أسرار وجود الزئبق الأحمر في مدينة أبورواش.. هل وضعه الكهنة في أعناق ملوك الفراعنة؟
الخميس 08/نوفمبر/2018 - 06:32 م
شيماء اليوسف
طباعة
يمثل مصطلح " الزئبق الأحمر" أغلظ كلمة أثرية ممن الممكن أن تسمعها في حياتك، حيث أن ثمة أفكار سوف تدور في مخيلتك تنتمي مضامينها إلى أرض الكنوز والثراء، فقد تجلس منفردا بعد الانتهاء من عملك ثم تفاجئ برسالة عبر الهاتف تخبرك بأن شخص ما عثر على الزئبق الأحمر الذي يباع بمليارات الدولارات ويريدك أن تساعده في جلب أحد المشترين وسوف تقسم معهم كعكة الغنيمة.
الزئبق الأحمر
يعد الزئبق الأحمر أحد أبرز الشائعات التي يتداولها المصريون وهي بالكاد تمثل واحدة من الخرافات التي تتشابه إلى حد كبير مع أساطير أوزيس وأزوريس، يقول الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري، أن هناك من يفتي بأن الزئبق الأحمر موجود داخل حنجرة المومياوات لاسيما المومياوات الملكية، إلى جانب أن أبسط جزء من هذا السائل الأحمر يساعد على تسخير الجن وشفاء المريض، وإعادة المسن إلى شبابه وكل هذا بالكاد خرافات.
الزئبق الأحمر ذريعة سرقة المومياوات المصرية
حقيقة الزئبق الأحمر
كان أحد الخبراء السياحيين قد قال أنه يعرف أماكن سراديب أثرية تحت الأرض، تمر هذه السراديب في مسافة أسفل الأرض بنحو امتداد 3 كيلو، وهي مليئة بالمومياوات وبداخل كل حلق من المومياوات يوجد الزئبق الأحمر، كما أكد أن هذه السراديب توجد بمنطقة أبورواش، في الحقيقة لقد ذكرني برجل كان يعشق التنقيب عن الآثار والبحث عن الكنوز وصل به الشغف والجنوني البحثي إلى حد الجلوس مع كل شخص يقوم بالحفر ليضع ماسورة مجاري في بيته.
حقيقة الزئبق الأحمر
استغرب العالم الأثري من حديث الخبير السياحي الذي زعم بوجود الزئبق الأحمر بمنطقة أبورواش، حيث أكد حواس انه عمل لسنوات كثيرة في الحفر داخل منطقة أبورواش لم يعثر نهائيا على أي شيء مما يزعم به السياحي، إلا أن الناس مافتئوا أن عرفوا هذا السر الزائف إلا وذهبوا عند منطقة أبورواش يبحثون عن الزئبق الأحمر والكنز الأثري هناك، السؤال الذي يطرح نفسه أليست هذه الآثار ملكا للشعب المصري كله، أليس الاعتداء على الآثار سواء بسرقتها أو تخريبها يعد اعتداء على أملاك الشعب العامة، إذن فلماذا لا يفهم الباحثون عن الزئبق الأحمر حتى إن كان هذا الوهم موجود فهو ملك للشعب كله وليس ملكا لمن يبحثه عنه ويسرقه؟
وقائع البحث عن الزئبق الأحمر
حقيقة الزئبق الأحمر
قام أحد الأشخاص بحفر يمتدد إلى أعماق واسعة أمام أحد البيوت المصرية الأسوانية بمنطقة أسوان القديمة، خاصة المدن الأسوانية الحديثة مقامة على أنقاض البيوت الأسوانية القديمة ومدنها، لمسافة تمتد إلى عشرين مترا، حتى ظهرت المياه الجوفية مما توفى ثلاثة منهم على أثر الحفر، بحثا عن الزئبق الأحمر، أما في نزلة السمان أسفل هرم خوفو مباشرة، والتي يوجد بها مقبرتين تمتد كل منهما إلى عشرين متر تحت الأرض.
حقيقة الزئبق الأحمر
حيث يوجد في كل مقبرة من مقابر نزلة السمان بعض التماثيل الموجودة في الصغر، إضافة إلى بعض الكتابات الأخرى والعديد من الهياكل العظمية، حيث لا يوجد هناك كنوز ولا أثر لما يطلق عليه الزئبق الأحمر، وكان ستة شباب ضحك عليهم وهم الزئبق الأحمر، وظلوا يحفرون تحت الأرض لامتداد يصل حتى عشرة أمتار، وكان الليل شديد الظلام، وطلبوا من أحدهم أن يجلب مروحة تساعدهم في تهوية المقبرة حتى ينتهي الحفر، وعند خروجه أخذت الرمال تتدحرج على فتحة البير حتى قامت بسده وفور إبلاغ الشرطة عن الحادث أخرجت الشباب جثث هامدة.
حقيقة الزئبق الأحمر
تكررت نفس الحادثة للبحث عن الزئبق الأحمر في صعيد مصر وتحديدا بمحافظة أسيوط، حيث قام مجموعة من الشباب بالحفر في أحد المقابر بحثا عن الكنوز، وعندما نجحوا في فتح المقبرة كان الموت ينتظرهم خلف الباب فمن شدة الرائحة الكريهة التي توجد داخل المقبرة المغلقة منذ آلاف السنين حدث لهم اختناق فماتوا، وكان واحدا من بينهم أب لثلاثة أطفال أكبرهم عمره عشر سنوات، ترك أطفاله وسار وراء الوهم حتى قتله.
خواتم الزئبق الأحمر
تعرض المتحف المصري للهجوم في الثامن والعشرين من يناير عام 2011م، وكان الهدف من وراء ذلك الهجوم هو البحث عن الزئبق الأحمر، وبما أنهم كانوا يعتقدون أن الزئبق الأحمر يوجد داخل المومياوات فلم يتمكنوا من معرفة قاعة المومياوات، ومن المشاع عن الزئبق الأحمر أنه شيء روحاني صنعه الكهنة وقد حرص الكهنة في اعتقادهم أنهم أبعدوا الزئبق الأحمر عن الشعب، وعند تحنيط الملوك كان يتم وضع الزئبق في أعناقهم، عن طريق الجن.