صورة لا تنسى .. كل هذه الجثث بسبب رسمة كاريكاتير
الخميس 04/أكتوبر/2018 - 10:32 ص
وسيم عفيفي
طباعة
يشهد التاريخ الإنساني أن أبشع الحروب ممكن أن تندلع لسبب غريب مثل الذي وقع في الحرب العالمية الأولى حيث أن أكثر من 5 مليون قُتِلوا بسبب حادث اغتيال لكن أن تكون رسمة كاريكاتير دافعاً لقيام حرب تمهد لسقوط إمبراطورية فتلك من غرائب التاريخ.
رسمة كاريكاتير .. أول مسمار في نعش الدولة العثمانية
رسمة كاريكاتير .. أول مسمار في نعش الدولة العثمانية
رسمة كاريكاتير
كانت رسمة كاريكاتير ابتكرها رسام هزلي من مجلة بانش البريطانية يوم 17 يونيو سنة 1876 م، سبب في اندلاع الحرب العثمانية الصربية، حيث صور الرسام الإمبراطورية الروسية بهيئة رجل، على وشك أن تُطلق "كلاب الحرب" البلقانية على الدولة العثمانية، بينما بريطانيا، ممثلة بهيئة شرطي، تحذرها من مغبة عملها، وأعلنت الصرب والجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية في اليوم التالي لنشر هذا العدد من المجلة.
إلى أي مصير انتهت حرب بسبب رسمة كاركاتير
جلاء العثمانيين
عانت الدولة العثمانية من ضعف مالي واقتصادي شرس بسبب الضائقة المالية التي تعرضت لها نتيجة للديون العمومية التي أنهكت خزينة الدولة العثمانية.
ووما زاد الطين بلة حصول موجة جفاف شديدة اجتاحت منطقة الأناضول في قلب الإمبراطورية العثمانية والتي أدت إلى مجاعة عامي 1873 و 1874.
لم تجد الدولة العثمانية مفراً من فرض الضرائب على المناطق التي لم تتأثر بالجفاف في البلقان الأمر تسبب في انتفاضة بالبوسنة وفي بلغاريا، وعندئذٍ فشلت الدولة العثمانية في الحصول على أي قروض جديدة لسد عجز موازنتها فأعلنت افلاسها في عام 1875 وتخلفت عن سداد ديوانها للدول الأوروبية.
مقاتلي العثمانيين
على نفس السياق جاءت الأزمات السياسية الداخلية والتي أدت في النهاية إلى خلع السلطان عبدالعزيز عام 1876 وإعلان الدستور العثماني، حتى تفاقم الأمر واندلعت في 20 يونيو 1876 الحرب الصربية العثمانية ثم انضمت منطقة إمارة الجبل الأسود في 2 يوليو في الصراع٬ وكانت الدولتين تسعيان إلى دعم الثوار الصرب خلال انتفاضة الهرسك.
كل هذا أدى إلى صراع الدولة العثمانية مع الإمبراطورية الروسية وقوات التحالف الأرثوذكسي الشرقي بقيادة الإمبراطورية الروسية ويتألف من العديد من دول البلقان.
كل هذا أدى إلى صراع الدولة العثمانية مع الإمبراطورية الروسية وقوات التحالف الأرثوذكسي الشرقي بقيادة الإمبراطورية الروسية ويتألف من العديد من دول البلقان.
دار القتال في البلقان والقوقاز، ترجع أسباب الحرب إلى تصاعد الروح القومية في القرن التاسع عشر بمنطقة البلقان، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها تطلعات الروسية لاسترداد الأراضي التي خسرتها أثناء حرب القرم، معيدةً نفسها للبحر الأسود، وداعمةً الحركة السياسية الساعية لتحرير دول بلقان من الحكم العثماني.
أسفرت الحرب عن تمكن روسيا من المطالبة بعدة أقاليم في القوقاز وهي قارص، وباطومي، وكان لإمارات رومانيا "التي أجبرها الروس على التخلي عن منطقة بودجاك في دلتا الدانوب رغم وجود معاهدة تحالف قائمة بين البلدين" وصربيا والجبل الأسود السيادة بحكم الأمر الواقع لبعض الوقت، وأعلن رسمياً الاستقلال عن الدولة العثمانية.
بعد ما يقرب من خمسة قرون من الهيمنة العثمانية 1396-1878، أُعيد تأسيس الدولة البلغارية في إمارة بلغاريا، وهي تغطي الأراضي الواقعة بين نهر الدانوب وجبال البلقان (باستثناء دبروجة الشمالية التي أعطيت لرومانيا)، فضلاً عن المنطقة صوفيا، والتي أصبحت عاصمة للدولة الجديدة، وسمح مؤتمر برلين أيضاً للإمبراطورية النمساوية المجرية باحتلال البوسنة والهرسك وللمملكة المتحدة بتولي قبرص.