في حوار خاص لـ "بوابة المواطن" .. الباحثة الدولية منى سليمان: أردوغان كلامنجي .. وسوريا بالنسبة له مجرد هدف لتحقيق أطماعه
الثلاثاء 11/سبتمبر/2018 - 04:00 م
عواطف الوصيف
طباعة
تشهد سوريا سلسلة من التطورات المتتالية، والأزمة الحقيقية في أن جميعها أزمات عسكرية، تتمثل في الضرب وتوجيه الهجمات المسلحة، التي للأسف يدفع ثمنها في المقام الأول الأبرياء من أبناء سوريا، وها نحن نشهد أزمة جديدة، تتعلق بإدلب السورية، التي تتوالى عليها الضربات والغارات المتجددة، من قبل قوات مختلفة، إما روسية، أو ضربات من الجيش السوري.
الهدف من الهجمات المسلحة
يعد الهدف الأساسي، الذي تطمح إليه روسيا وقوات النظام السوري، هي مواجهة الجماعات المسلحة في المقام الأول، ومطاردة الإرهابيين، الذين أتخذوا من إدلب يؤرة أساسية بالنسبة لهم، لكن ما يعد غريبا هو موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
الهدف من الهجمات المسلحة
يعد الهدف الأساسي، الذي تطمح إليه روسيا وقوات النظام السوري، هي مواجهة الجماعات المسلحة في المقام الأول، ومطاردة الإرهابيين، الذين أتخذوا من إدلب يؤرة أساسية بالنسبة لهم، لكن ما يعد غريبا هو موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
هجمات إدلب
مطالبات أردوغان
يوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان سلسلة من المطالبات بخصوص إدلب، والمعركة العسكرية التي من المقرر أن تشوب فيها، حيث أكد أنه من الضروري حل الموقف في إدلب بطريقة لا تعتمد على العنف نهائيا، محذرامن أن اللجوء إلى سياسة العنف والهجمات العسكرية، سيؤدي إلى ما وصفه بالمجزرة ضد الأبرياء من أبناء، وسينتج عنه العديد من الأزمات التي ستعاني منها المنطقة ككل فيما بعد، لكن ترى ما هو السر وراء هذه المطالبات التي وجهها أردوغان، وهل ترى يفكر في صالح أبناء إدلب، وكل ما يريده هو أن لا تزهق أرواحهم.
الرئيس التركي رجب أردوغان
تشرفت بوابة المواطن بإجراء هذا الحوار مع واحدة من أهم الباحثين في الشأن الدولي، وهي أستاذة الإقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور منى سليمان، التي أفادتنا بفكرها وخبرتها، وساعدتنا على الإلمام بمختلف الزوايا التي تتعلق بقضية إدلي وموقف أردوغان منها.
هل من الممكن أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفكر حقا في صالح إدلب وأهلها؟
أردوغان لا بفكر في إدلب ولا في سوريا برمتها، فكل ما بفكر فيه هو مصلحته، وهو لا يريد أن تندلع أي هجمات مسلحة في إدلب، حتى لا تتأثر مصالحه التي يريد تعزيزها في قلب دمشق.
الرئيس التركي رجب أردوغان
وما هي مصالح أردوغان ويريد أن يحافظ عليها بمنع وقوع أي هجمات مسلحة في إدلب؟
هناك العديد من المصالح التي يخشى أردوغان أن تتأثر سلبا أولها على سبيل المثال، علاقته الوطيدة بالفصائل المسلحة، فهو يخاف أن تنفذ هذه الفصائل، عمليات لا تصب في مصلحته ومصلحة بلاده في المقام الأول، كما أنه يخشى من كشف كافة الحقائق عن علاقته بهذه الفصائل المسلحة الإرهابية، لأنه وفي هذه الحالة سيتعرض للمحاكمة، خاصة وأن هناك العديد من الوثائق التي نشرتها مختلف الصحف الأمريكية، والتي تؤكد علاقة أردوغان بالفصائل المسلحة في سوريا.
الفصائل المسلحة في سوريا
وتطرقت الدكتورة منى سليمان وبذكاء إلى نقطة اللاجئين السوريين، وأكدت خلال تصريحاتها لـ " بوابة المواطن "، أنهم سر من أسرار مخاوفه وقلقه من نشوب حرب مسلحة في إدلب، مما جعل الفضول ينتابني، لسؤالها..
كيف يمكن أن يكون اللاجئين سبب من أسباب مخاوف أردوغان، من إحتمالية نشوب حرب مسلحة في إدلب؟
إن عدد السوريين الذين يعيشون في إدلب يصل إلى 3 مليون ونصف، وفي حال نشوب حرب سيضطرون إلى النزوح إلى المدن التي تقع في منطقة الشمال السوري، تلك المنطقة التي تقترب من الحدود التركية، أي أن تركيا ستكون مضطرة إلى استقبالهم، وبالتالي ستتكبد أموال طائلة من أجل توفير المأوى والمكان لهم، علاوة على توفير أي خدمات أخرى، وهو ما سيكون أمر صعب جدا عليها، خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها تركيا، بعد إنخفاض قيمة الليرة التركية.
اللاجئين السوريين
هل من الممكن أن تتأثر علاقة أردوغان بروسيا بسبب موقف أردوغان من إدلب السورية؟
علاقة أردوغان تأثرت بالفعل بصورة سلبية مع روسيا، فالرئيس فلاديمير بوتين يرى أن حل الأزمة في إدلب لن يكون إلا من خلال تصفية الإرهابيين المتمركزين فيها، أما أردوغان يقول أن الحل السلمي هو الأسلم، تلك الرؤية التي يحاول دعمها، وكسب تأييد دولي لها، فقط من أجل تحقيق أهدافه التي سبق وقد تحدثنا عنها، وهنا لابد وأن ينتبه الرئيس التركي، لأنه وبهذه الصورة، سيخسر إحدى أهم وأقوى حلفاءه على مستوى العالم وهي روسيا.
وكان لابد من الاستفادة من رؤية الدكتورة منى سلبمان، أهم وأبرز الباحثين الدوليين، فيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها أردوغان ضد الرئيس بشار الأسد، والتي تمثلت في سيل من التحذيرات للشعب السوري، من الرئيس بشار الأسد، وقوله أنه لابد من الوقفة ضده وأن لا يسمح له بفرض سيطرته وإرادته على شعب سوريا.
أردوغان وبوتين
كيف يمكن تفسير تحذيرات أردوغان للشعب السوري من الرئيس بشار الأسد؟
أردوغان "كلمنجي"، ولا يمتلك سوى الكلان الذي لا جدوى منه على الإطلاق، وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها تحذيرات من الرئيس بشار الأسد، لكنه وبهذه التحذيرات أثبت ما يمتلكه من جهل وعدم قدرة على تقييم الأمور بصورة صحيحة، فمصالحه تتطلب تحسين علاقته بالرئيس بشار الأسد، وأن يبدأ معه سلسلة من المشاورات والمباحثات، لكي يصلا كلاهما، إلى نقطة تلاق مشتركة، وهو ما أنتبه له العديد من ممثلي حزب العدالة والتنمية، وهو الحزب الحاكم في تركيا، لكن تعنته يجعله غير قادرا على تقييم الأمور بصورة صحيحة.
أردوغان وبشار الأسد