عم راضي .. نجم الجونة الذي وصل إلى العالمية بمرض الجذام
السبت 22/سبتمبر/2018 - 05:00 م
أنهار بكر
طباعة
وسط الاهتمام بإطلالات النجمات في مهرجان الجونة ظهر عم راضي جمال الذي التقى به المخرج الشاب أبو بكر شوقي منذ ما يقرب من 10 سنوات أثناء قيامه بتصوير أحد الأفلام التسجيلية اسمه "المستعمرة" عن المشاكل التي يعاني منها مرضى الجذام في أبو زعبل، ثم يدخل إلى فيلم يوم الدين الذي يعرض في مهرجان الجونة.
ملامح تتحدث
راضي جمال
نحيل الجسد قصير القامة تناثرت ملامحه وتآكلت وتجعدت مع مرور الزمن وعلى مدار 32 عامًا من المعاناة مع مرض الجذام وهو أحد الأمراض الجلدية الناتجة عن أحد أنواع البكتريا بطيئة التكاثر التي تصيب بشكل أساسي الأعصاب والقدمين واليدين والأنف، بالإضافة إلى منطقة الصدر، فيهشم العظام ويذيب الجلد ويجعده فيمحو ويشوه ملامحها.
المخرج أبو بكر شوقي
قضى حياته أسيرًا بين جدران مستعمرة الجذام الواقعة على أطراف مدينة الخانكة بالقليوبية، وذلك بعدما بدأت أعراض المرض تظهر على هيئة فقاعات غريبة الشكل وبقع جلدية حمراء ظهرت على أصابعه، وكلما قام بحكها كلما زادت حدتها في الانتشار والألم، فتحولت بذلك حياة أسرته البسيطة فانتقل به والده من محافظة المنيا إلى القاهرة بأمر من الطبيب، ثم بعد ذلك إلى أحد السجون شاسعة المساحة التي يوضع بها كل من يُشتبه حمله لهذا المرض.
سجين مجتمعٍ.. جعله أسيرًا رغم تعافيه
فيلم يوم الدين
تعافى راضي ولكنه بقى أسيرًا في هذه المستعمرة والعزبة المحيطة بها، رفضه أصحاب العديد من أصحاب العمل بسبب ملامحه المشوهة فآثر البقاء في بيئته "المستعمرة" التي نشأ بها وأصبح يقوم بعمل الشاي والقهوة للنزلاء بالمستعمرة، لكنه لم يكن يعلم أن القدر خبأ له ما لم يكن يحلم به، فأصبح بين ليلة وضحاها بطلًا لأحد الأفلام المصرية العالمية فيلم "يوم الدين" الذي عُرض في مهرجان كان، وأخرجه الشاب ذاته الذي كان يزوره بالمستعمرة وهو أبو بكر شوقي.
تزوج "راضي" ولكن زوجته التي كانت في شهور حملها الأولى رحلت عن عالمه هي ومن كانت تحمل وبات وحيدًا مرة أخرى.
رحلته من "المستعمرة" إلى الشهرة العالمية
فيلم يوم الدين
في إحدى ليالي يونيو الماضي كان راضي يتحدث مع صديقين له في المستعمرة وقام المخرج الشاب بزيارتهم كعادته التي طالما حافظ عليها، وحينها أخبرهم المخرج بأنه يريد اصطحاب راضي لتصوير فيلم روائي له عن مرضى الجذام، فوافق وخلال 3 أشهر من الجولات بالعديد من المحافظات والقرى، وجد راضي المعاملة الحسنة السوية التي لم يجدها خارج المستعمرة.
"يوم الدين" اسم الفيلم الروائي الذي مثله راضي والذي قاده إلى طريق العالمية، تدور أحداث الفيلم عن رجل أربعيني قبطي يدعى بشاي، كان مصابًا بالجذام من سنوات عمره الأولى والذي يخرج من المستعمرة لأول مرة في رحلة للبحث عن عائلته التي تخلت عنه منذ صغره بسبب مرضه، فيلتقي بأحد الأطفال اليتامى يدعى "أوباما" يسيران جنبًا غلى جنب طوال رحلته في الفيلم، لتصبح رحلة البحث عن الذات والأصل هي الرابط المشترك بينهما.