تعزيزات أردوغان العسكرية في إدلب.. رسالة حاسمة وبداية مواجهات صارمة ضد الأسد
الأحد 16/سبتمبر/2018 - 05:07 م
عواطف الوصيف
طباعة
لوحظ خلال الأيام القليلة الماضية، التطورات التي تقوم بها تركيا من الناحية العسكرية، فهي ترسل العديد من التعزيزات العسكرية المتتالية إلى مدينة إدلب، حتى أنها ترسلها في وضح النهار، والعالم كله يرى ذلك من خلال مختلف وكالات الأنباء العالمية، والتغطية الإخبارية التي تتم للحدث، لذلك تتوالى التساؤلات، ترى ما هو السر وراء قصد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إرسال هذه التعزيزات، والأهم كيف يجرؤ على إرسالها في وضح النهار، وكأنه يريد أن يعرف العالم أجمع الإجراءات العسكرية التي يتبعها.
القوات التركية
رغبة تركية
ما يمكن أن نتوصل إليه هو أن تركيا أرادت بعث رسالة من خلال التعزيزات العسكرية التي أرسلتها إلى مورك، تلك المنطقة التي تعي تركيا أهميتها جدا، فهذه المنطقة تقع على بعد 98 كيلو مترا فقط من المعبر التركي-السوري في هاطاي، في الوقت الذي تعدّ فيه قريبة أيضا من نقاط المراقبة التي أنشأتها القوات التركية في إدلب، والبالغ عددها12.
الرئيس رجب أردوغان
رؤية تركية
حرصت صحيفة "حرييت" التركية أن تقدم رؤيتها، حيال هذه الخطوات العسكرية التركية، حيث أكدت أن التعزيزات العسكرية التركية إلى المنطقة ليست بجديدة، وأنّها تستمر منذ ما يزيد عن أسبوع تقريباً، قائلة في الإطار نفسه: "منذ ما يزيد عن 3 أسابيع تستهدف ميليشيا الأسد الجنوب والجنوب الغربي من إدلب بالمدافع، وتتزامن هذه التعزيزات مع الهجمات الجوية التي نفّذتها القوات الروسية إلى جانب قوّات النظام، ويمكننا القول إنّ عدم توصّل القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا إلى نتيجة فيما يخص وقف إطلاق النار في إدلب، أدى إلى تشكيل نقطة انعطاف بالنسبة إلى أنقرة، والتي دفع بها إلى تكثيف تعزيزاتها العسكرية".
القمة الثلاثية بين أردوغان وروحاني وبوتين
رغبة تركيا لإثبات قوتها
يعد مكنون الرسالة التي تحاول تركيا إرسالها خلال المعدّات العسكرية التي حشدتها في المنطقة، هو التأكيد على أنها عازمة وجدية تماما، فضلا عن كونها تهدف إلى اتخاذ خطوة من شأنها أن تكون رادعا أمام روسيا والنظام، ووفقا للرؤى التر كية التي عرضت في الإعلام التركي، مثل صحيفتي "حرييت" و "وزمان"، فقد أشير إلى أن أنقرة تؤمن بأنّ وجود قوّات عسكرية تابعة لها في المنطقة سيشكّل حاجزاً ورادعاً أمام هجمات عسكرية روسية إيرانية في المنطقة، وهنا يستلزم أن نتذكر تصريح المتحدث باسم الرئاسة التركية لـ"ديلي صباح" والذي أكّد فيه على أنّ النقاط العسكرية التركية في إدلب ضمان يحول دون تنفيذ عملية عسكرية كبيرة حيال إدلب.
إدلب السورية
الموقف التركي من التواجد الروسي
عند التمعن في التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم الرئاسة التركي، وعند النظر لكل ما ذكرته الوسائل الإعلامية التركية، نجد أنه وفي حال استهداف نظام الأسد بدعم من روسيا مناطق تواجد نقاط المراقبة التركية، فإنّ أنقرة لن تقف صامتة إزاء ذلك، فالعلاقات الروسية-التركية في إطارها العام تمرّ بأكثر مراحلها الحاسمة، وفي ظل تدهور العلاقات الأمريكية-التركية من الخطأ أن نتوقع إعطاء الكرملين الضوء الأخضر للقيام بعملية واسعة النطاق في إدلب.