السيسي ونكسة 67 .. كيف يتذكر الطفل "عبد الفتاح" مرارة الهزيمة
الخميس 11/أكتوبر/2018 - 05:03 م
وسيم عفيفي
طباعة
أثارت التفاصيل المعيشية خلال فترة نكسة67 التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي في الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة، جدلاً حول حياة السيسي ونكسة 67 حيث قال خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة والتي تحمل عنوان "أكتوبر .. تواصل الأجيال"، أنه عاش تجربة هزيمة 1967 وكانت مؤلمة للغاية، مؤكداً أن الظروف وقتها كانت صعبة مثل الأوضاع الراهنة.
السيسي ونكسة 67 .. ماذا قال ؟
وقال الرئيس السيسي في كلمته داخل مركز المنارة خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة في إطار احتفالات الجيش المصري بالذكرى الخامسة أنه قبل حرب أكتوبر لم يكن لدى الشباب أمل خاصة مع الحرب الإعلامية تجاه فكرة العبور، مستشهداً بمقال الكاتب محمد حسنين هيكل حيث قال أن تحطيم خط بارليف يحتاج إلى قنبلة ذرية، كما تذكر أن موسيقى البيانات العسكرية خلال الفترة من حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر كانت تجعل الناس يتوقفون في الشارع لمعرفة الذي يجري على الجبهة.
السيسي ونكسة 67 .. الذاكرة حديد أم ثقافة ؟
السيسي ونكسة 67
بالتدقيق في جملة "أنا من الجيل اللي عاش المرحلتين وفاكرهم بدقة شديدة" نجد أن بين ولادة السيسي ونكسة 67 هناك 13 سنة هي عمر الصبي عبدالفتاح السيسي القاطن في منطقة الجمالية، وبالتالي فإن ذاكرة الصبي البالغ 13 سنة تكون حاضرةً لكنها تقل بمرور الزمن وتسقط تفاصيل كثيرة من الذاكرة إلا في مسألة النكسة فلا يمكن أن تُنْسَى بالنسبة للصبي.
نجيب محفوظ - أحمد فؤاد نجم
شهود العصر على فترة الهزيمة يؤكدون علاقة السيسي ونكسة 67 من حيث التأثر النفسي لكن على ظروف عصرهم ونفسيتهم، فالشاعر أحمد فؤاد نجم وصف في وثائقي "شاهين ليه" عن المخرج يوسف شاهين نكسة 1967 م بأسوأ ما جرى في مصر وعبر عن ذلك قائلاً "كانت أيام سودا على اللي عاشها، واللي مشافهاش مش هيصدق هي إزاي كانت سنين سودا .. دا فيه ناس ماتت بيها النكسة دي".
ويتفق نجيب محفوظ مع رؤية أحمد فؤاد نجم ليتبين ما بين السيسي ونكسة 67 بشأن الوجع النفسي حيث يقول في سلسلة "الملفات السرية للثورة" مع الإعلامي طارق حبيب "نكسة 67 كانت خبطة جامدة أوي على الكل .. صغار وكبار".
جريدة الأهالي في عدد 20 يونيو عام 1967 م
بالرجوع إلى المنطقة سكنها السيسي وهي منطقة الجمالية سنة 1967 م نجد أن تلك المنطقة في تكوينها النفسي صوفية الطبع، وانقلبت رأساً على عقب مثل باقي مصر، حيث أن جمال عبدالناصر ظهر لأول مرة في ظهور جماهيري بعد النكسة خلال احتفالات المولد النبوي بمسجد الإمام الحسين.
وقتها نشرت جريدة الأهالي في عدد 20 يونيو عام 1967 خبر حضوره إلى هناك في 19 يونيو عام 1967م، وفي حفل الاحتفال الذي بدأ في الساعة 8:35 مساءاً زار الرئيس جمال عبدالناصر ضريح الإمام الحسين لقراءة الفاتحة، واستمع لكلمة الدكتور الشيخ عبدالرحيم سرور كلمة مشيخة الأزهر في الاحتفال بالمولد.
عقب خروجه كانت الجماهير متراصة في احترام شديد لجمال عبدالناصر بعد رجوعه عن قرار التنحي، وبقدر الاحترام كان الحزن حيث كان الجميع متشحاً بالسواد، وكانت تلك المناظر كفيلة بأن تكون خالدة في الذاكرة ولا تُمْحَى.
اللواء علاء عز الدين: التشكيك كلام فارغ وغير مبني على أسس
اللواء علاء عز الدين
من جهته عقب اللواء علاء عز الدين "رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقا" على كلام الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة والتي تحمل عنوان "أكتوبر .. تواصل الأجيال"، قائلاً كل كلمة قيلت من الرئيس السيسي في وصف المأساة التي عاشتها مصر كانت صحيحة، مشيراً إلى أن الكلام عن التأثير النفسي الذي كان في مصر وقت الهزيمة فوق الوصف.
وعن ما بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونكسة 67 من تأثر نفسيٍ قال اللواء علاء عز الدين في تصريح خاصٍ لـ "بوابة المواطن"، إذا كان الواحد لما بيكبر بيفتكر هو عمل إيه لما كان في سنة أولى ابتدائي وعمره 7 سنين فما بالك بصبي عنده 13 سنة وشهد فاجعة وطنية.
وكشف اللواء علاء عز الدين أنه أصغر من الرئيس السيسي بـ 3 سنوات، ولا زال إلى الآن متذكراً لبيانات أحمد سعيد في الراديو وكان عمره وقتها 10 سنوات، مشيراً إلى أن تناول السوشيال ميديا بشأن التشكيك حول إدراك السيسي ومشاهدته للنكسة "كلام فارغ وغير مبني على أسس علمية أو حتى متعلقة بالفهم".
