كيف استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد ؟

الخميس 04/أكتوبر/2018 - 03:40 م

شيماء اليوسف

مضى خمسة وأربعون عاما على عقد كامب ديفيد التي وقعت بين مصر والعدو الإسرائيلي 1978م، وهناك من يسأل كيف استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد، وحتى الآن هناك جدلا قائما حول الاتفاقية في الوطن العربي كله بين مؤيدين ومعارضين لها، حيث يرى البعض أن الاتفاقية، فهناك من يروا أنها مثلت خطوة هامة في طريق حل الصراع العربي الإسرائيلي، والبعض الآخر يرى أنها خلقت تداعيت أثرت على الأمة العربية كلها، لاسيما القضية الفلسطينية.

اتفاقية كامب ديفيد

ولأن القضية الفلسطينية هي بؤرة الصراع العربي الإسرائيلي، فإن إسرائيل ضربت بنهج التفاوض الذي رسمته مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية عرض الحائط، فهي لا تعترف بالحقوق العربية أو القرارات الشرعية الدولية، رغم إن حل القضية الفلسطينية هو الطريق الوحيد للسلام في المنطقة العربية، فإن إسرائيل لم تأخذ بعدالة الحل وشموليته ومن ضرب هذه المواثيق استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد.

مكاسب إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد

اتفاقية كامب ديفيد

حرص قادة الكيان الصهيوني على وضع الملف الفلسطيني على رأس بنود اتفاقية السلام، رغم عدم مشاركة الجانب الفلسطيني في الاتفاقية، ومع تمكين بنود الاتفاقية يؤمن الإسرائيليون حقهم المزيف في ضمان الأحقية من الضفة الغربية كأرض إسرائيلية، والفلسطينيون هم عرب إسرائيل وقد استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد، إلغاء دور السيادة الفلسطينية على أرضها أكثر من الإدارة الذاتية لشئونهم، ليبقى الأمن والسيادة في كفة الكيان الصهيوني، ألا يملك الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره.

استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد، في القدرة على الاعتراف بحق " إسرائيل" في السيادة والاستقلال السياسي المستقل بها، إلى جانب منع مصر من الحقوق التي يمنحها إياها القانون الدولي للمتحاربين طوال استمرار الحرب، عند تنفيذ البند الذي منح إسرائيل الحق القانوني لمواجهة أي دولة عربية مجاورة للحدود الإسرائيلية التي تحتلها، إضافة إلى إجبار مصر على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهذا البند بالتحديد أوقع مصر في ثغرة كبيرة في ضوء مقاطعة العلاقات العربية الإسرائيلية.

الاعتراف بوجود إسرائيل داخل الدول العربية

اتفاقية كامب ديفيد

استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد في الاعتراف بوجودها داخل الدول العربية، وهو هدف الأساسي و الاستراتيجي الذي سعت إسرائيل إلى تحقيقه، على الرغم من قيامها كدولة على غير أسس، وقد منحت اتفاقية كامب ديفيد هذا الهدف لإسرائيل على طبق من ذهب واعترفت مصر بموجب الاتفاقية أن الكيان الصهيوني دولة، جرت خلال هذه المعاهدة إنهاء حالة الحرب معها وإبرام معاهدة سلام.

وقد تمكنت إسرائيل من خلال اتفاقية كامب ديفيد، من فتح باب العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول التي كانت مقاطعة لها على خلفية التعاطف مع العرب أو ربما من خوف هذه الدول من إجراء العلاقات تحسبا لمقاطعة الدول العربية لهم، وبهذه المعاهدة، التي أجرتها دولة عربية مثل مصر جعلت هذه الدول تتراجع عن موقفها العدائي ضد إسرائيل.

تراجع دور مصر في الصراع العربي الإسرائيلي أيام السادات

اتفاقية كامب ديفيد

وقد استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد، في تراجع دور مصر تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة بعدما فرضت الاتفاقية على مصر العديد من الالتزامات التي جعلت مصر لا يحق لها مد يد العون بالنسبة للعرب فيما يتعلق بصراعهم مع إسرائيل لأن الواقع السياسي حتم على مصر التزاما سياسيا وفرضا طغى على التزاماتها الخاصة باتفاقية الدفاع المشترك مع الدول العربية، إلى جانب عضويتها في جامعة الدول العربية التي نقل مقرها إلى تونس بعد عقد اتفاقية السلام بين مصر و إسرائيل.

وباعتبار موقع مصر الاستراتيجي بين الدول العربية، مما جعلها مركزا قوميا بالنسبة للدول العربية، لكن المعاهدة قلصت هذا الدور، وخاصة منع مصر من القيام بأي نشاط تقوم به المقاومة الفلسطينية، ضد إسرائيل، بأي طريقة كانت سواء مباشرة أو غير مباشرة، إلى جانب إلزام مصر بمنع تقديم أي دعم للمقاومة، وهذا لأن لمصر مكانة خاصة عند الشعب العربي زعماء وجماهير، وبهذه المضامين فإن إسرائيل سعت سعيا حثيثا إلى تجحيم دور مصر في الصراع العربي الإسرائيلي، لاسيما موقفها من حقوق الشعب الفلسطيني.

اتفاقية كامب ديفيد

استفادت إسرائيل من اتفاقية كامب ديفيد، بإخراج مصر عسكريا من ساحة المواجهة، إضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية لإسرائيل وتقليص العبء العسكري عليها، بواسطة وضع قوات حفظ السلام على الجانب المصري مع محطات الإنذار، إلى جانب حصول إسرائيل على دعم اقتصادي وعسكري من قبل الولايا ت المتحدة، أصبح بإمكان إسرائيل ضرب السودان أو المغرب العربي، كشحنات الأسلحة التي ضربتها إسرائيل في البحر الأحمر التي كانت موجهة لصالح حركة حماس.