"غدر الزمان × صور" رجل يجسد معاناة الفقراء في مشهد مأسوي
الجمعة 07/سبتمبر/2018 - 10:31 م
شيماء اليوسف تصوير : محمد توفيق
طباعة
غدر الزمان .. مثل الذي خان وطنه و باع بلاده، و مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه و لا اللص يكافئه، غدر الزمان جعل ذلك الرجل يتخفى خلف قناع أسود، ملثم كاللص ليسرق لقمة عيش يابسة من أكوام القمامة، فيبل عطش جوعه و يروي ظمأ ليله.
يظهر خلسة في نهار طويل، يهرب من أنظار المارة، كل همه يلتقف لقمة واحدة مهما كانت مريرة و ملوثة و مبعثرة في تراب القهر، لكنها ستسد جوعه و تمحي من فوق جبينه أهات الحسرة، لكن .. ما الذي يجبره فعل ذلك ؟!
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليه قذائف الاتهامات ونلومه على تقصيره في البحث عن عمل يأكل من ورائه لقمة عيش شريفة و غير ذليلة، تحفظ ماء وجهه من الطريق، فربما يمر بظروف نفسية قهرية جعلته يتصرف بدون أن يعي، ربما يعيش في حالة مرضية سيئة و يحتاج عناية، حتى يصحو، و أيا ما كانت ظروفه التي نجهلها أوقعته في بؤرة المهانة و الجزع، فليس هناك أقسى على المرء من إخفاء وجهه ليمد يده حيث القمامة ليأكل .
مواطن يأكل من القمامة
هؤلاء مسئولية من ؟
التقط مراسل بوابتنا" المواطن" صورا له لتوجه رسالة شديدة اللهجة لأولياء الأمور، لأن هذا بالكاد هو مهمتنا و مسئوليتنا أن نلوح الأضواء على ما يستحق الحديث عنه و أن نسأل أين هي حقوق هؤلاء, و لماذا لا يهتم بهم أحد؟ فكم من صحف التقطت صورا لأطفال و رجال و نساء يمدوا يدهم لصناديق القمامة بحثا عن لقمة يائسة حزينة !
تبرع الآن .. كيف تتبرع أون لاين .. اتصل بنا للتبرع .. حسابنا للتبرع من خلال البنوك و الهاتف و البريد .. كيف يصلك مندوبنا للتبرع .. جميع وسائل الجمعيات الخيرية للتواصل هي لجمع الأموال للتبرع فقط، و لكن إلى أين تذهب هذه الأموال، و أين مصير هؤلاء منها، هل تسرق جيوب المواطنين عن طريق التبرعات التي لا تصل إلى مستحقيها ؟
رجل يأكل من القمامة
إن برنامج الطعام الشهري الذي يديره بنك الطعام المصري يوفر طعام بصفة شهرية للحالات و الأسر المستحق، بعد إجراء الدراسات و الأبحاث التي من شأنها إثبات أحقية هذه الأسر أو تلك الحالات في استلام الكارتونة .. لكن ماذا عن الحالات التي تتخفى خلف الأقنعة لا يعلم عن أحد أي شيء وماذا عن الحالات و الأسر التي لا تصل إليها هذه الأبحاث و هل تكفل الكارتونة أسرة كاملة لمدة شهر رغم أن البنك أنفق ما يزيد عن 100ألف جنيه لصالح إعلان تليفزيوني مدته 30 ثانية فقط ؟
لقد وظفت العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية نجوم في مختلف المجالات من الفن والرياضة و غيره من أجل جمع التبرعات خلال المارثون الرمضاني لهذا العام 2018م، أنفقت على هذه الإعلانات حصيلة ملايين تحوي أرقاما فلكية، بلغت تكلفة مصر الخير، إلى ما يزيد على مليون و 250جنيها مصريا لإعلان مدته 30 ثانية و كانت تكلفة إعلانات مستشفى "بهية" 250 ألف جنيه .