قبل مائة عام الحرب العالمية تنهي حلم الخلافة العثمانية.. واليوم أردوغان يضحي بوطنه في سبيل إدلب السورية
الأحد 09/سبتمبر/2018 - 12:00 ص
عواطف الوصيف
طباعة
الدولة العثمانية.. واحدة من أهم الإمبراطوريات التي عرفها العالم أجمع، أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، وسميت بهذا الإسم "عثمانية" نسبة لاسمه، وكان أساسها هو جمع مختلف القبائل التركية تحت لواء واحد وهو ما أستمر قرابة الـ 600 عام.
الخلافة العثمانية والسيطرة على بلاد الشام
حلم مؤسسى الدولة العثمانية بفرض سيطرتهم على مختلف بلاد الشام، وهو ما تحقق بالفعل، وباتت كل من مصر وسوريا وفلسطين تحت سيطرة الخلافة العثمانية، وامتدّت الأراضي التي ضمّتها الدولة العثمانية لتغطّي مساحات شاسعة من قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، ووصل عدد الولايات التابعة لها إلى تسعةٍ وعشرين ولاية، بالإضافة إلى السيادة الإسميّة على العديد من الإمارات والدويلات المتاخمة لها في قارة أوروبا.
الخلافة العثمانية والسيطرة على بلاد الشام
حلم مؤسسى الدولة العثمانية بفرض سيطرتهم على مختلف بلاد الشام، وهو ما تحقق بالفعل، وباتت كل من مصر وسوريا وفلسطين تحت سيطرة الخلافة العثمانية، وامتدّت الأراضي التي ضمّتها الدولة العثمانية لتغطّي مساحات شاسعة من قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، ووصل عدد الولايات التابعة لها إلى تسعةٍ وعشرين ولاية، بالإضافة إلى السيادة الإسميّة على العديد من الإمارات والدويلات المتاخمة لها في قارة أوروبا.
ممثلي الخلافة العثمانية
سقوط بعد نجاح
لا شك أن دولة الخلافة العثمانية حققت نجاح غير عادي، وتمكنت من الإستمرار لعقود، وتمكنت من جعل وطاة أبرز دول المنطقة العربية تحت سيطرتها، لكن لابد من الإعتراف، من أن كل هذا النجاح قد انتهى بالفشل والسقوط الذي لم يكن متوقعا بأى حال من الأحوال وبالتأكيد كان لهذا السقوط أسباب اليه، وهي عديدة ولها أكثر من إتجاه
أحد سلاطين الخلافة العثمانية
معارضة السلطان عبد الحميد
بدأت نهاية الدولة العثمانيّة حينما ظهرت على الساحة الحملات المضادة لحكم السلطان عبد الحميد، وظهور العديد من ممثلي المعارضة، الذين تزعموا أحزاب وحركات قومية مثل تركيا الفتاة وجمعية الاتحاد والترقّي، لكن كان في المقابل ظهور حركات إسلامية مؤيدة للسلطان، لكن كان تأييدهم ليس ذي قيمة كبيرة، لأن الدول العثمانية كانت قد بدأت بالفعل في فقدان بعض ممتلكاتها الأوروبية، وهو ما جعل السلطان عبد الحميد يفكر في الإتجاه إلى سياسة أخرى ومختلفة بعض الشيء.
السلطان عبد الحميد
الجامعة الإسلامية
اتجه السلطان عبد الحميد في التفكير في تشكيل الجامعة الإسلامية، والتي كانت من أجل توحيد راية المسلمين جميعاً تحت لوائه، إلّا أنّ تلك الفكرة لم تنجح بسبب تمرّد قوّات من الجيش، وانتهىت الفكرة بإعلان الدستور ومن بعده عزل السلطان عبد الحميد وتولّى من بعده أخيه محمد الخامس.
السلطان عبد الحميد
الإضطرابات السياسية
يعد ما مرت به الدولة العثمانية، من تظاهرات ممثلي المعارضة وتمرد رجال الجيش وتغير الدستور والأهم هو عزل السلطان عبد الحميد من منصبه كسلطان تعيين أخيه مكانه، الذي ربما لم يكن مؤهلا لمثل هذا المنصب ولا يقدر على إتمام مهامه سبب في نشر حالة من الفوضى والإضطرابات، ودائما تكون الإضطرابات سبب يمنع أي دولة من الوقوف والتصدي لأي حرب أيا كانت، لكن هذا هو ما لم ينتبه له ممثلى دولة الخلافة العثمانية، وعملوا على خوض الحرب العالمية الثانية، رغم كل ما يعانونه من إضطرابات سياسية تجعلهم غير مؤهلين، وهو ما يعد سبب رئيسي في سقوطهم.
الحرب العالمية الأولى
حرص ممثلي الخلافة العثمانية على المشاركة في الحرب العالمية الأولى وفقدت معظم أراضيها التي كانت تقع خارج الحدود التركية الحالية، ويبدو أن محمد الخامس كان فعليا يجعل حسن الإدارة السياسية، فبدلا من أن يبحث عن حل لأزمات بلاده والإضطرابات السياسية فيها، أنفق أموال طائلة من خلال إقحام القوّات العثمانية في معارك على عدّة جبهات دون وجود الاستعداد الكامل من حيث التسليح أو التدريب أو الإمدادات، وكانت النتيجة أن القوات العثمانية هزمت تماما على الجبهة الشرقية من قبل الروس، علاوة على الهزيمة التي واجهوها في الجنوب في مواجهة البريطانيين الذين استطاعوا احتلال ولايات ما بين نهري دجلة والفرات، ولم ينجح العثمانيون نجاحاً كبيراً إلا في الدفاع عن مضيق الدردنيل بقيادة مصطفى كمال أتاتورك الذي ذاع صيته بسبب تلك المعركة.
مشاهد من الحرب العالمية الأولى
هدنة مودردوس وإنهاء الإمبراطورية العثمانية نهائيا
بعد وفاة السلطان محمد الخامس، قبل إنتهاء الحرب العالمية الأولى ببضعة أشهر تولى أخوه محمد السادس الحكم، وتم توقيع اتفاقية هدنة في مودروس، التي كانت أدت إلى احتلال أغلب الأراضي التركية من قبل قوات الحلفاء، وقد رفض الأتراك في الداخل الخضوع لتلك الشروط المجحفة بحقهم، وقامت العديد من التظاهرات في الشوارع التي تحوّلت إلى حركة وطنيّة تزعّمها مصطفى كمال أتاتورك، وعرفت بالحركة الكمالية، تلك الحرك التي عملت على تشكيل حكومة وطنية برئاسة أتاتورك، ولم يتمكن محمد السادس من مواجهاتها أو مواجهة تأييدها الشعبي، وما لبث السلطان أن تنازل عن العرش لأخيه عبد المجيد الثاني الذي جرّد من السلطة وظلّ الحاكم رسمياً حتى ألغيت الخلافة عام 1924م، وطرد السلطان عبد المجيد من البلاد.
رجب أردوغان وحلم الخلافة
يطغو حلم الخلافة العثمانية على عقلية وفكرالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فهو يريد أن يعيد حلم أجداده مرة أخرى وأن تكون له السلطة والهيمنة، التي كانت لمن سبقوه من أجداده، ربما يتخللها الحداثة من حيث الزى وطريقة التعامل بم يتوافق مع العصر، لكن الحلم لا يزال موجودا، لكن ما تشهده تركيا الآن لا يبشر بتحقيق هذا الحلم، وربما يبشر بسقوط تركيا برمتها’ وعلى رأسها أردوغان أولا.
أردوغان وحلم الخلافة
الأزمة الإقتصادية التركية
تسببت العقوبات الأمريكية، التي فرضتها الإدارة الأمريكية، تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إنخفاض قيمة الليرة التركية، مما أدى إلى نشوب أزمة إقتصادية كبيرة تعاني منها تركيا الآن، ذلك الأمر الذي يستغله ممثلي المعارضة التركية الآن، حيث أنهم وجدوا الحُجة للوقوف أمام أردوغان وإثبات ضعفه وفشله أمام الشعب التركي، ذلك الشعب الذي يوجد بينه العديد من الفئات التي بالفعل تكره رجب أردوغان، بسبب ممارسات ممثلي السلطة في السجون والمعتقلات، علاوة على التعامل البربري والتعسفي في التظاهرات، من قبل الشرطة والجيش.
الليرة التركية
خطأ مكرر
يكرر الرئيس رجب طيب أردوغان، الخطأ الذي وقع فيه السلطان محمد الخامس، حيث كانت الدولة العثمانية تعاني من إضطرابات وفوضى سياسية، ومع ذلك حرص على مشاركة قواته في الحرب العالمية الثانية، وأنفق نسبة كبيرة من الأموال في تدريبات ومعدات، وكانت النتيجة هي الهزيمة، وها نحن بصدد أحد أحفاده ويلقبونه بأردوغان، الذي يكرر نفس الخطأ مجددا ويقع في الحفرة.
أزمة إقتصادية ومشاركة عسكرية
تعاني تركيا حاليا من أزمة انخفاض الليرة التركية ووقوف ممثلي المعارضة، وحالة من الإضطرابات والفوضى، وبدلا من أن ينتبه الرئيس التركي لكل هذه المشكلات، يعمل على المشاركة، في حرب إدلب السورية، تلك الحرب التي ستحتاج لإنفاق الملايين من معدات وتدريبات، واستكمال إحتياجات الجنود، ويعمل الرئيس التركي كل هذا لكي يؤكد للعالم أجمع قوته ويقول ها أنا ذا ديكتاتور وزعيم هذا الزمان، ولا ينتبه أن هذا كله سيؤدي إلى سقوط بلاده لا محالة
الرئيس التركي أردوغان
الخلاصة..
إذا كان أردوغان يريد أن يبذل جهودا لكي يحقق ذاته ونفسه، وأنه هو الديكتاتور وصاحب الكلمة والامر والنهي، فغروره جعله لا ينتبه أن ممثلي القوى العظمى من حوله لن يجعلوه يتمكن من تحقيق ذلك، لكن لابد وأن لا يقوم بتصرفات ستؤدي إلى سقوط شعب بأكمله قد يتحول لأسرى وسبايا في يد حكومات غربية، كل هدفها هو ضياع الشعوب العربية، بالقتل وسفك الدماء والأهم أنه بضياع العزة والكرامة.