فضيحة واحدة أنهت مسيرة ريتشارد نيكسون .. هل كان عميلا للاتحاد السوفيتي ؟
الجمعة 28/سبتمبر/2018 - 01:34 م
شيماء اليوسف
طباعة
في أغسطس 1974م، استقال الرئيس الأمريكي السابع و الثلاثون ريتشارد نيسكون من رئاسة البيت الأبيض بعد الفضيحة المعروفة إعلاميا
بـ ووتر جيت، وجاء قراره في وقت قياسي جدا؛ حيث سعى خلاله في الهروب من الرصاص الذي بات يتقاذف عليه من كل حدب وصوب، كأن استقالته كانت قشة علق فيها روحه من أجل النجاة على شاطئ الأمان.
بـ ووتر جيت، وجاء قراره في وقت قياسي جدا؛ حيث سعى خلاله في الهروب من الرصاص الذي بات يتقاذف عليه من كل حدب وصوب، كأن استقالته كانت قشة علق فيها روحه من أجل النجاة على شاطئ الأمان.
لم يكن وصول ريتشارد نيكسون لرئاسة أمريكا بفضل براعته الجماهيرية وحب الشعب الأمريكي له، بل جاء من فراغ القيادات داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري ورغم ذلك فإن نيكسون كان له تاريخ طويل في النشاط السياسي الذي سعى خلاله للوصول إلى المناصب السيادية خاصة في كاليفورنيا مسقط رأسه، ومسألة اعتزاله الحياة السياسية في موطنه الأصلي إخفاقه المتلاحق في تأسيس قاعدة انتخابية لاسيما بعد فشله في تولى رئاسة الولايات المتحدة في 1960م.
سياسة ريتشارد نيكسون الخارجية
ريتشارد نيكسون
طبق ريتشارد نيكسون نظاما فيدراليا أي تنفيذ سياسة اللامركزية خلال الحكم، حيث نقل الإدارة من العاصمة الأمريكية واشنطن إلى الولايات الداخلية بمختلف أرجائها، وشاع عن إداراته أنها تحارب الفساد والاتجار غير المشروع بالمخدرات ومكافحة التمييز العنصري، إلا أن هذا الأقوال كشفت عن كبوتها أثناء الحظر البترولي العربي، الذي أظهر فساد و مساوئ الإدارة الأمريكية أثناء حكمه، ما جعل الكونجرس الأمريكي يقوم بإقالة نائبه.
بعد غياب طويل ظهر ريتشارد نيكسون على شاشات التليفزيون الأمريكي حتى يترك انطباعا من نوع آخر عند الشعب الأمريكي بشكل مختلف عن صورته السابقة لدى الجماهير، وقالت عنه صحيفة النيويورك تايمز " هذا نيكسون جديد" لما وجدته من ثقة عارمة تخرج ثابتة من أحشائه يتبعها حرارة شديدة مدعومة بالفوز.
علاقة ريتشارد نيكسون باللوبي الصهيوني في أمريكا
ريتشارد نيكسون
كان حكيما جدا في نفاقه للصهاينة ، فقد حرص ريتشارد نيكسون أن يكون بعيدا عن النفوذ الإسرائيلي وطوال معركته الانتخابية حرص على نفاق اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، والتزم بخط منحاز لإسرائيل في غالبية تصريحاته الانتخابية، كما هدد بمنع المعونات عن الدول العربية التي تهدد ميزان القوى في الشرق الأوسط و بتأمين تفوق عسكري إسرائيلي على حساب العرب وكانت جملته الشهيرة: " إن إسرائيل إذ لم تتمكن من المحافظة على ميزان القوى ، فإن جيرانها سيحاولون إلقاءها في البحر ".
لقد أثبتت القضايا و الفضائح لووتر جيت أنها أسوأ مما أقدم عليه ريتشارد نيكسون بكثير بل أن الفضائح التي لحقت بالرؤساء الانقياء الذين قدموا بعد اعتزال نيكسون، أثبتت أن الرجل أخطأ أنه قدم استقالته أو أن سواه من الرؤساء اخطئوا لأنهم لم يقدموا استقالتهم، فهو اول رئيس أمريكي بدأ معاهدات الانفراج الدولي نظرا لإبرامه معاهدة تقليص الصواريخ المضادة مع للصواريخ الباليستية مع الاتحاد السوفيتي، وقد دفعته صحافة بلاده إلى التفكير عن خطئه فقدم استقالته.
الرأي العام الأمريكي وفضيحة ريتشارد نيكسون
ريتشارد نيكسون
جرت في النهر مياه كثيرة وتبين للرأي العام الأمريكي أن ما حدث في ووتر جيت يعتبر أمرا عاديا، ولا يستحق ريتشارد نيكسون أن يعيش تحت وطأة تهديد الكونجرس الأمريكي له، إن لم يكن هامشيا بالقياس إلى جرائم كاملة ارتكبت في عهود رؤساء آخرين، حتى أن نيكسون وحده الذي أغلق الصراع السياسي بين الولايات المتحدة والصين عندما زار الجمهورية الصينية في 1972م، وقد أوسعت مجال العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتى و إن كانت بشكل ظاهري فهي أفضل بكثير من العدائية.
لم تكن فضيحة " ووترجيت " وحدها التي أودت بالحياة السياسية والرئاسية لرجل البيت الأبيض ريتشارد نيكسون بل اتهم بالعديد من الاتهامات الأخرى، كالتجسس على أنشطة الحزب المنافس له، فكان دعاة حملته قد زرعوا أدوات تجسس بمقر الحزب الديمقراطي الأمريكي في مبنى ووترجيت، مما جعلتهم يتمكنوا من معرفة العديد من المعلومات الدقيقة والحساسة التي مهدت الطريق لنيكسون من الفوز بالرئاسة.
الكونجرس وضغطه على ريتشارد نيكسون
ريتشارد نيكسون
ليس التجسس على الحزب الديمقراطي فقط، بل نشرت مجموعة من الوثائق السرية الخاصة بأسباب الحرب الفتنامية بواسطة وحدة تابعة للبيت الأبيض قد سرقتها من مكتب الطبيب النفسي " دانييل إلسبرغ " وهو واحد من المسئولين السابقين في الحكومة الأمريكية، إلى جانب إشعال الفتنة بين الحزب الديمقراطي والجمهوري، كل هذه التهم وغيرها وجهت لريتشارد نيكسون.
وكان قمة خروج ريتشارد نيكسون من عزلته عندما زاره في بيته مرشح الرئاسة الأمريكية بيرو وطلب منه النصيحة في قضايا الخارجية ثم أصدر نيكسون كتابه " الفرصة السانحة " ليؤكد للجميع أنه قد عاد إلى الحياة العامة بفكرة من خلال آراء مهمة لتشمل القضايا المالية العالمية والعلاقات الدولية في أعقاب انتهاء الحرب البادرة وتفكك المعسكر الشرقي.