حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. بين شموخ الماضي وأمجاد العصر الحديث
السبت 10/نوفمبر/2018 - 12:01 ص
إعداد/شيماء اليوسف تصوير/تصوير كريم _محمد _ أيمن
طباعة
تستمر حكايات مصر الحلوة الشقيانة في رصدها لنبض الشارع المصري وحكاياته ومعالمه التي تكشف طباع الشعب المصري العامر بالكرم وطيب الأصل، والتراث الحضاري الذي يعد علامة رائدة في التاريخ المصري بما يحويه من قصص وأساطير، حتى الخرافات المصرية التي كان يحكيها لنا الأجداد لها مذاق من نوع خاص، قد يصل بك الأمر ألا تقبلها بهلجة أهرى غير المصرية، ويغتنم مراسلو "بوابة المواطن" كل الفرص حتى يتلقطوا صورا من واقع الحياة المصرية.
تطور شكل السفن عبر العصور
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
كانت أول طريقة لصناعة السفن، تلك التي قام بها المصريون القدماء عندما استخدموا حزم من القصب بهدف إنشاء أول قارب شراعي في تاريخ الحضارات البشرية، وكان غرض الفراعنة من هذه السفينة هي العبور بين ضفتي النهر، تطور شكل المركب البدائي إلى قارب خشبي، يستطيع أن يعبر المحيطات، وكانت بداية صناعة السفن نتيجة للقرب من البحر والمسطحات المائية، ضف إلى ذلك الاستفادة من ظاهرة الطفو.
عربة البطاطا التقليدية كيف تواجه عربات النوتيلا؟
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
عند مرورك صامتا من فوق ذلك الكوبري المطل على نهر النيل ستجد شخص ما ينادي على بضاعته، التي يتصاعد منها الدخان وهو يقف بجانب عربته، تنبث إلى أنفك الروائح من حيث لا تدري تأخذك إلى متاهة الجوع، حتى إن لم تكن جوعان، فتجد جموع العاشقين والمارة يلتفون حوله في حلقة مستديرة، يطلبون قطع البطاطا المشوية، وتظل هذه العربة محتفظة بشكلها التقليدي الذي يلازمها منذ سنوات طويلة.
مصر مهبط الأمان لكل من لاذ بها
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تحتضن مصر كل من لاذ بها، فهي تفتح ذراعيها للجميع مرحبة بكل البشر، ومنذ عصور المصريين القدماء ومصر قبلة الأنبياء ودرب المحتاجين فمصر كانت تحمل الغلال إلى أوروبا، وتسكب خيرها في كف كل من قدم لها، وتشبع كل من جاءها جوعان، حتى لما أمر الله تبارك وتعالى الأسرة المقدسة أن تهرب من بطش الرومان فجاءت العائلة المقدسة إلى مصر، تدب الصحاري العجاف بحثا عن الأمن والأمان وقد حظيت به، ونخلة المطرية تشهد على هذا التاريخ، وحكايات مصر الحلوة الشقيانة مليئة بالقصص التي يزخر بها الشارع المصري.
أتقنوا العمل فإن الناقد بصير
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
وقف في صمت شامخ يراقب جهده، ينظر في كل قطعة من البلاط الذي يسطح الأرض، هل هناك ورقة ملقاة في أي من الزوايا الأخرى، هل هناك ما يحتاج إعادة تنظيف؟ مائة سؤال وإجابة دارت في مخيلته، لكن هل لنا أن نحاسب أنفسنا على صنيعنا هل لنا أن نعمل بجهد وجد من أجل العمل ذاته؟ فجميعنا يحتاج إلى صحوة تدب في نفسه روح الاستيقاظ وتجعله يعاتب نفسه على تقصيره.
شيخ قبلية البسطاء في مجلس الشموخ الفقير
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
أسند عكازه إلى جواره وجلس يستظل بشعره الأبيض من حاجة الدهر وتقلب الزمان، يراقب صندوقه الممتلئ بالأقلام، يبدو عليه العظمة كأنه شيخ قبيلة، أو رجل من رجالات القوم الأقوياء الأشداء الذين يقال عنهم قادة الرأس العام فمجلس يذكرني بذلك العجوز الذي كان يتربع على بوابة الدوار في صعيد مصر يجيئه الزوار من حيث لا يحتسب حيث أن كلمته صلبة ثابتة تؤثر على مسامع الصغير والكبير، لا يقبل المشورة في رأيه، فهو يعرف الصواب الذي انبثق من خبرته الحياتية.
من أجلسها حافية؟
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
جلست حافية في غفوة النهار، النوم يطلبها رغم الصباح الباكر الذي يطل من وجهها البشوش، لا تعبأ بالمارة العابرين حولها، تربط رأسها بعناية ودقة، بجوارها كوبا أبيض مقلوب لا يمكنك ملاحظته إلا بالتدقيق في الصورة، وإن دققت في المرة الثانية ستجد أن ملامحها من شرفاء القوم الذين قست عليهم الأيام فألقت بهم إلى الشارع من حيث لا يعرفون، فإن العظمة التي تجلس بها لا يمكن لشخص تربى في الشارع أن يعرف كيف يقعد بهذه الطريقة، وفي حكايات مصر الحلوة الشقيانة تزاد حكايا المرأة المصرية.
8 صفات لتكون عظيما ما هي يا ترى؟
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
ددق النظر إلى مجموعة الكتب المتجاورة في هذه الصورة، فعلتها؟ أظنك بالفعل قمت بقراءة بعض العناوين، هل لاحظت ذلك العنوان الذي يقول" 8 صفات لتكون عظيما؟ بالطبع أعتقد تماما أنك فكرت أي الأشياء الثمانية التي قد تجعلك عظيما، ولكن عليك في المقام الأول أن تسأل نفسك أي العظمة التي يقصدها الكتاب؟ هل العظمة من منظور الكاتب أن تملك أموالا مديدة فتشتري سيارة وتملك شركة كبيرة ويكون لديك رصيد في البنك! أم العظمة في حب الناس أم في طاعة الله أم في ماذا! أسأل نفسك عن العظمة في رأيك وحدثنا عنها.
الابتسامة بتشق في البحر طريق
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تعد الابتسامة بوابة خير ونافذة أمل تفتح ذراعيها للحياة، فهي تدعو أصحابها للتفاؤل، وإن كان أشد الناس تبسما هم أكثر الناس غرقا في المشكلات وتحملا للهموم إلا أنهم، لا يتنازلون عن الابتسامة التي قد تخرجهم من كبت الحياة وضيق الظروف، فتشرق الابتسامة وجه العابثين، وتنير ثغري كل من تعثر قدماه في حوافر الأرض، وحتى إن كانت لا تفرج كربا فهي متنفس الضيق لعلها تفرج.
المظهر الديني للتسول
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
يعد استغلال الأطفال في الأعمال الخيرية أكثر ما يبرز سوء نوايا ووقاحة بعض الأشخاص الذين يسعون لتحقيق رغباتهم باستخدام الأطفال، ومسألة حمل طفل لصندوق مخصص لجمع الزكاة هو بالكاد يشبه تماما المرأة التي تقوم بخطف طفل لتتسول عن طريقه، فهي تتوسل إلى الناس أن يعطوها مالا لتنفق على الطفل ولكنها استخدمت الطفل لتنفق على نفسها مستغلة براءته وحمرة وجهه والأمان الذي تبحث عيناه عنه، وها هي حكايات مصر الحلوة الشقيانة تسعى لكشف الظواهر الاجتماعية كل يوم.
نخيل الغروب في لوحة البلد المحبوب
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
يرسم الغروب على ضفتي نهر النيل أجمل اللوحات التي تخلد قدرة الطبيعة على تصوير الألوان المختلطة بأضواء المياه في منظر مغسول بالأشعة الحمراء الهاربة من الشمس عند رحيلها من سماء القاهرة مرورا بنيلها، إلى أن تعود في الصباح تصنع منظرا أخر وتتوج أشكالا جمالية بنكهة المصريين ممزوجة بطباعنا وثقافتنا، تتدلى الأشعة على المياه كعناقيد الذهب تتلألأ في النهر تبهر الناظرين.
وسائل أنظمة السقي الحديثة أهدافها ونتائجها
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
جلس بين الرمال الناعمة الخفيفة، يتفقد مزرعته، يظهر على الأرض الكثير من الرمال الناعمة، وهي الطريقة التي تجهز بها الأرض الزراعية لتناسب أسلوب الري بالتنقيط، وهي إحدى الطرق التي تسهم في تقليل الفاقد من المياه، لقدرتها القوية من حيث الكفاءة مما يسهم بنصيب كبير في زيادة الإنتاج، وتوفير العمالة الناتجة عن نقص الحشائش.
هل تجد بوابتها الضائعة؟
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
يتناثر التراب على قدميها العاريتين وهي تتكئ على أريكة الإنسانية الممزقة، تدور عينيها الواسعتين في ملكوت الحياة التائه الظالم الذي سرق طفولتها فأجلسها وحيدة على رصيف الفقر والمهانة، وأخيها يتاقسم معها مرارة الأيام يسند رأسه الناعسة إلى الأرض الأكثر قسوة وظلما، وكأن جلوسها أمام عتبة هذه البوابة يحاكي بحثها عن بوابة أسرتها التي تبحث فيها عن ذاتها الضائعة
صورة تجسد الانتماء إلى العمل
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
فوجئ بمراسل بوابتنا "المواطن" يقترب إليه ليلتقط له صورة، فابتسم ابتسامة لطيفة له، واستعد بكامل لطفه لأخذ الصورة، لكنه لم يفرط نصف لحظة في ترك أداة عمله، وهو يمثل الانتماء الحقيق للعمل والحرص على تقديم الواجبات انتظارا لنيل الحقوق، وحقوق المزارع تتمثل جلية في المحصول الذي سيحصل عليه بعد جهد الزراعة حتى الحصد وجني الثمار، فليت الناس ينتمون إلى عملهم.
الارتباط التخطيطي بين المصريين القدماء والمعاصرين
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
يحيط بنهر النيل لاسبما ضفتيه العديد من المباني الإدارية والتجارية والمؤسسات الحكومية، وقد سار المصريون المعاصرين على درب أجدادهم المصريين القدماء الذين خلدوا أبنيتهم ومعابدهم ومقابرهم على ضفاف نهر النيل حيث حياة الخلود بعد البعث التي كان يؤمن بها الفراعنة، حيث مستقبل ما بعد الموت، وها هم أحفاد الفراعنة ينشئون أبنيتهم المبنية على الطراز الحديث من أجل مستقبل مصر.
سماء القاهرة في عز النهار
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تتراقص أضواء النهار على سطح نهر النيل، فسماء القاهرة تتلألأ ممزوجة ببريق الأضواء النهارية التي لا تعبأ بزحام الشوارع، تدب في الأرض روح العمل، وتجدد الحياة في نفوس العابرين من فوق الكباري وداخل الأنفاق، وعلى جانبي النيل، وتستعرض حكايات مصر الحلوة الشقيانة، الفرق الجوهري بين نهار القاهرة وليلها وغروبها وتأثير الأضواء عليها.