رجل يجسد قهر الرجال في صورة.. المتشردون الطاعون الأسود داخل مصر
السبت 13/أكتوبر/2018 - 01:00 م
شيماء اليوسف - تصوير كريم سيد
طباعة
عندما تكشر اللانسانية عن أنيابها القذرة يتبدى قهر الرجال مذلولا، لا نجزم بأن هذه المظاهر التي لا ترضينا بأي شكل من الأشكال موجود في البلاد العربية فقد، بل توجد في كل بلاد العالم الشحاذين والمتشردين في كل أرض، ودعاة حقوق الإنسان لا يظهرون إلا للدفاع عن المثالية الجنسية ويحمون الشذوذ الجنسي.
قهر الرجال.. حطم قواعد الإنسانية
مسن قعيد في أحد الشوارع
مشهد منتشر بين الحواري الشعبية وأرصفة الطرقات الكثيرة المتناثرة لاسيما القاهرة الكبرى، رصده مراسل "بوابة المواطن" وإن كان هذا المشهد يخلو من انتشاره في القرى الريفية وصعيد مصر، حيث أن نخوة الفلاح وشهامة الرجل الصعيدي تمنعه من أن يقف عاجزا عندما يرى منظرا كهذا في الطريق، إلا وامتدت يد العون للرجل وسعى لمساعدته حتى ولو بنصف حياة من الستر.
أين أموال التبرعات التي يتغنى بها الإعلام؟
عجوز يجسد قهر الرجال
مئات المليارات تنفق على المهرجانات والمؤتمرات والحفلات وليس هناك مليارا واحدا ينفق من أجل ستر هؤلاء، الذين لا تعرف أي الأقدار الحزينة التي ألقت بهم لهذا المصير المؤسف، القدر لم يكن عادلا، القدر حمل هؤلاء على أكتافهم أكثر مما يستطيعون، الدنيا تقوم وتقعد عندما يعثر فنانا في إصبعه، لكن لو أن رجلا أو امرأة لقيت منيتها على أحد الأرصفة الشديدة القسوة، لا يسأل عن ملتها أحد، ولا عجب في زمن يغمره النفاق والكذب والضلال.
مسن قعيد في أحد الشوارع
أسأل نفسي كيف لهذا الرجل أن ينام في مكانه هذا عندما تطرق الشتاء أبواب الليل، كيف يا ترى سيستقبل المطر ويديه ترتعش من الخوف من هذا الزمان الذي قهر رجولته، فرماه على جانبي الشارع بلا سند وبلا أسرة وبلا زوجة وبلا رفيق، من سيأخذ بيده عندما يصاب بالمرض، أو تحل عليه لعنة البرد القارصة؟
أين أبواق حقوق الإنسان؟
مسن قعيد في أحد الشوارع
تشردوا بفعل الأيام التي أوجعتهم قهرا وإذلالا وتركوا أديرتهم إن كان لهم من الأساس أديرة واتخذوا من الشارع مأوى ومسكن منتظرين نصف قطرة من الأمل نصف قطرة من الرحمة، وملايين المليارات تنفق على الإعلانات التي تدعي أنها تساعد هؤلاء يتامى الديار ولكنهم لا يروا منها شيئا، فأين تذهب تلك التبرعات، أين مصير هؤلاء المتشردين من إعلاناتكم؟
اتخذ هذا الرجل من الشارع بيتا له يأكل فيه وينام فيه وأيضا يقضي حاجته فيه القمامة تحيط به من كل حدب وصوب، يفترش الأرض بقطعة من القماش الممزقة الغير نظيفة، وكل أشكال القهر تتدلى من جفنيه، حتى أن ثيابه ليست نظيفة، ولكن .. أين الأغنياء من هؤلاء الذين يبكون قهر معيشتهم وأوجاعهم حتى أديرة المسنين لم تعرف له طريق، لم يعرف أصحاب الأبواق الصارخة له ملتجأ.. فهل انطفأت في أعيننا الرحمة لهذه الدرجة الحزينة والمؤسفة؟