رؤى و تطلعات على متن العام الهجري الجديد .. كيف ينظر جيل الثورة الرقمية إلى الهجرة المحمدية ؟
الثلاثاء 11/سبتمبر/2018 - 01:31 م
شيماء اليوسف
طباعة
ثمة ارتباطات وجدانية مغروسة في أعماق المسلمين بكلمة الهجرة التي أصبحت قاعدة أساسية لبداية تأسيس للدولة الإسلامية، حتى إن كان هناك خلط مفهومي خاطئ بين بداية العام الهجري و الهجرة نفسها، و من المعروف أن التأريخ للعام الهجري بدأ على يد الخليفة عمر بن الخطاب بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم ، ولم يكت في حياة الرسول، و إن تعددت المفاهيم فإن العام الهجري يذكرنا لا محالة بالهجرة المحمدية من مكة للمدينة.
الدروس المستفادة من الهجرة النبوية :
رسم تعبيري لغار حراء
إن الدروس المستفادة من الهجرة لا تعد و لا تحصى و قد اختلف منهاج النظر إليها بحسب ثقافة و تطور العصر فكل جيل يرى حكمة الهجرة بحسب طبيعة رؤيته، إذ كان القدامى يروا أن الأخذ بالأسباب يقع على رأس الدروس المستفادة، حيث أن النبي و صاحبه أبو بكر الصديق بذل كل ما في جهدهما لإنجاح عملية الهجرة و هذا بحسب ميثاق ثقافة الماضي اعداد المؤمن ما يستطيعه، معززين هذا الدرس بقول الله اعالى " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ".
لم يعتمد النبي عليه السلام، على الأسباب فقط بل تحلت هذه الاسباب بالإعتماد على الله و قد ظهر ذلك في قوله: " ماظتك باثنين الله ثالثمها" وكذلك الإيمان بالنصر ليس فقط في هذه الرحلة بل في نشر الإسلام و رفعة رايته.
و الدرس الأهم هو الحفاظ على الصحبة، فقد عاش النبي، صلى الله عليم وسلم بصحبة و خرج إلى الطائف بصحبة، فهو يعلمنا جميعا البحث عن الصحبة الصالحة.
رسم كاريكاتوري لأهل مكة في عصر صدر الإسلام
الهجرة النبوية كما يراها الجيل الحالي :
انقلب العصر رأسا على عقب و دخلت الحداثة بقدمها غيرت ثقافة العالم كله فكرا، و تطلعا .. فرؤية هذا الجيل للهجرة المحمدية هي التحرر من القيود التي تعتبر في منظور جيل اليوم، تجربة أمور جديدة لم تكن الأفراد على قدرة في تجربتها داخل المجتمع محط حياتهم و بيئتهم، في الوقت الذي تمنح الهجرة هؤلاء الأفراد حريتهم المطلوبة واثقين أن النجاح سيخرج من بين طياتها.
يرى أبناء جيل الثورة الرقمية أن هجرة الرسول، التي قام بها هربا من ظلم الجبابرة و قد منحته عليه السلام نجاحا نافذة للهروب من الثقافات المنغلقة داخل المجتمعات الأكثر انغلاقا، فكانت هجرته على غرار أنبياء صالحين هاجروا أقوام متسلطة .
كأن التاريخ يعيد في هذه الذكرى العطرة تجارب حياة من هربوا جهرا و سرا يحملون على أعناقهم الرغبة في النجاح و العيش، فلما أراد نوح أن ينجح هجر قومه إلى الفلك، و فعلها لوط بقطع من الليل و هاجرت العذراء إلى المحراب و موسى إلى فلسطين و عندما أراد محمد صلى الله عليه وسلم أن ينجح هجر قومه إلى يثرب .
انقلب العصر رأسا على عقب و دخلت الحداثة بقدمها غيرت ثقافة العالم كله فكرا، و تطلعا .. فرؤية هذا الجيل للهجرة المحمدية هي التحرر من القيود التي تعتبر في منظور جيل اليوم، تجربة أمور جديدة لم تكن الأفراد على قدرة في تجربتها داخل المجتمع محط حياتهم و بيئتهم، في الوقت الذي تمنح الهجرة هؤلاء الأفراد حريتهم المطلوبة واثقين أن النجاح سيخرج من بين طياتها.
يرى أبناء جيل الثورة الرقمية أن هجرة الرسول، التي قام بها هربا من ظلم الجبابرة و قد منحته عليه السلام نجاحا نافذة للهروب من الثقافات المنغلقة داخل المجتمعات الأكثر انغلاقا، فكانت هجرته على غرار أنبياء صالحين هاجروا أقوام متسلطة .
كأن التاريخ يعيد في هذه الذكرى العطرة تجارب حياة من هربوا جهرا و سرا يحملون على أعناقهم الرغبة في النجاح و العيش، فلما أراد نوح أن ينجح هجر قومه إلى الفلك، و فعلها لوط بقطع من الليل و هاجرت العذراء إلى المحراب و موسى إلى فلسطين و عندما أراد محمد صلى الله عليه وسلم أن ينجح هجر قومه إلى يثرب .
أهداف هجرة النبي و هدف الهجرة عند الشباب :
لقد كان لكم في رسول الله آسوة حسنة .. حكمة إلهية بديعة لكن .. هل باتت الهجرة من أركان الحياة الصحيحة في وقتنا هذا؟
كثير من الشباب يهاجر طوعا و هناك من يرغم على ذلك، حيث يرون أن هذه الهجرة دواء لكثير من الأمراض الحياتية داخل مجتمعاتهم، رغم صغوبة الحياة في المهجر، جاعلين من هجرة المصطفى الأمين، مشهدا و دربا.
لقد هاجر النبي من داخل مجتمعه مرغما و قال عن وطنه " لولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت " فلم يجد النجاح في مجتمعه و لم يجد خير من قومه، و استيأس من الدعوة في مكة، وبدأ البحث عن دربا جديدا لدعوته التي نتفهم منها جليا أنها هجرة حاجة و ليست غاية، على هذا النحو يرون أن الهجرة تبلغ الفرد حاجته إلى التحرر من قيود مجتمعه التي لن تتغير بفعل فرد، مؤكدين رغبتهم في هذا الهدف من أجل البحث عن النجاح الذي قد لا يجده الفرد داخل مجتمعه.
ثلاثة عشر عاما من الدعوة إلى الإسلام مكثها خاتم الأنبياء في أرض الحجاز بمكة، و لم أضطر إلى الهجرة .. هاجر فكانت هجرته دواء، لما ضاقت عليه السبل، و لها هدف، فاللجوء للهجرة بدون هدف يقضى على صاحبها و كان هدف النبي واضحا قبال عينيه، يعرف أقصاه و أدناه و هو تأسيس الدولة الإسلامية و الدعوة إليها و نشر رسالة الإسلام التي بعث من أجلها، ووجد التربة الصالحة لتحقيق هدفه، فهل كل الأراضي تتسع ذراعا لتحمل أهدافنا على أعناقها؟