قبل ذكرى أكتوبر .. تل أبيب تكشف عن وثيقة تزعم ولاء أشرف مروان لها .. ولواء جيش: رجل وطني رغم أنفهم

الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 08:06 م

دعاء جمال - أنهار بكر

حقًا أصبح أشرف مروان لقمة في حلق الصهاينة حتى أنهم ينتجون فيلما له بعنوان الملاك ولم يكتفوا بهذا الأمر فقط بل إنهم أخرجوا اليوم الاثنين وثيقة زعموا أنها سرية أبلغ فيها مروان - العميل من وجهة نظرهم- الإسرائيليون بموعد انطلاق حرب أكتوبر.

وثيقة إسرائيل..

بالتزامن مع حلول ذكرى نصر أكتوبر، أرادت إسرائيل كعادتها أن تصطاد في الماء العكر، فزعمت اليوم الإثنين بكشفها عن وثيقة تدين صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتظهر أن أشرف مروان ما هو إلا عميل لإسرائيل.

وخلال الوثيقة التي سمح بنشرها الجيش الإسرائيلي، زعمت فيها أن أشرف مروان قد أبلغ الموساد الإسرائيلي بموعد حرب أكتوبر، قائلا فيها :"الجيش السوري والمصري سيبدأ هجومه يوم السبت في 6/10/1973 قبيل المساء".

وأشارت الوثيقة الإسرائيلية إلى أن تلك الوثيقة وجهها رئيس الموساد آنذاك تسافي زمير إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير في صباح نفس اليوم.

وثيقة تل أبيب

ووفق لما جاء في الوثيقة، فإنه في صباح اليوم السادس من شهر أكتوبر من عام 1973، اتصل المستشار العسكري برئيسة الوزراء جولدا مئير، لإبلاغها عن التقرير الذي وصله من رئيس الموساد زمير ويحذر فيه من معلومات وصلته من مصدر مصري وصفه رفيع المستوى، وتبيّن اليوم أن اسمه أشرف مروان، بأن مصر وسوريا تستعدان لهجوم مشترك ومتزامن على إسرائيل، وكان الموعد المحدد لانطلاق الحرب مع حلول ساعات المساء.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن تلك الوثيقة قد سبقت الهجوم بساعات بسيطة وسبقها أيضًا تقدير إسرائيلي بأن احتمالات شن حرب على إسرائيل منخفضة للغاية.

وخلال الوثيقة، كتب زمير رئيس الموساد في الوثيقة التي أرسلها من لندن قبل ساعات من بدء الحرب إن المصدر المصري - بزعمه مروان- قد أكد على احتمالية شن الهجوم بنسبة 99%.

ومن التفاصيل التي وردت في الوثيقة أيضا على لسان رئيس الموساد بذلك الوقت "وفق المصدر فإن نشر المعلومات عبر وسائل الاعلام المصرية يمكن أن يردع مصر بعد أن يدركوا بأن الإسرائيليين يعرفون بالخطة وجاهزون"، واختتم رسالته قائلا "اقترح أن تقوموا بالنشر في وسائل الاعلام المحلية. لأن المصدر أخبرني أن ذلك سيؤثر في مصر".

أشرف مروان

مهاترات إسرائيلية..

وكان من ضمن المهاترات التي زعمتها إسرائيل بنشرها لهذه الوثيقة أن رئيس الموساد آنذاك قد أكد أن مروان قد اتصل هاتفيًا به ليؤكد هذه المعلومة ومن ثم اتصل زمير برئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إيلي زعيرا لإبلاغه بالمعلومات التي تلقاها من أشرف مروان.

رواية الملاك لأشرف مروان

فيلم إسرائيلي بعنوان الملاك..

وكان الزعم الأخر الذي زعمته الكيان الصهيوني، لتأكيد أن مروان جاسوسًا إسائيليًا هو انتاجها لفيلم يحمل اسم "الملاك"، مأخوذ عن الرواية الإسرائيلية "الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل"، للكاتب الإسرائيلي "أوري بار-يوسف".

وزعم فيه الكاتب الإسرائيلي أن أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما هو إلا جاسوسًا لصالح إسرائيل وأنه أطلعهم على موعد حرب أكتوبر 1973 وبالتالي أنقذت الكيان الصهيوني من خطر محدق، حسبما زعمت الرواية الإسرائيلية.

وتأكيدًا لما زعمته الرواية الإسرائيلية، خرجت قناة "نتفليكس" ومن ثم طرحت فيلمها الجديد الذي يحمل عنوان "الملاك" وهذا اللقب الذي أطلقه الصهاينة على أشرف مروان ولكن الإختلاف هنا أن أشرف مروان الذي يظهر في الفيلم عكس الحقيقة الواضحة.

ويلعب دور البطولة في هذا الفيلم هو الممثل الهولندي التونسي "مروان كينزاري"، فيما يحتوي الفيلم أيضًا على العديد ن الشخصيات الأخرى مثل شخصية الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" والذي يلعب دوره الممثل الإسرائيلي "ساسون جاباي" .

مروان كينزاري ممثل شخصية أشرف مروان في الفيلم

وبشأن هذه الوثيقة، أكد اللواء علاء عز الدين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة في تصريح خاص لـ"بوابة المواطن" أن الهزيمة التي تعرضت لها إسرائيل في حرب أكتوبر سنة 1973 على يد الجيش المصري، والتي هدمت أسطورتهم وغطرستهم، لم تُبقي في أيديهم سوى التشكيك في الرموز الوطنية المصرية.

وأضاف اللواء علاء عز الدين في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" أن "أشرف مروان" رجل وطني ومخلص لوطنه من الطراز الأول، وأنه عمل لصالح وطنه واستطاع بجدارة أن يخدع إسرائيل ويقنعهم أنه يعمل جاسوساً لديهم، مضيفاً أنه ليس بالضرورة أن تكون كل المعلومات التي يعطيها لإسرائيل خاطئة، ولكن الضرورة تُحتم على من تضعهم الظروف في مثل هذه المواقف، بأن يعطوا العدو بعض المعلومات التي تحمل جزءاً من الحقيقة، حتى يتأكدوا من ولائه لهم، وقال"بنحط السم في العسل".

اللواء علاء عز الدين

وتابع "اللواء" قوله بأنه لم يقوم بتسريب المعلومة لإسرائيل إلا عندما علمت مصر أن إسرائيل قد تأكدت أن هناك هجوماً سيُشن عليهم بواسطة مصر وسوريا، علمت إسرائيل ذلك بواسطة الأقمار الصناعية التي أظهرت حشود الجيش المصري، ومن خلال العملاء والأبحاث علموا أنها بالفعل ستقوم يوم 6 أكتوبر ولكن لم تتحدد لديهم لحظة الهجوم، فقام أشرف مروان بتضليلهم وتبليغهم أن الحرب ستكون مساءاً.

وبالرغم من كل ذلك فقد كان لعنصر الوقت فضل عظيم علينا، فلم يكن الوقت كافياً لإسرائيل لكي تستدعي جيوش الاحتياط، وكانت عجلة المعركة فد دارت ولا يمكن إيقاف الهجوم المصري السوري.

وختم حديثه قائلاً "إسرائيل طول عمرها تحاول تهدم الروح المعنوية وتشككنا في الرموز الوطنية وتبث حالة من عدم الثقة لدينا" ولكن كل ما تفري به على هذه الرموز لا يمكن تصديقه، وأما عن أشرف مروان بالتحديد فهو رجل وطني يصعب ويستحيل اختراقه.