فيديو.. لو اتقدمتلك عروسة هتطلب مهر قد أيه.. شاهد رأي الشباب المصري
الأربعاء 07/نوفمبر/2018 - 06:24 م
شيماء اليوسف
طباعة
طرحت "بوابة المواطن" سؤالا على الشارع المصري مستهدفة شريحة الشباب حول رد الفعل إن تغيرت العادة وتقدمت الفتاة لخطبة الشاب! تلقى الشباب السؤال بطريقة ساخرة البعض منهم تخيل نفسه يحمل إناء محمولا بأكواب من العصائر فاجعة اللون، ثم ينحني أمام العروس وأمها ووالدتها وخالتها فيقدم بطريقة ارستقراطية أكواب العصير ثم يجلس لطيفا يتصنع الأدب والهدوء حتى ينال رضا الضيوف ولا تصيبه لعنة العائلة.
اعتبر البعض الأخر أن فكرة تقدم العروس لخطبة الرجل يعد انتقاما من الروتين البيروقراطي الذي يفرضه المجتمع المصري على الشباب، وهو واقع نابض من الأعراف السائدة وليس دستورا ربانيا، أي أن عملية التخلي عنه ليست جريمة، فأي دين سماوي أو حتى أرضي نص في تعاليمه أن يحضر الزوجين ما يعرف ب"النيش" ما المعضلة التي قد تحدث إن لم يؤتى بالنيش، هل ستقف الشمس عن دورانها وتتعطل حركة الكواكب والنجوم إن لم نشتري النيش؟
الشباب المصري
يظل الشاب لسنوات طويلة يخطط لمستقبله الذي يبدأ بالاستقرار وهذا الاستقرار يتمثل في تكوين الأسرة الصغيرة، التي تبدأ بالزواج فينهمك في العمل من أجل تحصيل الأموال التي تمكنه من تجهيز بيت الزوجية، وتبدأ أول العقبات من هنا، وهو ما يتمثل في شرط قبول الشاب عند التقدم لخطبة عروسه أن يأتي بشقة تحدد مساحتها ما بعد المائة متر والتي يزيد ثمنها عن ثلاثمائة ألف جنيه فمن من الشباب في بداية حياته يملك هذا المبلغ إلا اللصوص هل نعمل في السرقة من أجل تحقيق أحلام أولياء الأمور؟
الشباب المصري
استقبل الشباب فكرة تقدم الفتاة لخطبة الشاب بدلا من أن يتم العكس بطريقة ساخرة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة إلى جانب مطالب أولياء الأمور وغلاء المهور وتمسك العديد من الأسر بمطالبهم، لدرجة أن هناك بعض الآباء يقبلون أن تظل بناتهم بدون زواج مهما كبرت أعمارهم ولكن لا تتزوج شاب في شقة بالإيجار! في الواقع الأمر مستفز ويدل على ضيف الأفق عند هؤلاء، والتمسك الغريب بالأعراف السائدة غير أن الأوضاع المالية لا تسمح بذلك.
الشباب المصري
تندرج عملية نزول المرأة إلى الشارع للعمل لم تظهر إلا بدخول مصر في حلبة الزيادة السكانية كلاعب خاسر لأن رغم هذه الزيادة الكثيفة في السكان إلا أنه لا يتم الاستغلال الجيد لهذه الزيادة، وقبل بداية القرن العشرين واجتاحت المرأة سوق العمل لتساعد زوجها في تحقيق اكتفاء حاجة الأسرة، وتكملة الاحتياجات المادية ومتطلبات المدارس والمنزل وغيره، غير أنه في تلك الفترة لم تكن الأوضاع كالتي نعيشها الآن.
الشباب المصري
تفشت في المجتمع المصري العديد من الظواهر الاجتماعية الشاذة أولها ما يعرف ب"جهاز العروس" والذي يتمثل في مجموعة من الأشياء التي تقوم الفتاة بتجهيزيها وشرائها والتي تتنوع بين الأجهزة الكهربائية والملابس والأدوات المنزلية وغيرها، ولم تعرف هذه البدعة إلا خلال نصف قرن من الزمان خلال القرن الحالي.
وهي تعتبر محاولة من الفتيات للمساهمة في مساعدة الشباب على تجهيز بيت الزوجية، حتى أضحى هذا العرف الحديث أحد أهم وأبرز العادات التي صارت جزء لا يتجزأ من الزواج، مما يكلف الأسر أكثر من طاقتها وبعض الأسر الفقيرة تلجأ للجمعيات الأهلية لمساعدتها وبعض النساء يدخلن السجن كغارمات بسبب استدانتهن حتى يستطعن شراء "جهاز العروسة".
الشباب المصري
تعد ظاهرة "العنوسة" وعزوف الشباب عن الزواج، ضمن الظواهر السلبية التي نشأت التقاليد والعادات الخاطئة التي يشرعها دستور الأعراف المصري، فالفتاة لا تقبل بشبكة أقل من قيمة الشبكة التي قدمت لابنة خالتها، غير أن المظاهر الشكلية ليس لها قيمة ولا تقترب من الحياة الزوجية الحقيقة التي تبنى على أساس الحب والمودة التي بالفعل تدوم تحت مبدأ الرباط المقدس، لكن الزواج الذي يبنى على المادة ينتهي باختلاف على حفنة جنيهات.
الشباب المصري
أدت الأعراف السلبية السائدة في المجتمع المصري لما تخص الارتباط والعلاقات الزوجية، إلى انبثاق ظاهرة جديدة من داخل المجتمع المصري، وهي الطلاق وليس الطلاق بالمطلق العام بل الطلاق في السنوات الأولى من الزواج، لما لها من أثار أسوأ على المجتمع خاصة إن كان بين الزوجين أطفال، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف لشاب أنفق نصف عمره في العمل من أجل شراء شقة وقطع من الخشب والأقمشة أن يتحمل موقف غاضب من زوجته؟