قهر الزمان في صورة.. هل تلتفت وزارة التضامن الاجتماعي إلى المعدمين
الأحد 14/أكتوبر/2018 - 05:32 م
شيماء اليوسف - تصوير/ محمد توفيق
طباعة
حمل الأثقال على ظهره مرصعة بالآلام واتجه من داخل شرع المراغي بالعجوزة بجانب وزارة التضامن الاجتماعي، إلى حيث تدب قدمه، مسن عجوز الشيب دب في رأسه وأوجعه، تكاد عجلات العربة تنفلت من المتاعب التي تحملها، ملابسه مهلهلة أشبه بستائر الليل حالكة الظلام في عبثها وحزنها، حيث تمعن النظر في عينيه تستشعر حدقتيه تتوسل إليك العون والمساعدة.
مسن يشد بساعديه الهزيلين عربته العاجزة عن مساعدته، الصامتة مثل كل هؤلاء المارين من جانبه، الهموم تتدلى من فوق كتفيه، يبدو وكأنه ذاهب في طريق الجحيم، من أهان شيخوخته هذه يا ترى؟ رصده مراسل بوابتنا "المواطن" يعبر نحو مقر وزارة التضامن الاجتماعي، وكأن القدر أراد أن يبعث معه رسالة للمسئولين أن تأخذ قلوبهم الشفقة بأصحاب المعاشات، فلا أعمارهم ولا أجسادهم ولا شيخوختهم تؤهلهم للعمل.
هل انطفأت الإنسانية في أرواحنا
مسن أرهقه الزمن
هذه الصورة تخالف تعاليم أدياننا السمحة التي تربينا عليها ولكننا نسأل أين تلك التعاليم أيان مرساها؟ لقد حث النبي محمد عليه السلام باحترام الكبير، حينما قال :"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". فأين هذا الوقار أين تلك الرحمة؟ ونحن نرى الأطفال في الشوارع تسأل العابرين عن كسرة خبز وقطرة ماء، يستخدمون التسول من أجل أن يعيشوا والبعض الأخر يمشي في الشوارع ضمن عصابات تعتبر الشاذة مهنة الربح وجمع الأموال بدون جهد.
بينما البعض الأخر يقوم بقتل الأطفال وبيع أعضائها من أجل المجال بلا رحمة وبلا شفقة وبلا إنسانية وضمير، هل أصبحنا أوغاد ومعربدون بهذه الدرجة القبيحة؟ حتى أن تلك العصابات التي تستخدم الأطفال والنساء في أمور النصب والاحتيال والسرقة والشحاذة، لا ترحم المسنين ولا تقدر شيخوختهم وسنهم ولا الشيب الذي يقتل شبابهم ويجعلوهم هم الآخرون في طوابير المعذبين في الأرض.
ومثل هذه الملامح المنكسرة تتنافى مع خطة الدولة التي من شأنها تعلو بقيمة المواطن المصري، ونهج وزارة التضامن الذي يسعى لتنفيذ خطط الدولة من أجل حياة كريمة للمواطن المصري، وهو حق مكفول للجميع، وإن كان مجلس النواب المصري يحرص على الوقوف جانب مصلحة المواطن فإن هناك تقصير لا محالة وبالكاد لا يوجد مجتمع مثالي 100% .
معاشات وزارة التضامن الاجتماعي
وزارة التضامن الاجتماعي
وعلى ضوء اهتمام البرلمان المصري بمعاشات وزارة التضامن الاجتماعي، انتقاد لجنة التضامن الاجتماعي بالمجلس التي ترأسها الدكتور عبدالهادي القصبي، ما قامت به الوزارة من وقف معاش الضمان الاجتماعي عن آلاف الأسر المصرية الفقيرة، بما يسمح بإضافتهم لبرنامج تكافل وكرامة باعتباره البديل عن معاش التضامن الاجتماعي، وقد انتقدت ذلك التصرف النائبة البرلمانية رشا إسماعيل.
فهل يا ترى سيتم مناقشة أسباب تأخر إضافة المواطنين إلى معاش التضامن الاجتماعي، الذين توقف صرف معاشاتهم؟ إن احترام شيبة الرجال المسنين الذين قهرت رجولتهم وحملوا فوق طاقتهم واحني الزمان ظهرهم هي بالكاد واجب إنساني قبل أن يكون واجب وطني، ومن الإنسانية أن نهتم بأديرة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وأديرة الرعاية الاجتماعية ومراكز الإيواء.