الإعلانات في مصر على صفيح ساخن .. بين استفزاز الجمهور ومصلحة المعلن
الأحد 11/نوفمبر/2018 - 06:33 م
شيماء اليوسف
طباعة
ظهرت الإعلانات في مصر بالتزامن مع ظهور الصحافة في مصر، وقد عرفت مصر الصحافة على يد الفرنسيين عند دخول حملة نابليون بونابرت الفرنسية لاحتلال مصر، وأن القصة الشائعة عن الأسباب التي دفعت فرنسا لاحتلال مصر هو تطويق التجارة البريطانية عن طريق الهند وما إن وضع بونابرت قدمه على الأرض المصرية، وقد كانت نشأت الصحافة في ذلك الوقت تعبيرا عن احتياج السلطة وليس الشعب.
الإعلانات في مصر وعلاقتها بنشأة الصحافة المصرية
الإعلانات في مصر
أصدرت الحملة الفرنسية في مصر صحيفتين وهما "لاديكال اجبسين، وليكوريه دي لجيبت" كانا باللغة الفرنسية كانت واحدة منهما تتناول أهم القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية بصدد الشعب المصري، بينما الثانية كانت تتناول نشر الإعلانات الفرنسية الخاصة بالعقارات، ومنذ ذلك التاريخ وبدأت تأخذ الإعلانات في مصر مسارا صحفيا، وقد ساعد بونابرت على إصدار هذه الصحف اصطحابه مطبعة، وكان هناك خطة لإصدار صحيفة "التنبيه" باللغة الغربية لكن لم يكتب لها الظهور إلى النور.
الإعلانات في مصر
تطور وضع الإعلانات في مصر بتطور وضع الصحافة المصرية لاسيما في عهد محمد علي باشا الذي قام ببناء مصر الحديثة، وقد اهتم بإصدار الصحف لإدراكه الشديد بأهميتها حيث قام بتأسيس مطبعة بولاق عام 1819م، وقام بإصدار صحيفة الوقائع المصرية، وكانت تهدف إلى تعريف المصريين بالانجازات التي يقوم بها محمد علي، حيث ذكر العدد الأول سنة 1828م، " أراد ولي النعم أن الأخبار التي ترد إلى الديوان المذكور تنتقح وينتخب منها ما هو مفيد وتنتشر عموما مع بعض الأمور التي ترد من مجلس المذاكرة السامي".
تاريخ نشأة الإعلانات في مصر
الإعلانات في مصر
بعد انتهاء عصر محمد علي باشا أخذت الإعلانات في مصر مسارا جديدا خاصة بعد أن تعرضت مصر للاحتلال الإنجليزي وظل الاحتلال لعدة حقب زمنية حيث كانت الصحف تصدر بالإنجليزية وتم التضييق على الصحف التي كانت تصدر باللغة العربية حتى لا يكون هناك صوت للشعب المصري، وقد أثر هذا بدوره على حجم وشكل الإعلانات في مصر، وهذا بدوره وضح جليا في شكل إعلانات الملصقات وإعلانات الحوائط وإعلانات الصحف وشارات المرور وكافة الإشارات التي توجد في جميع مؤسسات الدولة.
الإعلانات في مصر
ظلت الإعلانات في مصر تكتب باللغتين الإنجليزية والعربية لعقود طويلة وحتى بعد استقلال مصر من الاحتلال البريطاني بقيت الإعلانات تصدر باللغتين نظرا للأجانب الذين انتشروا وعاشوا وتزوجوا في مصر وتكاثروا وامتزجت ثقافتهم وطباعهم بالطابع المصري، ترك الاحتلال الانجليزي الكثير من الآثار التبعية لسلطته وثقافته أثرت بالطبع على المصريين، ولكن لا ننسى أن كان هناك مئات المحال التجارية والشركات والمعالم الحضارية أسسها إنجليز في الأساس وبالطبع فإن لافتاتها كانت بالكاد سيتم تصميمها وتنفيذها باللغة الإنجليزية.
الإعلانات في مصر
استمرت الإعلانات في مصر تنتشر باللغة العربية إلى جانب الإنجليزية في الأماكن التي تحظى بنصيب كبير من توافد الأجانب أو من يتحدثون اللغة الإنجليزية، حيث إن الإعلان تصرف تسويقي مدروس ومخطط بعانية دقيقة، فهو موجه لجمهور معين حتى يتم عن طريقه بيع السلع أو المنتجات المعروضة من خلال الإعلان، فلا يمكن أن نجد إعلانات خاصة بأفلام السينما المطروحة للعرض داخل المقابر، ولا يمكن أن نرى إعلان خاص بالعقارات يصدر بالألمانية في المنيا لأن جميع السكان مصريين يتحدثون العربية أو اللهجة المصرية العامة فلا يمكن أن ينشر لهم إعلان عن سلع لا تناسب احتياجاتهم.
الإعلانات في مصر
استفزت العديد من اللافتات الإعلانية كثير من المصريين لاسيما أنها مكتوبة باللغة الإنجليزية، ساخرين من تصرف المعلن وهدفه، على اعتبار أن الشعب المصري غالبيته يتحدث اللغة العربية وليست بالصورة المطلوبة فعدد كبير من اللهجات داخل اللهجة المصرية التي تحيل بين تحدث المصريين باللغة العربية الطليقة وبين لهجاتهم واللهجة العامية الرسمية، وهو ما نستطيع القول عليه إن الإعلانات في مصر بهذه الصورة ليست وليدة اليوم وليست وليدة الصدف.
الإعلانات في مصر
عند بداية المرحلة الاتصالية الأولى في حياة المصريين كانت الإعلانات في مصر على الطريقة الشفهية، قبل معرفة الكتابة فكان المنادي يخرج في الشوارع ينادي ليعلم الشعب الأوامر الجديدة حتى تنتشر الأخبار بنفس الطريقة بين الناس، والذي تسبب في ذلك الوقت في ظهور فكرة الرموز والإشارات التي لازالت موجودة حتى وقتنا هذه فمن منا لا يعرف أن رمز الثعبان والمفتاح يدلا على الصيدلية وكانت هذه الطريقة تشاع بين كافة البشر في مختلف دول العالم.
الإعلانات في مصر
وجدت الإعلانات تطورا كبير حول العالم بعد معرفة الكتابة أصبح الناس ينسخون الإعلانات، ولكن اكتشاف الطباعة على يد يوحنا جوتبرج أحدثت طفرة في عالم الصحافة بشكل عام والإعلانات بشكل خاص، ومع الثورة التكنولوجية والرقمية واكتشاف العديد من البرامج التي غيرت مثار البشرية كلها أصبحت الإعلانات في مصر وفي البلاد الأخرى تتخذ أساليب حديثة.