرا نفسه في شبابه على أيدي أساتذة روس أُرسلوا إلى بلاده)، إضافة إلى البنى التحتيّة الأخرى.
من جانب آخر، تعمل روسيا على إقامة خطوط تواصل مع زعماء التمرّد، حيث قابل مبعوثون لها ثلاثة من كبار رموز المعارضة حتى الآن، من بينهم الرئيس السابق ميشيل دجوتوديا، مستغلة علاقات قديمة معه تكوّنت حين درس خلال شبابه في "الجامعة الروسيّة لصداقة الشعوب"
ظهور قضية الصحفيين الثلاثة
ظهور قضية الصحفيين الثلاثة
الصحفيين الثلاثة
أكدت الخارجية الروسية 30 في يوليو الماضي، مقتل الصحفيين كيريل رادتشينكو، وألكسندر راستورغوييف، وأورخان جمال، في جمهورية إفريقيا الوسطى قرب مدينة سيبيو على 300 كم جنوبي العاصمة بانغي جراء هجوم مسلح.
وأعربت لجنة التحقيق الروسية عن استعدادها لمساعدة الأجهزة الأمنية في إفريقيا الوسطى للكشف عن ملابسات هذه "الجريمة الفظيعة المرتكبة بحق الصحفيين الروس".
وأعربت لجنة التحقيق الروسية عن استعدادها لمساعدة الأجهزة الأمنية في إفريقيا الوسطى للكشف عن ملابسات هذه "الجريمة الفظيعة المرتكبة بحق الصحفيين الروس".
التعذيب غير وارد
لم يكتشف الأطباء في جمهورية إفريقيا الوسطى، عن أي آثار للتعذيب على جثث الصحفيين الروس الثلاثة الذين قتلوا الاثنين الماضي بهجوم مسلح في البلد المذكور، بل عثروا في الجثث فقط على جروح ناجمة عن عيارات نارية، وفقا للبيانات التي وردتنا من موظفي السفارة الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى
قضية سرقة
بينما كشفت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، فى بيان أن المراسل الحربى أورخان جمال ومخرج الأفلام الوثائقية ألكسندر راستورغييف والمصور كيريل رادتشينكو، تعرضوا لهجوم من قبل مجهولين بهدف سرقتهم وقتلوا أثناء محاولتهم المقاومة.
وقالت إنها تستند فى بيانها إلى النتائج الأولية للتحقيق فى جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث كان هؤلاء يجرون تحقيقا حول وجود مرتزقة روس وخصوصا من الشركة الأمنية الخاصة "فاجنر" التى شاركت فى المعارك فى سوريا، والثلاثة يتعاونون مع مركز إدارة التحقيقات وهو مشروع أطلقه المعارض الروسى المنفى ورجل الاعمال السابق ميخائيل خودوركوفسكي.
اتهامات روسية
مسلحين
واتهمت المتحدثة بعض وسائل الإعلام بأنها تبذل ما فى وسعها لتحريف المعلومات والأمور الحقيقية المتعلقة بوجود مدربين روس فى إفريقيا الوسطى، مؤكدة أن الخبراء العسكريين الروس المنتشرين فى إفريقيا الوسطى متواجدين بطلب من رئيسها ولا يشاركون فى المعارك ولا يهتمون إلا بالتأهيل.
ومنذ بداية 2018، نشرت روسيا مدربين عسكريين فى إفريقيا الوسطى وسلمت جيش هذا البلد أسلحة وضمنت أمن الرئيس فوستان تواديرا ومستشاره للشؤون الأمنية روسى، حيث يهدف البرنامج الروسى إلى تعزيز جيش يواجه صعوبات كبيرة فى بلد تسيطر على الجزء الأكبر من أراضيه مجموعات مسلحة.
ومنذ بداية 2018، نشرت روسيا مدربين عسكريين فى إفريقيا الوسطى وسلمت جيش هذا البلد أسلحة وضمنت أمن الرئيس فوستان تواديرا ومستشاره للشؤون الأمنية روسى، حيث يهدف البرنامج الروسى إلى تعزيز جيش يواجه صعوبات كبيرة فى بلد تسيطر على الجزء الأكبر من أراضيه مجموعات مسلحة.