فضائح من العيار الثقيل.. كيف اقتحمت الديلي ميرور الأمريكية خصوصيات العائلة البريطانية
الجمعة 12/أكتوبر/2018 - 09:59 ص
شيماء اليوسف
طباعة
اخترقت صحيفة الديلي ميرور الأمريكية، حياة العائلة البريطانية عندما أثارت الرأي العام بنشر تفاصيل قصة الحب التي نشأت بين الطيار الإنجليزي "بيتر تونسند" والأميرة "مارجريت" فلم يكن دوق وندسور هو الضحية الوحيدة للصحافة البريطانية، بل على العكس فقد تبعه كثيرون حتى أن أسرار العائلة المالكة البريطانية صارت هي المادة الرئيسية الجرائد والمجلات لاسيما الصحف التابلويد أو التي كانت تسمى بالصحافة الشعبية أو صحف الإثارة.
كتبت ذات يوم صحيفة البيبول البريطانية إن ما ترويه الصحف الأمريكي والأوروبية تقصد بذلك صحيفة " الديلي ميرور" من شائعات حول قصة الحب بين الأميرة مارجريت شقيقة ملكة بريطانيا والطيار شائعات كاذبة والواقع أنه لم تنشأ علاقة عاطفية من الأساس بين الأميرة والطيار وبالتالي فإن زواجهما مسألة غير واردة.
العائلة البريطانية على صفيح الصحافة الساخن
الأميرة مرجريت
والتقطت جريدة الديلي ميرور طرف الخيط فكتبت تحت عنوان كبير رأيك مطلوب الكاتبن بيتر تونسند 38 سنة يحب الأميرة مرجريت 22 سنة ويريد الزواج منها.. فما رأيك في هذا الزواج ؟ وفي اليوم التالي كانت الجريدة قد تلقت أكثر من 70 ألف رسالة من قرائها أيد منهم فكرة الزواج 67907 قارئا وعارضه 2235 قارئا.
الكابتن بيتر تونسند
وكالعادة انقسم الرأي بين مؤيد ومعارض لتدخل الصحافة في شئون العائلة البريطانية.. وصل الأمر إلى تدخل رجال الدين حيث قال بعض رجال الدين البريطانيون: "نحن نحتج على هذا التدخل " وناقش مجلس الصحافة البريطانية استفتاء الديلي ميرور باعتباره ضد تقاليد الصحافة البريطانية.
الديلي ميرور تحجب الأقنعة وتفجر الرأي العام
الأميرة مرجريت
ظل حب الأميرة والطيار محورا لتحقيقات الصحف وأخبارها ولأحاديث الناس بالتالي وتعرضت الأميرة وقتها لضغوط شديدة من شقيقتها الملكة ومن زوج الملكة ومن رجال الكنيسة وفقأت " الصانداي بيكتوريال " البحصة على حد التعبير اللبناني وكتبت في السادس من مارس 1955م تقول على الأميرة أن تختار! والتقى مراسلي الديلي ميرور في بروكسل بالكابتن بيتر تاونسند قال الطيار لا أحب أن أتكلم إن شخصا واحدا هو الذي يسطتيع أن يتكلم الآن .. وهو وحده صاحب الكلمة وكلمته هي الأخيرة، يقصد بذلك الأميرة.
الأميرة مرجريت والملكة إليزابيث
بدأت معركة جديدة بين الديلي ميرور من ناحية وبين صحف أخرى ومن بينها بعض صحف الكنيسة وكتبت جريدة الكنائس الانجليزية، إن كل ما نشرته الديلي ميرور لا يعني أن الأميرة ترغب في هذا الزواج.. إن كل ما قيل مجرد توقعات وتخمينات ولم تتحدث الأميرة مع رجال الكنيسة في أمر هذا الزواج المزعوم، وردت الأميرة على ما كتبته جريدة الكنائس إنه لا يوجد سبب في الأرض ولا في السماء يمنع من أن ترث الأميرة عرش بريطانيا إذا ما تزوجت.
الصحافة الأمريكية تحرج العائلة البريطانية
الأميرة مرجريت والملكة إليزابيث
أكدت الديلي ميرور في مواجهة الهجوم العنيف من الصحف الأخرى أنها لا تنحاز لزواج الأميرة ولا تعارضه لكنها ترى أنه من حق الأميرة وحدها أن تختار والحب الحقيقي لابد أن ينتصر في النهاية، وخاطبت الجريدة الأميرة بالقول : تحركي يا مرجريت اتخذي قرارا فقد أصبحت في الخامسة والعشرين.
وردت الديلي اسكتش على ما كتبته الديلي ميرور بأن قصة الحب بين الأميرة والطيار مختلفة من ألفها إلى يائها،وقالت النيوز كرونيكيل لقد انحدرت الديلي ميرور إلى مستوى وضيع على حساب فتاة لا تستطيع بسبب دقة مركزها وحساسيته أن تدافع عن وجهة نظرها .
زواج الأميرة مرجريت
الأميرة مرجريت
وقد أصدر القصر الملكي بيانا رسميا يقول أن ما جرى هو شئون الأميرة الخاصة،الطريف أن الأميرة مرجريت تزوجت بعد ذلك بسنوات رجلا يعمل بالصحافة التي طالما ناقشت أدق أمور قلبها ولم يكن بوسع الكنيسة ولا القصر أن يرفضا الرجل الذي لم يسبق له الزواج، ثم طلقت الأميرة في عام 1978م من زوجها المصور ايرل سنودون وظلت بغير زواج.
الأميرة مرجريت
لقد أثير حول الأميرة مرجريت، العديد من الفضائح والعلاقات العاطفية الحادة.. لكن الصحافة البريطانية كانت قد اعتادت الخوض بلا حرج في صميم الحياة الخاصة لأفراد العائلة المالكة، حتى أن الملكة إليزابيث نفسها أصبحت تقرأ أخبارها الأسرية في الصحف لم يعد ثمة ما يثير أو يجلب السخط أو الاستنكار.