الأخوان رايت .. مفتاح معرفة العالم بالطيران بعد عباس بن فرناس
الثلاثاء 09/أكتوبر/2018 - 02:35 م
شيماء اليوسف
طباعة
بدأ الطيران البشري يأخذ طريقه نحو الانطلاق منذ السابع عشر من شهر ديسمبر على متن عام 1903م، عندما تمكن الأخوان رايت من اختراع أول طائرة، واستطاعت أن تحلق في عالم الفضاء معتمدة كليا على طاقتها الذاتية، وكان الأخوان قد نجحا في اختبار مركبتهما، تحليقا وهبوطا بدون عوائق أو أعطال.
الأخوان رايت وتجربتهما الأولى
الأخوان رايت
لقد رصدا الأخوان رايت السرعة الهائلة التي حلقت بها طائرتهما الأولى والتي صنعت على شكل سطحين مستويين، يتخللها اعوجاج في الأجنحة، وهذا من شأنه يختبر مدى السيطرة على الطائرة عند عملية الإقلاع، حتى تظل الطائرة مستقيمة ومتوازنة، ويمثل الاعوجاج أحد الطرق التي تجعل الأجنحة مقوسة، مما تسيطر على توازن الحركة.
كيف استقبل العالم فكرة تجربة الأخوان رايت
طائرة الأخوان رايت
استغرق الأخوان رايت، خلال رحلتهما الفضائية التي انطلقت بواسطة طيارتهما الأولى قرابة أثنى عشر ثانية، التي بدأت من شمال كارولينا، فوق بلدة كيتي هوك، وقد قطعا مسافة تقدر بنحو ست وثلاثين مترا، ذاع صيت الأخوان رايت، واعتبر اختراعهما انجاز فريد من نوعه، حيث أن طائرتهما أول الطائرات التي استخدمت الطاقة، إلى جانب القدرة على تعبئتها بالبشر، إضافة أنه كان يتم السيطرة عليها بعض الشيء، بل كانا الأخوان رايت يعتبرا شبكة معلوماتية إلكترونية، ذات طابع خاص.
لقد فتحت الأبواب قبال الأخوان رايت، بعد خروج اختراعهما للنور بل واستطاعا أن يحدثا نقلة نوعية في عالم الهندسة والعلوم، بل واستغل اختراعهم في الحروب التي حدثت خلال الفترة اللاحقة لظهور الاختراع، واعتمد على مبادئ علوم الأخوين رايت وهندستهما، في الحروب والعولمة، ظلت تستثمر على متن عقود عمرية.
تحطم طائرة الأخوان رايت وضياع الجهد
تحطم طائرة الأخوان رايت
استمرت رحلات وتجارب الأخوان رايت، وزادت المسافات التي كانت تقطع خلال التحليق بواسطة طائراتهما الأولى التي كان يضيفا لها كل يوم جديد، وفي إحدى التجارب المروحية للطائرة اصطدمت طائرة الأخوين رايت، بعاصفة شديدة محملة بالرمال الجارحة مما أسفرت عن تدمير الطائرة، ورغم النتيجة السلبية التي شعرا بها بعد سقوط طائرتهما، إلا أن ذلك لم يمنعهما من مواصلة جهدهما ورحلاتهما واختباراتهما وابتكار تصميمات وأنواع جديدة من الأشكال حتى يحسنا من اختراعهما.
فشل تجارب الأندلسي بن فرناس
تمثال للأندلسي عباس بن فرناس
كانت أول محاولة للطيران، تلك التي حدثت في عام 875م، وقد قام بها عباس بن فرناس، حينما أنشأ طائرة شراعية، وعلى الرغم من التحليق الناجح الذي استطاع أن يقوم به عباس بن فرناس خلال رحلته إلا أن الهبوط جاء بشكل سيء، وربما لم ينجح بن فرناس في عملية الهبوط لأنه حلق مندفعا من فوق قمة أحد الأبراج.
وجهت لابن فرناس انتقادات لاذعة خلال محاولته الأولى للإقلاع بالطائرة، إلى جانب إصابة ظهره، وقد استمرت محاولات بن فرناس للطيران قرابة 12 عاما من عمره، وبعد ذلك وفاته المنية، ومن أهم الانتقادات التي وجهت له، أنه لم يزود نفسه بذيل أو بأي وسيلة شبيهة به، بل أنه لم يأخذ في حسبانه الطريقة التي تحسب الطيور من خلالها نفسها وهي تهبط على الأرض.
موقف الحكومة الأمريكية من اختراع بن فرناس
طائرة الأخوان رايت
في يونيو من عام 1909م، أطلقت أول طائرة مسلحة، حيث قامت الحكومة الأمريكية بإنشاء أول مطار يستهدف تعليم ضباط جيش الطيران الأمريكي الطيران وتدريبهم عليه، كانت وقتها قد اشترت طائرة الأخوين رايت، وقامت الحكومة بتزويد الطائرة بمدفع آلي ثم طارت نحو مطار كوليج بارك في ولاية ماريلاند الأمريكية، وانطلاقا من هذه التجربة، سعت الحكومة الأمريكية إلى ضم جميع الطائرات التي صنعها الأخوان رايت، وضمهما إلى قسم الطيران.