الإلحاد في مصر بين العولمة والتشدد.. خبراء: فقاعة ساهم الإعلام في نشرها
الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 02:02 م
سلمى إسماعيل
طباعة
تشير تقارير مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية حول نسب الإلحاد في مصر إلى أن الأخيرة حققت أعلى نسب الإلحاد فى الدول العربية، بمعدل 866 ملحدًا، فيما قالت تقرير صحيفة الصباح الكويتية، إن نسبة الإلحاد في مصر وصلت إلى 3 ملايين شخص من بين 84 مليون نسمة، وما بين التقارير الرسمية وغير الرسمية يبقى السؤال هل حقا الإلحاد ظاهرة في الشارع المصري أم مجرد فقاعة ظهرت في ظل الانفتاح الإعلامي وعصر السماوات المفتوحة؟
أسامة الأزهري
يقول أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن أسباب انتشار الإلحاد فى المجتمع يعود إلى انتشار المفاهيم المغلوطة بين التيارات الدينية المتطرفة، وقبح الخطاب الصادر عن التيارات الإسلامية، وعدم قدرة الشباب على الوصول إلى الحقائق، معلنًا عن إحصائيات يجريها منذ عام 2012 حول تنامي ظاهرة الإلحاد في مصر ، مؤكدا أنه تعرض لـ70 قضية تدور حول الإلحاد بسبب التطرف الديني، إضافة إلى أن كتاب "وهم الإله" للبريطانى ريتشارد دكنز"، أصبح موضة العصر لدى شباب الجامعات.
البحوث الإسلامية: الإلحاد في مصر ليس حقيقة
علي عبدالباقي شحاتة
أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، يرجعون انتشار الإلحاد في مصر إلى أساليب تناول الإعلام لقضايا الإلحاد، فضلًا عن صناعة نجوم من الملحدين.
بدوره قال علي عبدالباقى شحاتة أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، إن الأزهر لن يتمكن من مواجهة الإلحاد منفردًا، لأن الإلحاد فكر، إضافة أن الشباب لم يعدوا يثقوا فينا بالشكل الكافي الذي يسمح بتحملنا المسئولية الكاملة لتجديد الخطاب الديني، لافتًا إلى أن المجتمع المصري به آفات فكرية متعددة، فقد جمع بين الوهابيين والاشتراكيين والراديكاليين، وجميعها سموم فى عقول الشباب تنتهي بهم إلى الإلحاد أو التطرف.
وأوضح " أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق في تصريح خاص " لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن هناك فارق بين المتمردين التائهين والملحدين، فالأول مؤمن بوجود الله لكنه لا يعجبه العجب، ويتمرد على قواعد الدين، لأنه لا يريد حدود تنظم حريته.
وأوضح " أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق في تصريح خاص " لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن هناك فارق بين المتمردين التائهين والملحدين، فالأول مؤمن بوجود الله لكنه لا يعجبه العجب، ويتمرد على قواعد الدين، لأنه لا يريد حدود تنظم حريته.
واستكمل عبدالباقي حديثه موضحاً أن الملحدين هناك منهم يرى إنكار لوجود الله لكنه مؤمن بوجد قوه خارجة عن إرادته تحرك أقداره ولا يريد الاعتراف بكونها القوه الإلهية، لافتًا إلى أن نسبة الإلحاد فى مصر قليلة وقد لا تتعدى واحد فى المائة من سكان مصر، والسبب فى جعل الإلحاد ظاهرة منتشرة هو الإعلام الذي جعل مفهوم الإلحاد مآلوف على أذان الشباب.
وأكد عبد الباقى، أن وسائل الإعلام جعلت من الملحد نجم، فبمجرد أن يعلن الفرد عن إلحاده تلهث وراءه وسائل الإعلام، ويصنعوا منه نجم، فنجد الشاب يطيل شعره ويمسك سجائره ويردد أقاويل أشخاص من منظورهم نجوم فى المجتمع،مشددًا على ضرورة تعاون رجال الدين والثقافة والفن معًا لحماية عقول الشباب.
وأشار أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق إلى أن التهويل من الإلحاد هو سبب انتشاره في المجتمع، وهو ليس بالكم المبالغ فيه الذي تصوره وسائل الإعلام، حيث صنعت القنوات الفضائية نجوم من الملحدين، لافتًا أن الإلحاد متداول بين الشباب من سن 15 سنة إلى 20 سنة وهم قريبين من شباب الثوار والجامعات الإسلامية أو الجهادية، متابعًا أن فترة حكم جماعة الأخوان، وانتشار الجامعات الجهادية كانت السبب وراء انتشار الحديث عن هذه الظاهرة فى المجتمع المصري، إضافة إلى جامعات الدواعش ومؤيدو الخلافة الإسلامية وكلهم استباحوا الدماء ولا يبقى قيمة للإنسان عندهم سواء مسلم أو مسيحي هم أصبحوا باعدين عن مبادئ الدين الذي يؤمنون ويتكلمون به.
وأكد عبد الباقى، أن وسائل الإعلام جعلت من الملحد نجم، فبمجرد أن يعلن الفرد عن إلحاده تلهث وراءه وسائل الإعلام، ويصنعوا منه نجم، فنجد الشاب يطيل شعره ويمسك سجائره ويردد أقاويل أشخاص من منظورهم نجوم فى المجتمع،مشددًا على ضرورة تعاون رجال الدين والثقافة والفن معًا لحماية عقول الشباب.
وأشار أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق إلى أن التهويل من الإلحاد هو سبب انتشاره في المجتمع، وهو ليس بالكم المبالغ فيه الذي تصوره وسائل الإعلام، حيث صنعت القنوات الفضائية نجوم من الملحدين، لافتًا أن الإلحاد متداول بين الشباب من سن 15 سنة إلى 20 سنة وهم قريبين من شباب الثوار والجامعات الإسلامية أو الجهادية، متابعًا أن فترة حكم جماعة الأخوان، وانتشار الجامعات الجهادية كانت السبب وراء انتشار الحديث عن هذه الظاهرة فى المجتمع المصري، إضافة إلى جامعات الدواعش ومؤيدو الخلافة الإسلامية وكلهم استباحوا الدماء ولا يبقى قيمة للإنسان عندهم سواء مسلم أو مسيحي هم أصبحوا باعدين عن مبادئ الدين الذي يؤمنون ويتكلمون به.
واختتم عبدالباقي تصريحه قائلًا ": أن عقول الشباب لا يتم تحصينها بالثقافة الإسلامية لكي تتحمل مشاهد حرق بنى أدم لأخيه تحت مسمى القصاص، فإذا تابع الشباب الأحدث التى دارت الفترة الخيرة ممن يحلمون بالخلافة الإسلامية ويبيحون الدماء باسم الدين،سيفرون من دينهم إلى طريقين إما الإلحاد أو الوهابية والتكفير"، مضيفًا أن إطلاع الشباب المصري على الغرب كان أحد الأسباب التى أدت لنشر الإلحاد، فقد حاولت الولايات المتحدة اختراق الأزهر فى عهدي أكثر من مره خلال نشر المذهب العقلاني فى 2010، وبعد ثورة 25 يناير تجمع عدد من الشباب الغربي فى مصر وأرادوا إصدار التراخيص الأزمة لإنشاء مؤسسة تعليمة لنشر مذهبهم، إلا أن الأزهر تصدى وتم منع صدور هذه التراخيص، لافتًا إلى أن هؤلاء تمكنوا من التأثير فى عدد من الشباب خلال بقايا كتبهم التى بقت بعد رحيلهم.
محمد الشحات الجندي: الإلحاد نتيجة تحرر السوشيال ميديا
محمد الشحات الجندي
في سياق متصل قال محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تجديد الخطاب الديني الذى يناشد به الرئيس عبد الفتاح السيسي، يساعد فى تعديل المفاهيم المغلوطة التي نشرتها جامعات الإخوان في فترة حكمهم، والتى أدت لظهور الإلحاد والفكر المتطرف.
وأكد "عضو مجمع البحوث الإسلامية"في تصريح لـ "بوابة المواطن" على أهمية تقديم صورة عن الإسلام الوسطى الصحيح والمعتدل بالشكل الذي تستطيع عقول الشباب فهمه، كما كان الوضع فى العصر الإسلامي الأول، لافتًا إلي أن الإسلام لا يخاصم لإلحاد بل يقوم على تبادل الخبرات واحترم الآخر، لافتًا إلى أن الغزو الفكري كان سببا لانتشار الإلحاد في مصر من خلال الخطاب الغربي على السوشيال ميديا الذي صدر مفهوم أن عدم الإيمان الأديان يعني التحرر ونيل الحرية.
وأوضح الشحات الجندي، أن المجتمع به بعض حالات الإلحاد الفعلي ولا يمكن الجزم بأن الإلحاد أًصبح ظاهرة كما تردد كثير من المواقع، لافتًا أن إحصائيات مرصد الفتاوى التكفيري بأن مصر بها ما يقارب 800 ملحد تؤكد قلة عدد الملحدين في مصر مقارنة عدد سكانها الذي يتعدى الـمائة مليون نسمة، متسائلًا لماذا يتم إلقاء الضوء على هذه القلة القليلة فى المجتمع وعمل بلبلة اجتماعية.
وأكد الجندي، أن كلمة "منتشر" تعنى تداول الظاهرة في كافة ربوع الدولة، وهذا لا ينطبق على الإلحاد لأنه يوجد في مصر مدينة أو قرية أو حتى تجمعات متداولة للملحدين، مناشدًا بعدم إعطاء الأمر أكبر من حجمه، لأن وجود بذور الإلحاد في مصر كانت نتيجة لتراكمات الخطاب الديني، فى الفترة السابقة التى شهدت صراعات الإخوان والسلفيون الذين اتسموا بالتشدد والتطرف الفكرى، والذى عانت منه مصر والأمة العربية، وبقى أثارها المدمر فى بعض الدول حتى هذه اللحظة.
وأشار محمد الشحات الجندي إلى أن الجماعات التكفيرية فى هذه الفترة نجحت في تجنيد عدد كبير من الشباب فقد سمعنا عن إسلام يكن وغيره من الشباب الذين راحوا ضحايا لهذا الفكر المعدى الذي يصيب العقول السليمة، موضحًا أن هذا الخطاب وما أفرزه من عنف وتطرف وإرهاب واغتيال وتكفير كان له دور فى ظهور وليس انتشار حالات متناثرة من الشباب الملحد
واختتم الجندي تصريحه مؤكدًا ": على وقاية المجتمع والدولة من انتشار الإلحاد خلال تجديد الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام، مفسرًا أن الإلحاد غير مقتصر فقط على الديانة الإسلامية فالملحد غير مؤمن بالأديان السماوية الموحدة كلها، كما أن الإسلام يضم مبادئ الملحدين المؤمنين بأن هناك قوى تحرك الكون لكنهم غير معترفين بأن هذه القوى هى قوة الله عز وجل.
وأكد "عضو مجمع البحوث الإسلامية"في تصريح لـ "بوابة المواطن" على أهمية تقديم صورة عن الإسلام الوسطى الصحيح والمعتدل بالشكل الذي تستطيع عقول الشباب فهمه، كما كان الوضع فى العصر الإسلامي الأول، لافتًا إلي أن الإسلام لا يخاصم لإلحاد بل يقوم على تبادل الخبرات واحترم الآخر، لافتًا إلى أن الغزو الفكري كان سببا لانتشار الإلحاد في مصر من خلال الخطاب الغربي على السوشيال ميديا الذي صدر مفهوم أن عدم الإيمان الأديان يعني التحرر ونيل الحرية.
وأوضح الشحات الجندي، أن المجتمع به بعض حالات الإلحاد الفعلي ولا يمكن الجزم بأن الإلحاد أًصبح ظاهرة كما تردد كثير من المواقع، لافتًا أن إحصائيات مرصد الفتاوى التكفيري بأن مصر بها ما يقارب 800 ملحد تؤكد قلة عدد الملحدين في مصر مقارنة عدد سكانها الذي يتعدى الـمائة مليون نسمة، متسائلًا لماذا يتم إلقاء الضوء على هذه القلة القليلة فى المجتمع وعمل بلبلة اجتماعية.
وأكد الجندي، أن كلمة "منتشر" تعنى تداول الظاهرة في كافة ربوع الدولة، وهذا لا ينطبق على الإلحاد لأنه يوجد في مصر مدينة أو قرية أو حتى تجمعات متداولة للملحدين، مناشدًا بعدم إعطاء الأمر أكبر من حجمه، لأن وجود بذور الإلحاد في مصر كانت نتيجة لتراكمات الخطاب الديني، فى الفترة السابقة التى شهدت صراعات الإخوان والسلفيون الذين اتسموا بالتشدد والتطرف الفكرى، والذى عانت منه مصر والأمة العربية، وبقى أثارها المدمر فى بعض الدول حتى هذه اللحظة.
وأشار محمد الشحات الجندي إلى أن الجماعات التكفيرية فى هذه الفترة نجحت في تجنيد عدد كبير من الشباب فقد سمعنا عن إسلام يكن وغيره من الشباب الذين راحوا ضحايا لهذا الفكر المعدى الذي يصيب العقول السليمة، موضحًا أن هذا الخطاب وما أفرزه من عنف وتطرف وإرهاب واغتيال وتكفير كان له دور فى ظهور وليس انتشار حالات متناثرة من الشباب الملحد
واختتم الجندي تصريحه مؤكدًا ": على وقاية المجتمع والدولة من انتشار الإلحاد خلال تجديد الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام، مفسرًا أن الإلحاد غير مقتصر فقط على الديانة الإسلامية فالملحد غير مؤمن بالأديان السماوية الموحدة كلها، كما أن الإسلام يضم مبادئ الملحدين المؤمنين بأن هناك قوى تحرك الكون لكنهم غير معترفين بأن هذه القوى هى قوة الله عز وجل.
فريدة النقاش: الأزهر لا يواجه الإلحاد بسبب عدم تواصله مع مؤسسات الدولة
فريدة النقاش
في سياق متصل قالت فريدة النقاش، رئيسة تحرير جريدة الأهالي، إن الأزهر لا يستطيع مواجهة انتشار الإلحاد في مصر فى حالة عدم التواصل مع باقى حلقات المجتمع، لافتة إلى أن الأزهر يسير فى اتجاه والبرلمان فى اتجاه مغاير، وجميعها أخبار تتردد على عقول الشباب دون وعيهم بها، لافتة إلى أنه لقرابة 20 عامًا نطالب بإلغاء قانون إزدراء الأديان ليخرج لنا مجلس النواب بمقترح مشروع تجريم الإلحاد.
وأشارت "النقاش" لـ " بوابة المواطن الإخبارية"، إلى أن الأزهر يطالب بتجديد بتعاون الجهات الثقافية والفنية على مواجهة الإلحاد فى ظل عدم وعى الأزهر بأن لمشكلة فى تخريجه لعقول متطرفة، فهو فى باطن أقاويله يروج إلى الوهابية، لافتة إلى أن عدد من شيوخ الأزهر أعلنوا تأيدهم لقانون الإلحاد عند تقديم اقتراحه فى البرلمان.
مشروع قانون تجريم الإلحاد
مجلس النواب يناقش الإلحاد في مصر
تجدر الإشارة إلى أن مجلس النواب فى منتصف يناير 2018، حاول التصدي إلى الإلحاد، خلال تقديم النائب عمرو حمروش عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، بمشروع قانون تجريم الإلحاد في مصر ، الذي أعلن عن تجميعه 60 توقيع من النواب الموافقون على القانون، لكن فلسفة مشروع القانون جعلت عقوبة التعامل مع الملحد على شاكلة الإرهابي، الأمر الذي جعل القانون يعترض مع الدستور، فضلًا عن أن المادة 64 الدستور تنص على حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون"، لكن حمروش تراجع عن قانون معاقبة الملحدين احترامًا للدستور