متحف "الغموض" بالإمارات .. عندما يكون الخداع البصري نافذة نحو الإثارة
الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 03:06 م
شيماء اليوسف
طباعة
في عالم الوهم البصري أو كما يطلقون عليه " الخداع البصري" تبقى الرؤية على غير حقيقتها، شعور ينتاب الحس العام، تعتمد بشكل أساسي على التضليل في النظرة التي تراها العين المجردة بعد أن تمر على مراحل المعالجة العقلية لكنها بالكاد تتمكن من خداعك حتى إن كانت النتيجة لا تتطابق مع العنصر المرئي ..
إن الخدع التقليدية تبنى أضحت لا تتوافق مع التطور الرهيب الذي طرأ على تكنولوجيا العصر و ما أحدثته الثورة الرقمية، فماهية الأوهام الفزيولوجية تستباح من خلال الحيل البصرية ، ما جعل البشر يحاولون خلق أنظمة تصورية بشرية، و تعد الخدعة البصرية صورة نفذت بطريقة مدروسة و دقيقة بهدف أن يراها الناظر بطريقة معينة مقصودة.
الخداع البصري و متحف الغموض
متحف الغموض بدبي
من هذه الفكرة النافذة افتتحت دبي " متحف الغموض" بشارع السيف التراثي ليضم العديد من الخدع البصرية، على ضفاف خور دبي، ليضم قرابة 80 معروضا و لعبة مختلفة، في تجربة غير تقليدية وواقع خارق للعادة، ثمة أشياء قد تشعر أنها غير موجودة في هذا العالم نهائيا، تخاطب العقل مستخدمة الصور و الألعاب، ربما اسمه كفيلا بأن يكون مثيرا للاستغراب و الاستفهام.
معدلات علمية يعيشها الزائر داخل المتحف حيث يعيش لحظات ذات طابع تفصيلي مثير للدهشة، واقع يقوم على الوهم ناتج طبيعي من تلك التفصيلات الخداعة، و لم يأت اختيار شارع " السيف " لافتتاح المتحف فيه من فراغ بل هو بمثابة أرث تراثي امراتي، الذي تم اختياره بعد دراسة ليكون نافذا في قلب المنطقة التراثية التي تعج بحركة الزوار و السياح فيكون محط أنظارهم.
الإثارة في نظرة
متحف الغموض بدبي
متحف الغموض.. الذي بات من عنوانه أمر محيرا و محور انتباه، قد يعتقد من اسمه أنه مخصص لفئة عمرية معينة، لمجرد الظن أنه يضم مضامين مخيفة، لكنه مفتوح لجميع الفئات العمرية، إذ أن الفترة الصباحية تستهدف طلبة المدارس و الأفواج السياحية، و على الجانب الأخر تخصص الفترة المسائية بدءا من وقت الظهيرة لموظفي الشركات التي تقضي و قتها في التدريب على حل ألغاز الخدع البصرية.
رغم الخداع البصري الذي يحويه المتحف و الوهم الذي يتناسب تماما مع فكرة إنشائه إلا أن هناك علاقة تبدو شبه وثيقة الصلة بين محتويات المتحف و العقل البشري، بدرجة جعلته لا يحتاج لشرح و تفسير، ربما هذه الفكرة بالتحديد هي سر نجاح المتحف و الدعاية الأولى التي أثمرت الإقبال عليه، لأنه قائم على التفاعل و يعيد الروح الطفولية للأفراد.
علاقة الزوار بالمتحف
متحف الغموض بدبي
إن أجواء الجانب التفاعلي داخل المتحف، خلق له حالة من الشعبية و أكسبته رغبة جماهيرية من قبل الزوار، حيث يتجولون بزواياه ويلتقطون صورا لهم من داخله ثم يتبادلونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يوسع من انتشار فكرة المتحف، و الترويج له و هذا جاء نتيجة طبيعية لعلاقة الحب التي ولدت بين الزوار و محتويات المتحف.
هناك العديد من سلاسل المتاحف التي تنتشر داخل مدن كثيرة، لكنها لا تشعر الزائر بحجم الإثارة التي تخالج مشاعره عندما يزور " الغموض" فيتحرك حسه الخداعي، بدون الإخلال بالقيمة العلمية التي يخرج بها الزوار، حيث ينفرد بأكبر عدد من الألعاب التي تمثل قائمة أفضل الألعاب التي توجد بدبي.