"الحاج محمود العربي" شكره السيسي مرتين .. فما هي قصته ودوره في الاقتصاد المصري؟

الأربعاء 19/سبتمبر/2018 - 02:00 م

وسيم عفيفي

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح المشروعات التنموية في محافظة المنوفية الشكر إلى الحاج محمود العربي عقب انتهاء الدكتور طارق شوقي من شرحه لمنظومة التعليم الجديد وتوزيعة المدارس اليابانية.
وفور توجيه الشكر إلى الحاج محمود العربي قام نجله لتحية الحضور الذي قابلوا اسم الرجل بالتصفيق نظراً لما بذله.

الحاج محمود العربي

الحاج محمود العربي هو صاحب أقوى قصة كفاح نزيهة وعصامية في مصر إلى الآن، فقد بدأ حياته في التجارة بـ 40 قرشاً ليكافح ويصل إلى مرتبة عالية جعلته من أغنى أغنياء مصر والوطن العربي، ويكون رئيس أكبر مصانع العالم في الصناعات وهي مصانع توشيبا العربي الكبرى والتي يصل رأس مالها إلى 2 مليار جنيه.

رغم ثراء الحاج محمود العربي إلا أنه اتسم بتواضع فمثلاً هو له مرتب ثابت يأخذه من الشركة ويعطيه لابنته لكي تدخره له، كما أنه يمتلك سيارة مرسيدس لا يتذكر الموديل الخاص بها والسبب في ذلك لأنه لم يغيرها خلال 20 سنة.

الحاج محمود العربي

ولد الحاج محمود العربي سنة 1932 م من قرية أبو رقبة مركز أشمون محافظة المنوفية لأب يعمل أجرياً في الأراضي الزراعية المملوكة للإقطاعيين، وقبل أن يبلغ سن الثالثة التحق بالكتاب وتعلم القرآن الكريم وحفظه كاملاً لكنه لم يلتحق بالتعليم نظراً للظروف المالية في أسرته.

البداية للحاج محمود العربي حينما عمل بائعاً في متجر ثم بدأ تاجراً مع شقيقه حيث كان يدخر 40 قرشاً لشراء ألعاب الأطفال والتجارة فيه، ثم عمل بمرتب 120 قرش حتى العام 1949 ليبدأ التجارة في محل جملة وبدأ مرتبه من 4 جنيهات إلى 27 جنيه.

الحاج محمود العربي

أراد الحاج محمود العربي الاستقلال بتجارته في الستينيات لكن لم يكن معه رأس مال، فخطرت له فكرة أن يشترك هو وزميله مع شخص صاحب رأس مال لتمويل مشروع وبدأ المشروع بـ 5 آلاف جنيه بمحل في الموسكي لا زال موجوداً.

وخلال سنتين نجح محمود العربي في تحقيق أرباح عالية وتوسعت تجارته فأنشأ مصنعاً للألوان والحبر ثم قرر تحويل عمله من مجال تجارة الأدوات المكتبية إلى تجارة و صناعة الأجهزة الكهربائية ومن أجل ذلك ذهب إلى اليابان من أجل الحصول على توكيل الشركات الكبرى في مجال صناعة الالكترونيات و الأجهزة خاصة أجهزة التليفزيون و الراديو و الكاسيت .

ساهمت سياسة الانفتاح الاقتصادي خلال فترة السعبينيات في نجاح الحاج محمود العربي ففي عام 1975 زار العربي اليابان، ورأى مصانع شركة توشيبا التي حصل على توكيلها، فطلب منهم إنشاء مصنع في مصر، وكان لديه أرض في طريق مصر-إسكندرية الزراعي، زارها خبراء من اليابان وأقروا بصلاحيتها، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر.

واهتم بالتجارة وترك السياسة حيث يرى أنها مضيعة للوقت وتفرغ للأعمال التجارية حتى دخل انتخابات الغرفة التجارية سنة 1995 م وظل رئيساً لها لمدة 12 سنة.

الحاج محمود العربي

يشجع الحاج محمود العربي مشروعات الأجيال الجديدة لو كانت صغيرة لكنه ينتقد التهور حيث يقول في حوار له " الأجيال الجديدة كل واحد منهم عاوز يبقى باشا من أول يوم، ولكن أنا لو بستورد مكون وبصيت لقيته بيتصنع فى مصر أنا هستورده من بره ليه، بس العملية دى مش منتشرة كله بيخاف يشتغل ويعمل مكون فتبص تلاقينا كلنا بنستورد المكون من بره ولكن الحمدلله إحنا بدأنا تصنيع مبدأناش تجميع، وأقل حاجة اليوم والحمد لله 80% تصنيع بمكون محلى حتى 95% وفى بنى سويف إن شاء الله هنعمل موتور الغسالة، وحالياً نصنعها بمكون محلى 80% ولما نعمل الماتور يبقى المكون المحلى هايزيد إلى 95% منها.. وسبق وعملنا الموتور بتاع المروحة وبقت 95% لأن إمتى هقول أنا صانع لما يكون المكون المحلى 95%".

لم ينسى الحاج محمود العربي زميله حيث قال في حواراته عنه "الراجل ده طلع معايا من الشركة اللى بدأنا فيها وضحى بنفسه زى ما أنا ضحيت بنفسى، وهل هنلاقى شغل ولا لأ وهنبقى تجار ولا لأ، وبعدين وقف معايا 3 أيام فى المحل وهو شريكى، ومرض سنتين حتى توفى، وكان آخر كلام طلع منه ليا وهو بيموت بقوله إنت مش عاوز حاجة قاللى "أنا عاوز سلامتك وسلامتك هى سلامتى عشان خاطر الأولاد"، عشان كده تمسكت بأولاده.. ربيتهم أحسن تربية لحد ما كل واحد فيهم اختار طريقه.

وقد حصل الحاج محمود العربي على أرفع وسام يابانى "وسام الشمس المشرقة" من الامبراطور اليابانى أكيهيتو في مايو 2009، لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية وقد قام بتسليمه الوسام هيروفومي ناكاسوني وزير الخارجية الياباني.