سعيد بن كاتب الفرغاني .. حين يتولى مهندس قبطي مهمة بناء جامع طولون
السبت 22/سبتمبر/2018 - 01:36 م
وسيم عفيفي
طباعة
في السابع من مايو لعام 879 م، كان أحمد بن طولون في قمة سعادته نظراً لأن المهندس سعيد بن كاتب الفرغاني قد أنهى تخطيط المسجد الذي كان ثالث مساجد مصر بعد جامع عمرو بن العاص ومسجد بلدة العسكر الذي بناه الإخشيديين.
مسجد أحمد بن طولون
كان التحدي الذي واجه سعيد بن كاتب الفرغاني ليس متمثلاً في الإبداع المعماري، فهو نجح بكافة التخطيطات الهندسية أن يضع تفاصيل معمارية لا زالت باقيةً إلى الآن، وميزه بمأذنة تشبه الطراز السامرائي، وإنما كان التحدي هو في ديانة سعيد بن كاتب الفرغاني.
استغرق بناء مسجد أحمد بن طولون على يد سعيد بن كاتب الفرغاني سنتين أي من العام 263 حتى 265 هجري، وبلغت تكلفة بناءه 120 ألف دينار كما حددها تقي الدين المقريزي في كتابه "الخطط"؛ ونجح سعيد بن كاتب الفرغاني في إظهار مسجد أحمد بن طولون بشكلٍ هندسي متميز.
مسجد أحمد بن طولون
المهندس القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني من مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، ويذهب مؤرخون كنسيون إلى رأيٍ يقول أن مسقط رأسه من كفر الشيخ.
لم يأتي تكليف سعيد بن كاتب الفرغاني ببناء مسجد أحمد بن طولون من فراغ فلهذا قصة غريبة وطريفة وانتهت نهاية حزينةً بعض الشيء بالنسبة له.
لم يأتي تكليف سعيد بن كاتب الفرغاني ببناء مسجد أحمد بن طولون من فراغ فلهذا قصة غريبة وطريفة وانتهت نهاية حزينةً بعض الشيء بالنسبة له.
كانت من مهام سعيد بن كاتب الفرغاني القيام بمقياس النيل في منطقة منيل الروضة بأمر من الخليفة العباسي المتوكل على الله، وبالتوازي مع ذلك جاء أحمد بن طولون حاكماً على مصر ونجح سعيد بن كاتب الفرغاني في بناء قنطرة مائية موصولة ببئر عذب في منطقة بركة حبش حتى تساعد مدينة القطائع "عاصمة مصر" في مواردها المائية.
اعتاد أحمد بن طولون التوجه لمباشرة العمل وغاصت رجل حصانه في أرض طينية أدت إلى وقوع أحمد بن طولون أرضاً فقرر معاقبته لاعتقاده أنه تعمد ذلك.
مسجد أحمد بن طولون
يقول تادرس يعقوب في كتابه عن سعيد بن كاتب الفرغاني أنه بعد فترة أراد بن طولون أن يحتذي بحذو عمرو بن العاص فقرر بناء مسجد يكون أعظم مساجد مصر بشرط أن يتم بناءه على 300 عمود ، إلا أن هذا كان أمراً يكاد يكون مستحيلاً فحينما فكر أحمد بن طولون في بناء جامع يكون أعظم ما بنى من مساجد في مصر و يقيمه على 300 عمود من الرخام قيل له ما تجدها، أو تنفذ إلى الكنائس فى الأرياف و الضياع وهي الأديرة فتحمل ذلك، فأنكر ذلك و تعذب بالفكر في قلبه وسمع أحمد بن طولون أنه لا يجوز بناء جامع بمواد مسروقة.
لما أحس سعيد بن كاتب الفرغانى بقرار هدم الكنائس للحصول على 300 عمود كتب إلى أحمد بن طولون قائلاً "أنا أبنيه لك كما تحب و تختار بلا عمد إلا عمودي القبلة" فأحضره وقد طال شعره حتى نزل على وجهه، فقال له "ويحك ما تقول في بناء الجامع" فقال سعيد "أنا أصوره لك حتى يراه عياناً بلا عمد إلا عمودى القبلة.
لما أحس سعيد بن كاتب الفرغانى بقرار هدم الكنائس للحصول على 300 عمود كتب إلى أحمد بن طولون قائلاً "أنا أبنيه لك كما تحب و تختار بلا عمد إلا عمودي القبلة" فأحضره وقد طال شعره حتى نزل على وجهه، فقال له "ويحك ما تقول في بناء الجامع" فقال سعيد "أنا أصوره لك حتى يراه عياناً بلا عمد إلا عمودى القبلة.
سعيد بن كاتب الفرغاني
و صنع له ماكيت من الجلد فأعجب به جداً أحمد بن طولون، و أمر بمائة وعشرون ألف دينار لينفق منها على الجامع وجعل له كل الصلاحيات وتم بناء المسجد في عامين ففرح بن طولون به وأطلق سراح وأمر له بعشرة آلاف دينار والجدير بالذكر أن هذا المهندس كان عبقرياً ومخلصاً في عمله حيث لا زالت العقود المدببة في الجامع موجودة قبل أن يُعرَف استخدامها في إنجلترا بـ 200 سنة