الناقد حسين إسماعيل في حواره لـ "بوابة المواطن": هذه أسباب صراع الأجيال في الدراما
الأحد 16/سبتمبر/2018 - 07:03 م
شيماء اليوسف - تصوير : سارة زيدان
طباعة
الدراما المصرية تشكل محورا هاما في تدعيم فكر و تنشئة و ثقافة الأجيال، من خلال الأعمال التي تقدم عبر نوافذ شاشات التليفزيون و السينما، و تمثل أهمية خطيرة في توثيق الثقافات الخاصة بالبلاد و نقلها للعالم، هذا ما استوجب على النقد الفني و أصحابه المتابعة الدقيقة لمختلف هذه الأعمال و تصحيح مسارها و تلويح الأضواء نحوها و توجيه النقد الداعم البناء لها، من هذا المنطلق انفردت بوابة " المواطن" بحوار خاص مع الناقد الفني، حسين إسماعيل، ليرد على تساؤلاتنا في هذا الصدد.
مشاهد " الأكشن" التي يتم عرضها في الأفلام لا تتناسب مع الواقع المصري فلماذا ؟
الناقد الفني حسين إسماعيل
السينما و الدراما المصرية لجأت الفترة الأخيرة إلى إظهار قوة " الداخلية " كفيلم " الخلية " للفنان أحمد عز ، و هنا مشاهد الأكشن خارجة من جهة شرعية، من حقها أن تمارس القوة حتى تظهر للناس مدى قوتها في نفس الوقت تحسين الصورة، أما فيما يتعلق بأكشن الشوارع فهو مستحب و مطلوب لأن الرؤية الفنية هنا تستدعي جذب انتباه المشاهد لرؤية التفاصيل، لأن ميزة الأكشن تتمركز في الحركة.
ما رأيك في الممثلين الذين يقوموا بتغيير شكلهم ليماثل شكل الممثلين الأوروبيين ؟
محررة الجريدة تحاور الناقد
في الغالب الممثل يقوم بتغيير شكله بحسب طبيعة الدور الذي سيقوم به، فدور النجم باسل خياط في 30 يوم غير يختلف تماما عن دوره في الرحلة، و كذلك النجمة حنان مطاوع في هذا المساء بخلاف دورها في الرحلة و طاقة نور، هنا نستطيع أن نقول أن الشخصية التي يلعبها الفنان تحتم عليه تغيير شكله، لكن في الحياة العامة الممثلين في الوقت الحالي أفضل من الممثلين القدامى، لأن الحاليين يهتمون بشكلهم و ظهورهم و ببنيانه الجسماني و على سبيل المثال " ظافر عابدين و آسر ياسين " ، و بشكل عام لابد أن يكون الممثل ذات هيئة جذابة، في الواقع لأنه سلعة فلابد من تجميل نفسه.
بعض الناس علقت على فيلم " حرب كرموز " بأنه عمل غير جيد، مجرد صرف تكاليف فقط، كيف تراه من منظورك النقدي ؟
الناقد الفني حسين إسماعيل
الدعاية جزء من العمل الفني، و ميزانيات الدعاية في مصر محدودة .. لقد تناول الفيلم عنصر زماني و مكاني معين " تفصيلة بسيطة " بنيت على ظهرها أحداث الفيلم و تفصيلة الفيلم تناولت تورط ضابط إنجليزي مع فتاة مصرية فلجأت للشرطة المصرية وتم القبض على الضابط الإنجليزي من قبل ضابط مصري، سعت الإدارة الإنجليزية للإفراج عن ضابطها و رفض الضابط المصري الإفراج عنه.. من هنا تبدأ المعركة بين المصريين و الإنجليز، ليدخل بين هؤلاء المساجين داخل الأقسام، في نضال يجسد موقف المصريين من الاعتداء على بلدهم و نسائهم من قبل الغرباء.
هل تطور الإنتاج الفني و إمكانياته المادية فأصبح يستعين بممثلين أجانب ؟
الناقد الفني حسين إسماعيل
على مدار تاريخ الدراما المصرية لاسيما السينما و الأجانب يشاركون في أعمالنا الفنية ففي فترات زمنية بعيدة كان المنتجين أجانب و كذلك مهندسي الموسيقى التصويرية و مشاركة الأجانب في الأعمال الفنية المصرية شيء جيد و ليس بجديد على السينما المصرية، لكنها كانت مختفية في فترة زمنية معينة خاصة نقل الأجيال، مثل جيل العظماء بعد ذلك جيل الدراما المصرية، التي كانت لا تحتمل وجود فنانين أجانب و هي طبيعة نابعة عن فكر المرحلة ليس إلا و الآن بدأت تعود .
ومسألة مشاركة ممثل أجنبي في عمل مصري، بالتأكيد سيكون أجره مضاعفا بخلاف نظرائه من الممثلين المصريين، لكنه بالطبع دعاية قيمة للفيلم و قيمته الفنية إلى جانب القدرة على بيع الفيلم في أماكن أخرى خارج مصر و فتح آفاق جديدة للفيلم و لتوزيعه، الأمر لا يخرج عن كونه مسألة ربحية تجارية حتى و إن كانت تعتمد على قصة و دراما إلا أن المنتج في بعض الأحيان يستعين بممثل خليجي في عمل مصري، شرط أن يكون هذا الممثل معروف في الخليج وله قاعدة شعبية ما يسمح بالترويج للعمل هناك و من ثم بيعه.
مثل فيلم " عندليب الدقي " لمحمد هنيدي الذي شارك فيه " داوود حسين " و هو ممثل له قيمته الفنية في الخليج تتوازى هذه القيمة الفنية تماما مع مكانة "عادل إمام " في مصر، و قيمة هذا الرجل سوقت للفيلم داخل الخليج إلى جانب التسويق للفنان نفسه في مصر، فالعملية كلها إنتاجية.
هل شهدت الدراما المصرية تطورا خلال السنوات الأخيرة ؟
الناقد الفني حسين إسماعيل
الدراما المصرية تطورت بوجود أشخاص جدد انخرطوا داخلها و كان هناك أسماء لامعة مسبقا مثل مجدي أبو عميرة و أحمد صقر و محمد فاضل، الأجيال التي تربت على يد هؤلاء هم من يقودوا الآن دفعة الدراما المصرية، حيث يقدمون أعمال تتناسب هذه المرحلة، كالأعمال التي تربينا عليها مثل ليالي الحلمية و حديث الصباح والمساء والمال و البانون، تلك الأجيال طورت من التصوير باستخدام كاميرات مختلفة تماشيا مع التطور الرقمي و التكنولوجي، و استخدموا أساليب مونتاج حديثة و طرق إضاءة مختلفة و هذا أكسب العملية الفنية تطورا.
هذا الاختلاف أحدث صراعا بين جيلين مختلفين " أنصار الدراما القديمة و أنصار الدراما الحديثة " و من الطبيعي أن يكون هناك أطروحات جديدة و موضوعات جديدة و لكن أنصار القديم يرفضون و لديهم أسلحتهم في الرفض و أنصار الجديد يدافعون عن منتجاتهم و على سبيل المثال جيل عبد الحليم حافظ لما ظهر عدوية رفضوه كفن شعبي .. فالاختلاف شيء مشروع و لكن لا يجوز تماما أن تكون هناك معركة.